الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية المحاكمة

رضا البطاوى

2009 / 5 / 13
الادب والفن


(1)
عريضة الدعوى
نحن الموقعون أدناه نتقدم إلى القضاء العادل بدعوانا ضد 000 ابن 000 فنحن نتهمه بالكفر والارتداد عن الإسلام ومن ثم فهو يوقع الفتنة بين المسلمين ويتسبب فى إضلال الناس عن الحق وهو بكلامه الذى سنورد بعض منه يجعل من المسلمين فى هذا القطر وغيره من بلاد العالم مجانين ومغفلين منذ أزمان طويلة ومن كلامه :
-القرآن الحالى ناقص
-المصحف الموجود حاليا ليس هو كتاب الله الحقيقى وإنما جزء صغير منه
-القصص القرآنى فيه تضاد فى الأخبار
ونقدم كتابه القرآن الحالى كدليل على إدانته
نحن نطلب من القضاء العادل فى بلدنا اتخاذ اللازم حسب القوانين ضد ذلك الشخص الذى يضل الناس ويتهمنا وآباءنا وأجدادنا بالغفلة والجهل والجنون.
الموقعون
000ابن 000 شيخ 000 الشريف
000ابن 000 رئيس جامعة 000 الإسلامية
000ابن 000 من شيوخ 000 الشريف
000ابن 000 نقيب 0000
000ابن 000 شيخ مشايخ 000
000000000000000
0000000000000
00000000000000
00000000000000
(2)
إنه فى يوم 000 فى ساعته 000 وتاريخه000 قررنا نحن 000 ابن 000 القاضى بمحكمة 000 التالى :
عقد جلسات حوار بين المتهم بالردة 000 ابن 000 وبين الموقعين على عريضة الدعوى المرفوعة بتاريخ 000 وذلك للإطلاع على وجهات النظر وذلك حتى تزداد هيئة المحكمة علما بالخلاف حيث أن المتهم أعلن فى بداية كتابه الذى قدم كدليل إدانة أنه مؤمن بالقرآن الكريم المنزل من عند الله
يتم إعلان المتهم ورافعى الدعوة بموعد جلسة الإستماع لهم فى 000
القاضى 000ابن 00
(3)
بسم الله الرحمن الرحيم
تم عقد جلسة الاستماع اليوم 000 الموافق 000 الساعة العاشرة بحضور المدعين والمدعى عليه وقد تم مناقشة النقطة الأولى فى العريضة وهى كون القرآن الكريم ناقص فقال شيخ 000 :ما هى أدلتك على كون القرآن الكريم كتاب الله ناقص ؟
فقال المدعى عليه :إن القرآن الكريم الحقيقى ليس ناقصا وإنما الناقص هو المصحف الحالى حيث أن من كتبه بشر وأما أدلتى على صدق قولى فهو المصحف الحالى فالله تعالى قال فى سورة الإسراء "ولقد صرفنا للناس فى هذا القرآن من كل مثل "وقال فى سورة الكهف "ولقد صرفنا فى هذا القرآن للناس من كل مثل "وقال فى سورة الروم والزمر "ولقد ضربنا للناس فى هذا القرآن من كل مثل "
قال نقيب 000 : وأين الدليل فى هذا ؟
فقال المدعى عليه :معنى القول واحد فى السور وهو أن الله قال فى القرآن للخلق حكم كل شىء تصديقا لقوله تعالى فى سورة النحل "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء "والسؤال الآن لكم إذا كان القرآن طبقا لتلك الأقوال فيه وغيرها فيه كثير فيه حكم كل شىء أى كل قضية من قضايا البشر فأين حكم كيفية الصلاة فلا توجد آية واحدة أو حتى حديث واحد فى الكتب التى تزعمون أنها أحاديث النبى (ص) فيها كيفية الصلاة الحالية من بدايتها حتى نهايتها وإنما هى أحاديث كل منها فى جزء أو أجزاء من الصلاة ؟وأين حد النصاب فى الزكاة فى القرآن الحالى الذى تقول إحدى آياته "والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم "فإذا كان الحق معلوما فأين هو فى القرآن ؟ فضلا عن أن الأحاديث المزعومة مختلفة فى أنصبة الزكاة وأين محرمات الرضاع غير الأم والأخت والتى تملأ كتب الفقه مع أنه لا توجد آية واحدة تذكر غير الأم والأخت ولا يوجد حديث واحد فى كتب تلك الأحاديث المزعومة يبين محرمات الرضاع المذكورة عند الفقهاء وأين الآيات التى تبين واجبات المرأة فى منزل زوجها من طبخ وكنس وغيرها ؟
فقال أحد رجال 000 :كل هذا يعلم بالاجتهاد ودراسة النصوص
فقال المدعى عليه :إذن أنت تكذب القرآن الحالى فى أنه به مثل أى بيان كل شىء
فقال شيخ مشايخ 0000 :توجد أحاديث تبين واجبات المرأة
فقال المدعى عليه عن من ؟
فقال شيخ 000 :عن كثير من الرواة الصادقين والثقات
فقال المدعى عليه كل ما فى كتب الأحاديث المزعومة لا يزيد عن كونه إخبارات مثل "وعصرت أم سليم عكة لها فأدمته "(البخارى ج3 ص 292 كتاب الأطعمة )"أتى النبى بضب مشوى "(البخارى ج3 ص 294 كتاب الأطعمة )فلا يوجد حديث يقول على المرأة أن تطبخ أو تكنس أو تغسل الملابس بأى ألفاظ
فقال شيخ مشايخ 000:كما قلنا يعرف هذا بالاجتهاد
فقال المدعى عليه :إذا فأنتم تكذبون القرآن مرة أخرى
فقال القاضى :كيف ؟
فقال المدعى عليه :إنه يقول "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون "و"الظالمون "و"الفاسقون "ويقول "إن الحكم إلا لله "فهنا الحكم لله وحده فلو اجتهدتم لشاركتم الله فى حكمه والشرك هو الكفر فالمنزل من عند الله فيه حكم كل شىء كما قال فى سورة الشورى"وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله "كما أن القرآن يقول أنه فصل كل شىء فى قوله بسورة الأنعام "وقد فصل لكم ما حرم عليكم "وقال بسورة يوسف "وتفصيل كل شىء "
فقال أحد رجال 000 :نحن مؤمنون بما جاء من عند الله كله
فقال المدعى عليه وأنا كذلك لكن أين هذا الكل إذا كان المصحف الحالى ناقص الأحكام كما يدل هو نفسه على ذلك
(4)
إنه فى يوم 000 الموافق 000 انعقدت الجلسة الثانية بحضورى أنا القاضى 000 والمدعين والمدعى عليه وقد بدأ النقاش :
قال رئيس جامعة 00 00:ما الدليل على أن القرآن الذى تسميه المصحف الحالى جزء صغير من القرآن الحقيقى ؟
قال المدعى عليه إن المصحف الحالى كما قلت سابقا يحتوى على أقوال كثيرة تثبت أن الوحى الحقيقى هو كتاب كبير يحتوى على حكم كل شىء أى تفصيل كل شىء والآيات كثيرة منها قوله تعالى فى سورة الأنعام "هو الذى أنزل إليكم الكتاب مفصلا" فهنا الكتاب مفصل أى مفسر فيه آيات القرآن وقوله فى سورة الإسراء "وكل شىء فصلناه تفصيلا "أى فسرناه تفسيرا واضحا وقوله تعالى فى سورة يونس "وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين "فهنا القرآن وتفصيل أى تفسير القرآن الذى هو الكتاب المكنون ومثلها قوله تعالى فى سورة يوسف "ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل كل شىء "فهنا تفسير كل حكم وقوله تعالى فى سورة الأنعام "ما فرطنا فى الكتاب من شىء "فهنا الكتاب وهو الوحى كاملا القرآن وتفسيره الإلهى لا يوجد به شىء ناقص وقوله تعالى فى سورة النحل "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء "فهنا الكتاب وهو القرآن وتفسيره الكامل به تفصيل كل حكم وقوله تعالى بسورة الأعراف "ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم "فهنا الكتاب مفسر على معرفة الله فكل هذه الآيات تدل على وجود كتاب ليس هو القرآن ولكن القرآن جزء منه فهو تفسير شامل للقرآن الحقيقى الكامل
قال شيخ مشايخ 000:وأين هذا الكتاب المزعوم ؟
فقال المدعى عليه : إنه بين يدى الله مصداق للعديد من الأقوال فى القرآن الحالى مثل قوله تعالى فى سورة البقرة "فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه "وقال بسورة آل عمران "نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه "وقال بسورة المائدة "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه "وقال بسورة الأنعام "وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذى بين يديه "وقال بسورة فاطر "والذى أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه "
فقال أحد شيوخ 000 :وما تفسيرك لما بين يدى الله ؟
فقال المدعى عليه :كما تفسرون قوله تعالى بسورة الشورى "ليس كمثله شىء "فبين يدى الله لن يكون بين يدين كالمخلوقات وقد كان التفسير وهو الذى بين يدى القرآن معروفا للكفار حيث كفروا به فقالوا كما فى سورة سبأ"وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذى بين يديه "
فقال شيخ 000:هل تقصد البيت المعمور ؟
فقال المدعى عليه نعم البيت المعمور ولكنه ليس الذى تعرفونه فى السماء وإنما هو مكان أرضى والسبب حتى يذهب البشر المختلفين فى الأحكام له ليعرفوا حكم الله مصداق لقوله تعالى فى سورة الشورى "وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله "لو كان المراد بالله أن نكلم الله ويكلمنا فهذا محال ومن ثم فالوسيلة هى كتاب الله ولو كان فى السماء فلن نصل إليه أبدا لأنه توعد كل من يدخل من أبواب وهى أقطار السموات والأرض أن يهلكه بنار ونحاس وفى هذا قال تعالى بسورة الرحمن "يا معشر الجن والإنس إن استطتعم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان فبأى آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران"
فقال نقيب 000 :وأين يمكن أن يكون هذا الكتاب يا مولانا ؟
فقال المدعى عليه :إن القرآن يقول فى سورة الطور "والطور وكتاب مسطور فى رق منشور والبيت المعمور "فهنا الكتاب المسطور فى البيت المعمور وهو الذى تعتمره الناس أى تزوره وليس هناك مكان يزوره المسلمون سوى الكعبة والقرآن يقول فى سورة الواقعة "إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون "فهنا القرآن جزء من الكتاب المكنون أى المحفوظ وهو فى مكان لا يدخله سوى المطهرون وهم المسلمون مصداق لقوله تعالى بسورة التوبة "لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين "بينما سمى الله الكفار نجس فى قوله بنفس السورة "إنما المشركون نجس "وسمى الله الكتاب المكنون اللوح المحفوظ فى قوله بسورة البروج "بل هو قرآن مجيد فى لوح محفوظ "وهذا الكتاب العزيز لا يمكن لأحد أن يحدث فيه أى تحريف أى باطل مصداق لقوله تعالى بسورة فصلت"وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه "والمكان الوحيد فى الأرض الذى هو محمى وفيه العذاب المميت لكل من يرد أى يقرر فقط أى يرتكب جرما هو الكعبة مصداق لقوله تعالى بسورة الحج "والمسجد الحرام الذى جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بظلم بإلحاد نذقه من عذاب أليم " ومن ثم فالكتاب فى البيت الحرام
فقال شيخ 000 ولكن الكعبة ليس فيها شىء
فقال المدعى عليه إذا ابحثوا عن الكعبة الحقيقية لأن هذا المكان الحالى ليس فيه الأمن بدليل موت الحجاج والعمار فيه قتلا وتدافعا وبدليل حدوث السرقات فيه بل إن كثير من الحروب حدثت داخله وهدمته عدة مرات بينما بيت الله الحقيقى لا يمكن لأحد أن يفعل فيه ذنب كهدمه أو غيره إلا مات قبل فعله
فقال أحد شيوخ 00 00:
(5)
إنه فى يوم 000 الموافق 0000 انعقدت الجلسة بحضورى رئيس محكمة 000 والسادة المستشارين وبحضور المدعين والمدعى عليه وتم الحوار :
قال نقيب 000 :كيف قلت أن بعض آيات القرآن مقطوعة الأطراف تم وصلها بكلام أخر من القرآن لا رابط بينهم ؟
قال المدعى عليه :حقا إن بعض الأقوال فى المصحف الحالى تأتى بمعنى معين ثم يقطع المعنى دون تكملته ويوضع بجواره مباشرة معنى أخر لا صلة له به فى السياق
فقال أحد رجال 000 :مثل لما تقول
فقال المدعى عليه :الآية 219 فى سورة البقرة تقول فى نهايتها "ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون "يأتى بعدها فى الآية 220 مباشرة "فى الدنيا والآخرة "فلو قلنا إن المعنى إنفاق العفو فى الدنيا والآخرة لن ينفع لأنه لا يوجد إنفاق فى الآخرة ولو قلنا تتفكرون فى الدنيا والآخرة لن ينفع لأن المراد بالتفكير التفكير فى الآيات فالله بينها للتفكير بها ومن ثم فجملة فى الدنيا والآخرة قبلها جملة حذفها كتبة المصحف الحالى والمثال الثانى قوله الآيتان 238 و239 فى سورة البقرة "حافظوا على الصلاة والصلوات الوسطى وقوموا لله قانتين( 238) فإن خفتم فرجالا وركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون (239)"فقوله وقوموا لله قانتين لا صلة له بقوله فإن خفتم فرجالا وركبانا بعده فلو قلنا إنها الصلاة لن ينفع لأن حسب القيام فى اللغة هو الوقوف على الأرجل وهو المذكور بعده فرجالا والمثال الثالث قوله فى سورة آل عمران "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والأخرة ومن المقربين (45)ويكلم الناس فى المهد وكهلا ومن الصالحين (46)قالت رب أنى يكون لى ولد ولم يمسسه بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (47)ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل (48)ورسولا إلى بنى إسرائيل (49)فهنا تم حشر الآية 47 فى الكلام فـ 48 و49 هى تكملة الآيات فهى من المفروض أن تأتى بعدهم لأنها كلام جبريل (ص)بينما الكلام المحشور هو كلام مريم (ص)وبعده رد جبريل (ص) على كلامها فأصل الكلام "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والأخرة ومن المقربين ويكلم الناس فى المهد وكهلا ومن الصالحين ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بنى إسرائيل "ثم بعده الآية المحشورة والمثال الرابع قوله تعالى فى سورة الأنعام "وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأى الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون(81) الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون(82) وتلك حجتنا أتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم (83)"فهذه الآيات وما قبلها تتحدث عن إبراهيم (ص)وقومه ونلاحظ أن هناك حذف لآية فقد ذكر الفريق المؤمن فى الآية 82 ولم يذكر بعدها الفريق الكافر وجزاؤه حتى فى الآيات بعدها وهذا يعنى وجود حذف لآية والمثال الخامس قوله تعالى فى سورة الأعراف "والدار الأخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون (169)والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين(170) "ففى هذه الآيات نجد أن عبارة أفلا تعقلون محشورة بين والدار الأخرة خير للذين يتقون وبين والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين فهذه العبارة أفلا تعقلون تستوجب ذكر آيات معينة تأتى بعدها كما أن هناك حذف وهو عدم ذكر جزاء الكفار فليس لهم ذكر فى الآيتين والمثال السادس قوله تعالى فى سورة يونس "هو الذى يسيركم فى البر والبحر حتى إذا كنتم فى الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين "فهذه الآية لابد أنها كانت فى الأصل آيتين لأن الله يخاطب فى قوله "هو الذى يسيركم فى البر والبحر حتى إذا كنتم فى الفلك "ناس أحياء بينما فى بقية الآية يتحدث عن ناس غائبين أى ماتوا بدليل الأفعال والضمائر "وجرين بهم و فرحوا بها ودعوا الله وجاءهم الموج وظنوا أنهم فى قوله الباقى "وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين "والمثال السابع قوله تعالى فى سورة يونس "وما تكون فى شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتاب مبين "فهذه الآية لابد أنها كانت آيتين ففى أولها تخاطب النبى (ص)"وما تكون فى شأن وما تتلوا منه من قرآن "وفى وسطها تخاطب الناس "ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه "وفى أخرها تعود لخطاب النبى (ص )"وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة 0000 كتاب مبين "فالعبارة فى الوسط محشورة من آية أخرى والمثال الثامن قوله تعالى فى سورة هود "ويا قوم من ينصرنى من الله إن طردتهم أفلا تذكرون(30 )ولا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إنى ملك ولا أقول للذين تزدى أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما فى أنفسهم إنى إذا لمن الظالمين (31) "ففى الآيات نجد عبارة "ولا أقول إنى ملك ولا أقول عندى خزائن الله ولا أقول إنى ملك "محشورة بين العبارتين "ويا قوم من ينصرنى من الله إن طردتهم أفلا تذكرون ولا أقول للذى تزدرى أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما فى أنفسهم إنى إذا لمن الظالمين "فالعبارتان تتحدثان عن الضعفاء وهم المؤمنين الذين سماهم الكفار الأراذل بينما العبارة المحشورة لا تتحدث عن الموضوع نفسه أبدا ومن ثم فهى جزء من آية محذوفة والمثال التاسع قوله تعالى فى سورة هود أيضا "ولا ينفعكم نصحى إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون(34) أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلى إجرامى وأنا برىء مما تجرمون(35) وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد أمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون (36 )"فهنا الآية 35 محشورة بين الآيتين 34 و36 فهما تتحدثان عن نوح(ص)وقومه بينما الآية 35 تتحدث عن النبى (ص)وعدم افتراءه القرآن لأنه لو كانت تتحدث عن نوح(ص)لقالت قالوا ولم تقل يقولون والمثال العاشر قوله فى نفس السورة "ويا قوم من ينصرنى من الله إن طردتهم أفلا تذكرون(30) ولا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إنى ملك ولا أقول للذين تزدرى أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما فى أنفسهم إنى إذا لمن الظالمين(31) "فالقول "ويا قوم من ينصرنى من الله إن طردتهم أفلا تذكرون "تكملته "ولا أقول للذين تزدرى أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما فى أنفسهم إنى إذا لمن الظالمين "بينما "ولا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إنى ملك "لا علاقة لها بالموضوع وهو طرد أو عدم طرد الضعفاء وهم الأراذل والمثال الحادى عشر قوله تعالى فى سورة النحل "ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شىء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون (75)وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شىء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوى هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم (76)ففى الآيتين محذوف جواب هل يستوون أى هل يستوى ومن ثم فعبارة "الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون "محشورة دون سبب ومن ثم هى إما عبارة من آية أخرى محذوف الجزء الأول منها وإما جزء من الآية محذوف ما قبله والمثال الثانى عشر قوله تعالى فى سورة مريم "فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا (11)يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا( 12)"ففى 11 وما قبلها قصة طلب زكريا (ص)للولد بينما 12 جعلت يحيى(ص)نبيا وهنا محذوف بقية قصة زكريا (ص)وهى ولادة الولد وأيضا محذوف من قصة يحيى (ص)العلامة المميزة للقصص فى سورة مريم (ص)وهى اذكر فى الكتاب وذكر رحمة ربك ومن ثم فهناك حذف متعمد لآيات والمثال الثالث عشر قوله تعالى بسورة الأنبياء "وله من فى السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون(19) يسبحون الليل والنهار لا يفترون(20)أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون(21)لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ( 22)لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون (23)أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معى وذكر من قبلى بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون (24)وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون (25)وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون (26)لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون (27)يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون (28)ومن يقل منهم إنى إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزى الظالمين (29)ونلاحظ أن الآيات 19 و20 وجزء من 26 وما بعدها يتحدث عن الملائكة والآيات فى الوسط 21 إلى الجزء الأول من 26 يتحدث عن موضوع أخر وهو الألوهية لله وحده دون الآلهة المزعومة ومن ثم فقد تم حشره فى وسط الكلام عن الملائكة وهو موصول هكذا "وله من فى السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إنى إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزى الظالمين " والمثال الرابع عشر قوله تعالى فى سورة النمل "فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين(22) إنى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شىء ولها عرش عظيم (23) وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون(24) ألا يسجدوا لله الذى يخرج الخبء فى السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون(25) الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم(26) قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين(27) " فنحن نلاحظ كلام الهدهد هنا موصول بكلام سليمان (ص) وهو رده على ما سمعه منه وهو قوله "ألا يسجدوا لله الذى يخرج الخبء 0000 العظيم "وهذا يعنى وجود كلام محذوف خاصة أن بعده كلام عن سليمان(ص)بدأ بقوله"قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين "والمثال الخامس عشر قوله تعالى فى سورة الأحزاب "ما كان على النبى من حرج فيما فرض الله له سنة الله فى الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا (38)الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا (39)ما كان محمد أبا أحدا من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شىء عليما(40)"فالآية 38 والآية 40 تتحدث عن النبى (ص) بينما الآية 39 محشورة بينهما فهى تتحدث عن جماعة المسلمين أو عن الرسل فى موضوع إبلاغ الرسالات والمثال السادس عشر قوله تعالى فى سورة الأحزاب "يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وينات خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى إن أراد النبى أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم فى أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما (50)" فالآية تخاطب النبى (ص)حاضرا بدليل كاف الخطاب فى كلمات أزواجك وعمك وعماتك وخالك وخالاتك و لك وعليك ولكنها فى جزء منها تتحدث عنه بأسلوب الغائب "إن وهبت نفسها للنبى "بدلا من إن وهبت نفسها لك و"إن أراد النبى "بدلا وإن أردت أن تستنكحها وهذا يعنى أنها جزء من آية أخرى والمثال السابع عشر قوله تعالى فى سورة الأحزاب "إنا عرضا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا (72)ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما (73) فهنا الآية 72 لا علاقة لها بالآية 73 ف73 تتكلم عن جزاء المنافقين والمشركين والمؤمنين دون ذكر السبب فى العذاب مما يدل على وجود جزء محذوف منها بينما 72 تتحدث عن أمانة الإختيار التى كانت قبل عصر المنافقين والمشركين والمؤمنين فى عهد النبى (ص) والمثال الثامن عشر قوله تعالى فى سورة سبأ "وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذى بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين (31) فهنا نجد الجزء الأول "وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذى بين يديه"يتحدث عن شىء دنيوى بينما بقية الآية تتحدث عن شىء أخروى وهذا يعنى أن الجزء الأول جزء من آية محذوف بقيتها وبقية الآية جزء أو هى آية بمفردها والمثال التاسع عشر هو قوله تعالى فى سورة فاطر "إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد (16)وما ذلك على الله بعزيز(17)ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شىء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير (18)وما يستوى الأعمى والبصير (19)فهنا نلاحظ خطاب الناس إن يشأ يذهبكم حتى قوله ولو كان ذا قربى وفى نفس الآية نجد خطاب النبى(ص)إنما تنذر ثم نجد خطاب الإنسان ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وهذا يعنى أن هناك ثلاثة محذوفات فهى ثلاث آيات كل منها محذوف منها جزء والمثال العشرون قوله تعالى فى سورة الطلاق "يا أيها النبى إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم ولا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا "فنلاحظ أن الخطاب فى الآية للنبى (ص)ومع هذا فمعظم الآية بعد الخطاب مباشرة تخاطب المؤمنين طلقتم فطلقوهن أحصوا اتقوا ربكم تخرجوهن وفى النهاية تخاطب النبى لا تدرى وهذا يعنى أنها آيتان الأولى خطاب موجه للمؤمنين حذف منه النداء وبعض الآية والثانية خطاب للنبى حذف كثير منه والمثال الحادى والعشرون هو قوله فى سورة الملك "أأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هى تمور أم أمنتم من فى السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير(17)ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير (18)أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شىء بصير (19)أمن هذا الذى هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا فى غرور(20) فالآيات 17 و18 و20 تتحدث عن عذاب الله وعدم وجود ناصر أى منقذ منه بينما الآية 19 تم حشرها بينهم دون داعى فهى تتحدث عن طيران الطير ولا علاقة لها بالعذاب
فقال شيخ مشايخ 000:هذا كله لا يدل على شىء فهو نسخ فى القرآن تم محوه كما قال تعالى بسورة البقرة "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها "
فقال المدعى عليه :آية البقرة حجة عليكم وليست لكم فهى تقول آية مكان آية وليست جزء من آية كما أن معناها حكم مكان حكم وليس كل كلام القرآن أحكام إلهية مثل القصص التى تحكى أقوال الكفار فأقوال الكفار ليست أحكام وإلا كنا نفذناها هى الأخرى
فقال شيخ 000:كل ما ذكرت من أقوال إنما هى ضرب من خيالك المريض والمحذوف فى القرآن يدل عليه ضده فإذا ذكر المؤمنون وجزائهم فقد ذكر الكفار وجزائهم وإنما هو متروك لفهم القارىء أو السامع
فقال المدعى عليه :لو كان الأمر كما تقول إذا ما ذكر الكفار وضدهم المؤمنون وجزاء كل فريق منهم فى الآيات الأخرى لأن سبب الحذف واحد وكذلك سبب الذكر واحد
فقال المفتى :أمثلتك لا تعنى شيئا وإنما جمع المسلمون القرآن كما وجدوه لم يغيروا منه شىء دليل على أمانتهم
فقال المدعى عليه إذا فأنت تكذب القرآن الذى يقول فى سورة القيامة "لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه "فهنا جامع القرآن هو الله وليس الناس والقرآن الحالى ليس القرآن الحقيقى كله وإنما جزء منه اختصره الجامعون اختصارا حتى نتوه عن معالم الحق ومن ثم يظل أغنياء العالم يتحكمون فى رقاب العباد بالظلم حيث أن الإجتهاد فى حالة عدم وجود نص يجعل المجتهدين يفتوون حسب أهواء أغنياء كل عصر والقرآن الحقيقى كما قلت موجود فى الكعبة الحقيقية فى مكان ما من هذه الأرض فقال شيخ 000 :كيف تقول أن هناك نداءات محذوفة فى القرآن ؟
فقال المدعى عليه فى كثير من آيات القرآن لا نجد المنادى عليه مذكورا كما فى آيات أخرى والمفروض فيمن يخاطب أن يحدد من يخاطبهم حتى لا يفهم مراده خطأ والله فى قوله فى القرآن الحقيقى فى الكعبة كان محددا لمن يخاطبهم الذين أمنوا ومنهم النبى ومنهم الرجال ومنهم النساء ومنهم الأطفال والذين كفروا ويحدد الفريق المخاطب منهم أهل الكتاب اليهود أو النصارى والمشركين ويحدد فرقهم كالمجوس وقطعا حذف القوم تلك الخطابات من المصحف الحالى حتى يضلونا عن بعض ما أراده الله منا ومن ثم نظل نتخبط ونختلف وهو ما لم يرده الله الذى أراد أن نكون وحدة واحدة فقال فى سورة البقرة "فهدى الذين أمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه "
فقال أحد علماء 000:المخاطب يفهم من الكلام وكما تقول العامة الذى على رأسه بطحة يحسس عليها
فضحك المدعى عليه وقال: المسلم ليس عليه بطحة فكيف يعرف أنه المخاطب فى بعض الآيات التى تتشابه فى معنى ما عند الكفار ؟
(6)
إنه فى يوم 00 الموافق 000 انعقدت هيئة المحكمة بحضورى أنا رئيس المحكمة 000 والسادة المستشارين والمدعون والمدعى عليه وتم التالى :
قال مفتى 000 : قلت إن القصص القرآنى فيه تضاد فى الأخبار
فقال المدعى عليه لم أقل إن فيه تضاد وإنما لدى شكوك أريد من العلماء أن يذهبوها بأدلتهم الناصعة وبراهينهم القاطعة
فقال رئيس جامعة 000 :وما أول شكوك أيها الرجل ؟
فقال المدعى عليه:قوله تعالى فى سورة طه "فألقاها فإذا هى حية تسعى "وقوله تعالى فى سورة الشعراء "فألقى عصاه فإذا هى ثعبان مبين "فهنا العصا مرة أنثى هى الحية ومرة ذكر هو الثعبان وهو تناقض
فقال نقيب 000 :أنت لا تفهم فى اللغة العربية فهناك أنواع نعبر عنها سواء ذكر أو أنثى بجنس واحد وليس بجنسين مثل النحل والنمل فعندما نتكلم عنهم نقول نحلة ونملة ولا نقول نحول ونمول ولذا قال تعالى فى سورة النمل "قالت نملة "
وقال أحد شيوخ 000 :وكذلك العنكبوت فنحن لا نقول عنكبوتة وإنما نقول على الذكر والأنثى عنكبوت ولذا عبر الله عنه بالمذكر والمؤنث فالاسم مذكر بينما فعله مؤنث فى قوله تعالى فى سورة العنكبوت "كمثل العنكبوت اتخذت بيتا "
وقال شيخ مشايخ 000 ونحن لا نقول عن التحدث عن أنثى الأسد أسدة وإنما نقول عليها أسد هى والذكر
فقال المدعى عليه إذا لماذا اختلف كلام إبليس فى المقسوم به فى الرد على سؤال الله ما منعك ألا تسجد فمرة حلف بعزة الله فى قوله فى سورة ص"قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين "ومرة حلف بما أغويتنى وهو آدم (ص) فى قوله تعالى بسورة الأعراف "قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراط المستقيم "فالمحلوف به متناقض فعزة الله غير الذى أغوى الله به إبليس وهو آدم(ص)
فقال المفتى يا بنى هذه مقامات كلامية ومن ثم فكلامه فى سورة قد يكون حدث فى زمن وكلامه فى سورة قد يكون حدث فى زمن بعده ومن ثم لا تناقض فى حكاية كلامه
فقال المدعى عليه الموقف واحد ونفس الكلام هنا هو نفس الكلام هناك عدا ألفاظ بسيطة
فقال أحد رجال 000 :ومن الجائز أن تكون العزة بمعنى الغواية وهنا يكون الكلام واحد ليس فيه تناقض
فقال نقيب 000 إن الكلام هنا قد يكون فى نفس الموقف وقد حلف مرتين مرة بعد مرة
فقال المدعى عليه هذا رد مقنع خاصة أن إبليس كاذب ومن ثم فقد يكون قصده من الحلف أكثر من مرة إضلال من يسمعون الوحى الإلهى حتى يظنونه متناقض وكما قلت مسبقا إن كلام الكفار فى الوحى ليس حكما إلهيا وإنما هو حكاية لقول قيل
قال شيخ 000:وماذا عندك أيضا ؟
فقال المدعى عليه من غير المفهوم فى القرآن الحالى أن ترد قصص النبى الواحد فى سور عدة وأحيانا ترد بألفاظ مختلفة مع أن المفروض أن تأتى قصته مرة واحدة كقصة يوسف (ص)
فقال أحد شيوخ 0000:هذا حتى لا يمل السامعون من تكرار نفس الكلام
فقال المدعى عليه الملل ليست حجة فى الدين والناس ليسوا فى حاجة لقصص مكررة بألفاظ مختلفة وإنما فى حاجة لقصص متعددة يستفيدون منها والقرآن الحالى نفسه يخبرنا أنه قص قصص بعض الرسل وهذا يعنى إنها قصص طويلة كقصة يوسف (ص) فى قوله تعالى فى سورة النساء "ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل " والقرآن دقيق فى ألفاظه فطالما ذكر إنها قصص فهى طويلة فلو أنها قصص قصيرة لذكر هذا كما فعل فى قصة ذى القرنين (ص)فى سورة الكهف "سأتلوا عليكم منه ذكرا "والقصص الحالية معظمها قصير ومعظمها غير مرتبة زمنيا كحكاية قصة أدعية إبراهيم (ص)فى سورة إبراهيم فدعائه بإسكان ذريته عند البيت الحرام حدث بعد أن رزقه الله الذرية وهذه هى الآية 37 بينما ذكرت الآية 39 حمده الله على إنجاب الذرية وهذا قبل ذلك زمنيا
فقال رئيس جامعة 000:من الجائز إنه تم نسخ بعض أو كثير من تلك القصص
فقال المدعى عليه الله لا ينسخ فى الأخبار لأن نسخ الأخبار يعنى كذبها وهذا أمر محال على الله ومن ثم فالجائز هو أن جامعوا المصحف حذفوا بقية القصص وتركوا بعض النبذ منها ولو عقلنا لكانت سور هود ويونس وإبراهيم تتحدث عن هؤلاء الرسل فقط كما فى سورة يوسف ونوح فليس معقولا أن يذكر عن يونس(ص)فى سورته سوى آية واحدة فقط رغم أن آياتها 109 آية وليس معقولا أن تذكر 10 آيات فقط عن هود (ص)من 123 آية بينما ذكر عن نوح(ص)فى نفس السورة 25 آية وحتى لو جمعنا النبذ فى السور عن كل رسول فلن نحصل منها على قصة مترابطة الأحداث
فقال المفتى ليس المراد من القصص سوى الإعتبار والإتعاظ وليس سماع القصص كاملة فالمهم أن نستفيد من القصة حتى ولو كانت قصيرة
فقال المدعى عليه وأحيانا يأتى الحكم فى القرآن الحالى فى القصة لأنه هناك أحكام ناقصة محذوفة منه ومن ثم يتم استنباطها من القصص حتى نصل إلى الكعبة الحقيقية حيث القرآن الكامل زيدوا على هذا أن ما ذكر من قصة النبى الواحد عدة مرات بألفاظ مختلفة ذات معنى واحد لابد أن واحد منها هو النص الأصلى فى القرآن والباقى هو تفسيرها فى تفسير القرآن فى الكعبة ومثل القصص الأقوال متشابهات المعنى كآيأت السؤال عن يوم القيامة فأحدها أصلى والباقين تفسير له لأن السؤال والإجابات واحدة المعنى رغم اختلاف الألفاظ المعبرة عن المعنى الواحد
(7)
انعقدت المحكمة يوم 000 الموافق000 بحضورى وحضور القضاة وشيخ000ونقيب00 ورئيس جامعة000 وجمع من علماء 0000 والمدعى عليه وقد بدأ شيخ 000 الكلام فقال للمدعى عليه :كيف تزعم أن القرآن مقسم لسور حسب الموضوعات وليس حسب ما هو موجود فى المصحف الحالى من جمع السورة للعديد من الموضوعات ؟
فقال المدعى عليه : إن أى معلم عندما يعلم تلميذه لا يعلمه الموضوع الواحد متفرقا على مرات كثيرة حتى لا يشتت فكره خاصة أن هناك موضوعات لا يمكن تفرقتها لأنها كلها مبنية بناء واحدا وكذلك القرآن لابد أن يعلم المسلمين أحكامهم خاصة التى لا يمكن تفرقتها مرة واحدة فمثلا الصلاة لابد أن تكون نزلت سورة باسمها تشمل الوضوء والطهارة وأعمال الصلاة فليس معقولا أن تنزل آية الوضوء والطهارة مرة ثم لا ينزل خلفها مباشرة آية أعمال الصلاة لأنه يقول فيها إذا قمتم إلى الصلاة وإلا كان هذا عبثا ومثلا الحج لابد أن تنزل أحكامه كلها مرة واحدة لأنه عمل واحد لأن الناس معظمهم لا يحجون إلا مرة ومن ثم لابد أن تكون أعماله كلها نزلت مرة وإلا كلف الناس فوق طاقتهم وهو ما حرمه الإسلام وكذلك الزكاة أى الصدقات لابد أن تكون نزلت باسمها سورة تشمل كل أحكامها الناسخ والمنسوخ منها وكذلك كل موضوع لابد أن تكون له سورة باسمه فيها أحكامه مثل سورة القتل وسورة القتال وسورة السرقة وسورة الصيام وسورة الحج وكل سورة لابد أن تكون مرتبة زمنيا ومذكور فيها الحكم الناسخ من المنسوخ الذى لم يتم محوه من الكتاب حتى لا نضل فننفذ الحكم المنسوخ بدلا من الناسخ
فقال نقيب000:هذا النزول المفرق حتى يتعلموا واحدة واحدة فهو يسير بهم بالتدريج رفقا بهم
وقال المدعى عليه : هذا فى الأحكام التدريجية كحكم الخمر حيث بين عيوبها مرة ثم حرمها قبل الصلاة مرة ثم حرمها نهائيا مرة وأما فى الأحكام المبنية على بعضها كالوضوء والطهارة والصلاة فلا يمكن أن يكون تعليمها تدريجيا فى النزول وإن كان يعلمها الرسول للناس تدريجيا
فقال رئيس 000 :وما المانع فى نزولها تدريجيا حتى يستوعبها الناس فلا يدخلوا فى درجة حتى يجيدوا الدرجة قبلها ؟
فقال المدعى عليه هذا لو كانت درجاتها كثيرة جدا ولكن أحكام الطهارة والوضوء لا تزيد عن خمسة خطوات هى دخول الغائط وفرائض الوضوء الأربعة وقد تكون خطوة واحدة عند الإغتسال وكل هذا لا يستغرق تعليمه أكثر من دقيقتين نظريا وعمليا
فقال أحد علماء0000:كيف تقول أن الآية لا يمكن نزولها أكثر من مرة فى نفس السورة أو فى عدة سور ؟
فقال المدعى عليه :إن الآية نزلت مرة فكيف تنزل مرة أخرى بنفس الألفاظ كالآيات التى تكررت فى سورة البقرة عن بنى إسرائيل وأحكام يوم القيامة حيث لا يغنى مولى عن مولى وعدم نفع الشفاعة والصداقة وكآية الوضوء فى النساء والمائدة فإذا كنا عرفنا فرائض الوضوء وأسبابه هو والطهارة قبل هذا فما الداعى لتكرارها ؟وكآية سورة الرحمن فبأى آلاء ربكما تكذبان التى تقطع سياق المعنى بين الآيات المرتبطة ببعضها وكآيات القمر "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "وكآية الشعراء "وإن ربك لهو العزيز الرحيم "إن نزول القول مرة يعنى أنه موجود فكيف ينزل مرة أخرى هل لتأكيده ؟لو كان لتأكيده لكان الواجب هو إنزال كل الآيات عدة مرات وإثباتها بالكتابة للتأكيد ولكن هذا لم يحدث ومن ثم لا داعى لتكرار النزول
فقال شيخ000:كما يقولون التكرار يعلم الشطار وفى الإعادة إفادة
فقال المدعى عليه :تكرار النبى(ص)لكلام الوحى فى إبلاغه الوحى للناس لابد منه لأنه يقول نفس الكلام لناس مختلفين فى كل مرة ولكن تكرار القول له من جبريل (ص)ليس معقولا ولم يحدث لأنه يخاطب رجل واحد ومن ثم فهو لن يكرر له الكلام ما دام قد استوعبه من قبل
فقال أحد علماء 000:أليس إنسانا مثل باقى الناس قد ينسى ؟
فقال المدعى عليه أوافقك أنه كالناس ولكن الوحى مكتوب مجموع يمكن أن يعود له فى أى وقت عنده بدليل أنه كان يراجعه يوميا فى الليل كما بسورة المزمل"إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلث الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن "و"قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا "
قال شيخ000:كيف تقول أن أول الوحى ليس هو سورة العلق أو غيرها مما نص علماؤنا على أوليته ؟
فقال المدعى عليه :عندما تخاطب إنسان لأول مرة لا تعرفه ولا يعرفك بغرض التعارف كيف تحدثه ؟
فقال شيخ000:أقول أنا فلان بن فلان أعمل كذا وأسكن فى كذا
فقال المدعى عليه :إذا عندما يخاطب الله نبيه(ص)لابد أن يعرفه بنفسه فيقول يا محمد إننى أنا الله لا إله إلا أنا وأنا اخترتك رسولا للناس بكلامى كما قال لموسى(ص) وبعد أن يعرفه الله بمن يكلمه لابد أن يعرفه بذاته وأعماله ومن ثم فأول سورة لابد أن تكون سورة تحمل اسم الله يتكلم فيها الله عن ذاته وأفعاله بحيث لا يترك فيها أى شاردة أو واردة عنه إلا ذكرها حتى يعرف النبى (ص)من هو الله وأما ما بعدها فلابد أن يكون سور تتحدث عن ما يجب الإيمان به من جانب المسلم مثل البعث والحساب والملائكة والكتب السابقة والنبيين وبعد هذا سور تتحدث عن الجانب العملى ويكون أولها سورة الوضوء والصلاة
فقال نقيب 0000: أنت تعكس طريقة التعليم فبدلا من أن نبدأ بتعليم الناس العمليات تبدأ بالنظرى
فقال المدعى عليه حتى العملى لا يمكن أن تعلمه لأحد قبل أن تشرحه له نظريا ومن ثم فالنظرى يكون أولا فنحن عندما نقول للناس اتبعوا دين الله فأول سؤال كما قال فرعون وما رب العالمين ؟فهم يتساءلون عن مرسل الرسول وهو صاحب الدين ومن ثم لابد أن نعرفهم به فإذا اقتنعوا نعلمهم بقية الأحكام ومنها العمليات
(8)
الحكم :
أصدرت هيئة المحكمة المنعقدة فى يوم 000 الموافق 000 حكمها فى القضية رقم 0000 وهو ينص على التالى :
00000000000000000000000000000000








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر


.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته




.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202




.. عوام في بحر الكلام - لقاء مع ليالي ابنة الشاعر الغنائي محمد