الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة البيض وفشل الوحدة اليمنية

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2009 / 5 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


كنت ومازلت من أكثر المتحمسين للوحدة العربية والتي أصبحت ضرورة عربية مند الوعي الجماهيري لأبناء الأمة بخطورة الانقسام والدويلات الصغيرة ، هذا الوعي الذي جاء مع ثورة يوليو 52 ونضال الزعيم جمال عبدالناصر في سبيل الحرية والوحدة والاشتراكية ولكننا ومنذ فشل مشروع الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا والمشاريع الوحدوية الاخرى أصبح لازماً على الأمة إعادة قراءة متطلبات هذه الوحدة وأسباب هذا الفشل المتكرر ولذلك فان هناك عوامل لابد من توافرها حتى تصبح أي وحدة عربية ناجحة وهي كالأتي : أولا: الديمقراطية الحقيقية بمعني أن يكون هناك تداول سلمي للسلطة ورئيس يتغير كل أربع سنوات وبرلمان ذو صلاحيات وأحزاب يمكن لها أن تغير بالطرق السلمية وتصل إلى السلطة والانتخابات لا يتم تزويرها. ثانياً : التعامل مع المواطنين على أساس المواطنة وهي ما تعني الحقوق والواجبات وليس على أساس عشائري أو قبلي أو طائفي أو مذهبي اوعرقي أو جغرافي . فإذا تحققت الأهداف السابقة تصبح الوحدة بين أي أقطار عربية هي وحدة ناجحة ولان ما ذكرناه يجب إن يكون متطلبا سابقا على الوحدة أي قبلها وليس بعدها ولذلك فان الوحدة العربية سوف تفشل إذا جاءت عن طريق قرارات فوقية بين أنظمة عمرها في الحكم لا يقل عن عشرين عاماً وأكثر ودون تغيير والرئيس في الجمهوريات العربية لا يتغير . لذلك فان ما حدث في اليمن من احتجاجات شعبية في جنوبه هو نتيجة هذا التسرع في الاندماج بين كيانين يختلفون ثقافياً ومجتمعياً ، ولذلك فان الوحدة اليمنية قد تمت بقرار خاطئ يتحمله الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني علي سالم البيض الذي كان عليه وعلى الحزب مواجهة تداعيات سقوط الاتحاد السوفييتي بمزيد من الانفتاح الداخلي وليس الهروب باتجاه وحدة غير متكافئة ، الذي حاول التكفير عن هذا الخطأ في صيف عام 1994 ولكن بعد فوات الأوان وتصفية عناصر حزبية رئيسية في الاشتراكي وتدمير الألوية الجنوبية في الجيش والتي كانت تتمركز في الشمال . لقد عاش شعب جنوب اليمن أو ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً سنوات من الاضطهاد ونهب الأراضي وتسريح الجنوبيين من وظائفهم بعد الحرب التي أحتل فيها الشمال جنوب اليمن في عام 1994 وذلك في سياق الانقضاض على قيادات وكوادر الجنوب وبالتحديد الحزب الاشتراكي في تلك الفترة ، ولم تكن لتنتهي نتائج تلك الحرب بهذه السهولة وخصوصاً إن الفكر القبلي المهيمن على الشمال قد تعامل مع الجنوب على أساس غنائم الحرب وسرح واضطهد العسكريين والمدنيين العاملين في دولة الجنوب السابقة. لذلك فان ما يحدث اليوم من انتفاضة في الجنوب العربي هو نتيجة هذا الفساد ولا يمكن لأي وحدة أن تستمر بقوة السلاح فجمال عبدالناصر عندما اقترح عليه قادته العسكريون قمع حركة الانفصال في سوريا رفض وأعطي السوريين حقهم في الانفصال ولذلك فان الحركة الوطنية للجنوب العربي أو ما يعرف بالحراك الجنوبي من حقهم أن يحددوا مصيرهم كما تنص على ذلك مواثيق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان ولا يمكن فرض الوحدة بالقوة وعلينا الاعتراف بان الوحدة قد فشلت فلا الحكم اليمني الحالي يستطيع إصلاح الخلل الذي صاحب الوحدة ولا أهل الجنوب يقبلون إن يكونوا موطنين من الدرجة الثانية وهم من حرروا الجنوب العربي بنضال طويل ضد الاستعمار ولذلك نقول ويقول العالم بان الوحدة قد فشلت ولم يبق إلا إن يعترف بذلك نظام الشمال ونأمل أن يعترف بذلك بأقل الخسائر من ضحايا الجنوب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السعودية.. شخص يطعم ناقته المال! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الادعاء الأمريكي يتهم ترامب بالانخراط في -مؤامرة إجرامية-




.. هذا ما قاله سكان مقابر رفح عن مقبرة خان يونس الجماعية وعن اس


.. ترامب يخالف تعليمات المحكمة وينتقد القضاء| #مراسلو_سكاي




.. آخر ابتكارات أوكرانيا ضد الجيش الروسي: شوكولا مفخخة