الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دُكَّان حسن شحاته

طارق قديس

2009 / 6 / 28
عالم الرياضة


أثارت خسارة المنتخب المصري لكرة القدم يوم الأحد 21/06/2009 أمام الولايات المتحدة الأمريكية بنتيجة 3 - صفر في بطولة كأس القارات عاصفة من الانتقادات على المنتخب ومديره الفني حسن شحاته معاً من قبل الشارع المصري والصحافة المصرية، خاصة وأن فرصة التأهل للدور الثاني كانت سهلة للغاية، وذلك بعد خسارة المنتخب الإيطالي من البرازيل بذات النتيجة.

وقد وصل الأمر، نتيجة الحنق على أداء المنتخب الرتيب في المباراة بعد أداء مميز أمام البرازيل وإيطاليا ، إلى حد السباب أحياناً، والطعن في أخلاقيات بعض اللاعبين أحياناً أخرى، بعد نشر خبر في صحيفة جنوب أفريقية مفادُهُ أن بعض اللاعبين عقب فوزهم على إيطاليا ، نزلوا إلى شارع أوكسفورد بجوهانسبرج، بجنوب أفريقيا، وأخذوا فتيات سهرن معهم في غرفهم، وسرعان ما وصل هذا الخبر إلى القاهرة ، فتسارعت الإعلام لنشره على الفور، والتعاطي معه على أنه سبب الخسارة الأول.

وعلى ضفة أخرى من الحديث، شاء جمعٌ آخر من الناس تشبيه المنتخب المصري بقيادة المدرب حسن شحاته بالدكان، لأنك تجد فيه كل ما تشتهي ، وفي نفس الوقت : أداءً مميزاً، أداءً باهتاً ، أداءً نصفَ نصف، ليكون بذلك فريقاً زئبقياً بامتياز.

هذا ولم يخلُ الأمر من إدخال السياسة في الخسارة الكروية المدوية، لأن غالبية الجماهير العربية كانت تُمنِّي النفس في مباراة مصر ضد الولايات المتحدة أن تفوز مصر كروياً ، وأن ترفع قليلاً من شكيمة العرب ، بعد أن استطاعت أمريكا أن تهزم مصر سياسياً وتُحوِّلها إلى حليف استراتيجي لها في الشرق الأوسط ، وذلك على حدِّ قولهم.

ومما أضفى نوعاً من المنطق على وجود عامل سياسي في الموضوع لتلك الفئة من المنتقدين، هو ارتباط الاقتصاد المصري بالحكومة الأمريكية ارتباطاً وطيداً، وذلك عبر توريد العديد من السلع الحيوية إلى السوق المصري، والتي يأتي على رأسها : الدقيق (الطحين)، والذي لو قام الأمريكيون بحجبه عن مصر لقامت - والقول للمنتقدين – في مصر ثورة الجياع. إذ يبدو أن رسالة ما قد وصلت إلى المصريين بأنهم مهددون بقطع القمح عنهم في حال فوز منتخبهم على أمريكا في جنوب أفريقيا ، ففضل الجهاز الفني أن يخضع للضغوط على أن يُحقق للغالبية العربية مبتغاها الدائم.

وما أشبه غاية الشارع المصري والعربي من تحقيق هدف في المرمى الأمريكي بغاية الفنان هشام سليم في فيلم (الأوله في الغرام) حيث أنه في الفيلم قد تم إلقاء القبض على الفنان (هاني سلامة) في منطقة صحراوية ، وهو مختلٍ بفتاة بيضاء تبين فيما بعد أنها أمريكية الجنسية ، ولدى امتثال الإثنين أمام الضابط هشام سليم في مركز الشرطة ومعرفته بأن الفتاة أمريكية، يأمر الضابط بالإفراج عن هاني سلامة لأنه قد رفع رأس العرب عالياً ، وأن تكون الكلمة العليا لهم في هذه الحادثة، والحقيقة أن الكلمة العليا كانت للفتاة الأمريكية وليس لهاني سلامة !

فهذا هو قدر العرب أن يطول انتظارهم لاحراز هدف في مرمى الولايات المتحدة الأمريكية ، فيما مرماهم في كل حين يتلقَّى مئات الأهداف !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى عسل فخور بصعود 4 مصريين لدور نصف النهائى فى احسن بطول


.. الرئيس السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء هي ملحمة بطولة




.. مصطفى عسل: أشكر جماهير الأهلي على الدعم وأسعى للتتويج بلقب ب


.. عاجل .. نقل أطفال الترسانة للمستشفيات بعد إصـ ابتهم باختـ نا




.. نوران جوهر: سعيدة بالتأهل لنصف النهائي وأتمنى التتويج بالب