الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسؤول

سعيد نعمه

2009 / 5 / 21
حقوق الانسان


من خلال ما طرح في المؤتمر العلمي لكلية الآداب في جامعة البصرة , تحت عنوان (كلية الآداب ثراء للعلم وسباق مع الزمن. نلاحظ حجم الحالة المأساوية التي تعاني منها جماهير العراق نتيجة الحروب و الاحتلال ,حيث ذكر(الأستاذ مجيد حميد البدري من جامعة الكوفة إن إحصاءات وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي تشير إلى إن عدد الأطفال الأيتام في العراق بلغ مليونين ونصف المليون يتيم) , أليس هذا عدد مهول يدعو للقلق و مؤشر خطير يستحق المعالجة و الاهتمام ؟ إن الدولة بإمكانياتها و ميزانيتها لا تضم مؤسساتها التخصصية (دور الدولة للأيتام) لا بحدود(600) طفل يتيم بحسب مسؤولة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أليس هذا تقصير و إهمال و إجحاف بحق الطفل اليتيم العراقي ؟ إما المؤسسات الدينية بإمكانياتها و تأثيرها لا تحتضن لا بضعة مئات أين المسؤولية الإنسانية و الدينية و أين التكليف الشرعي اتجاه اليتيم ؟ إلا يستحق اليتيم الرعاية و العطف و الاهتمام من الجميع و أولهم الجهات الدينية و الحكومية و الإنسانية المحلية و الدولية ؟ وقد أصبح أكثر من( 1,600,000) مليون و ستمائة الف طفل في إعداد المشردين . إذن ما هو مستقبل هؤلاء الأطفال المشردين و أين حقوقهم ومن المسؤول عن تشردهم ؟ . ونقلا عن صحيفة كاردين البريطانية,( إن ما لا يقل عن (150) طفل عراقي يباعون سنويا مقابل مبالغ تتراوح بين (2000--4000) جنيه إسترليني مقابل كل طفل مشيرا إلى إن بعضهم يتحول إلى ضحايا الاستغلال الجنسي. و إن(56%) من المصابين بمرض السرطان هم أطفال. وان عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة (123) ألف طفل سنويا و(900) ألف حالة عوق جسدي وعقلي) .و نقلا عن تقرير اليونيسيف إن نسبة من اجتازوا الامتحان النهائي في وسط وجنوب العراق لم تتعدى (40%) من المهيئين للامتحان وهذا مؤشر على إن ضحايا الحروب و الاحتلال هم أطفالنا فلذات أكبادنا .متى يتم الاهتمام بهؤلاء الأطفال و متى يتم إنقاذ الطفل و حمايته و عدم تعرضه لمثل هذه الحالات المأساوية ليكون ضحية الحروب و الاحتلال و السياسات الخاطئة للحكام و قراراتهم القمعية . إضافة إلى إن هناك أكثر من (1،5) مليون ونصف أرملة يعشن حالة بائسة دون إن يجدن من يرعاهن , البعض منهم أصبحن ضحايا الاستغلال نتيجة الحاجة , و البعض يعشن في ظروف صعبة جدا و قاسية تحت خط الفقر . إن الأرامل هن ضحايا الحروب و الاحتلال و الدكتاتوريات . و تقف وزارة الدولة لشؤون المرآة عاجزة عن تقديم الدعم و المساعدة لهن للتغلب على الواقع المرير الذي يعانين منه. و قد عقب على هذه المناقشة الدكتور( باسم طعمة حطاب ) قائلا ( أن الدول التي دخلت الحروب تركت ورائها جيوش جرارة من الأيتام والأرامل و العوانس كما إن الفساد المالي والإداري الحالي سهل عملية اختراق الحدود لخطف إعداد كبيرة من الأطفال سنويا وبيعهم خارج العراق وداخلة كما إن الهجمات الإرهابية والصراع الطائفي والسياسي والانقسامات الطائفية والعرقية زاد من تفاقم هذه المشكلة كما أكد( الدكتور سفير جاسم حسين)من جامعة المثنى إن نسبة المصابين بالسرطان سنة 2001 هم 3% وفي عام 2006 أصبح 12% نتيجة لتزايد التلوث الإشعاعي . لم تعهد الإنسانية و على مدى التاريخ طفولة مرت بظروف قاسية مثلما مر بها أطفال العراق من طفولة معذبة وان عمل الأطفال اليوم يشكل أزمة أخلاقية أيضا رغم تحذيرات و توصيات منظمة العمل الدولية و الإعلان الدولي لحقوق الإنسان و ما نص عليه الدستور العراقي و التي تحظر عمل الأطفال ، أنها كارثة اجتماعية و إنسانية لان الفقر العوز وانخفاض المستوى المعيشي للأسرة في مقدمة أسباب التدهور الأمني والاقتصادي والاجتماعي . وان البطالة و زيادة حجمها و اتساع رقعة العاطلين عن العمل دون علاج قد تفاقمت من هذه الكارثة , لن تحل هذه المشكلة المعقدة إلا بتدخل السلطة و بتشريع قانون ضمان البطالة , ليمتصها و يحمي العاطلين عن العمل من الضياع أو استغلالهم في أمور شتى . إن الاهتمام بقضايا الطفل و المرأة و الشباب هو اهتمام بحاضر المجتمع ومستقبلة وهي بالواقع قضية وطنية ومسؤولية أحزاب الحكومة و السياسيين بالدرجة الأولى كونها تشكل الموارد البشرية المستقبلية للبلد . لابد من تشجيع التعليم المستمر و انقاذ الأطفال من الانغمار في مستنقع الظلام و هذا السيناريو المظلم و منع تشغيلهم وتخصيص ميزانية للأرامل و الاطفال و فتح مراكز تأهيل و تدريب تتناسب مع حجم المشكلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا


.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد




.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في