الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يطالب العراق أمريكا بالتعويضات؟

عباس النوري

2009 / 7 / 7
السياسة والعلاقات الدولية



مازلت بعض الدول في العالم تحصل على تعويضات جراء الحرب العالمية الثانية، وإسرائيل حصلت على تعويضات تهجير اليهود والمحرقة، والكويت لا تتنازل عن التعويضات التي أقرها المجتمع الدولي جراء احتلال صدام للكويت، وهي متمسكة بإبقاء العراق تحت البند السابع...
وبعض البرلمانيون العراقيون طالبوا إسرائيل بتعويضات جراء قصف الأخيرة للمفاعل النووية.

أمريكا أحتل العراق منذ عام 2003 ولحد الآن ...والله يعلم متى يحصل العراق على استقلاله الكامل الحقيقي وليس الصوري، وقد وقعت خسائر بالأرواح والممتلكات منذ اللحظة الأولى وهي مستمر.

هل يطالب العراق أمريكا بتعويضات عن الخسائر؟
ما مدى هذه الخسائر...هل لدى الدولة العراقية أي فكرة أو أرقام عن حجم الخسائر؟
هل جرت مقايضة بين أطراف معينة والأمريكان لكي لا يذكر هذا الأمر؟
وهل يمكن إلزام الولايات المتحدة الأمريكية وفق القوانين الدولية بالتعويضات؟

كمواطن أطرح هذه الأسئلة لعلي أجد من المختصين من يجيب عنها، وكأي مواطن أصابه قسطاً من العذابات إن كان في زمن النظام البائد وكم ساندة أمريكا ذلك النظام في حروبه واستمراره في ظلم الشعب العراقي ...وفترة الحصار وما أدى لكوارث بشرية أحاول البحث عن من يدافع عن حقوقي وحقوق الشعب العراقي...هل من مجيب؟

اليوم وبعد سحب القوات الأمريكية من المدن العراقية كخطوة أولى نحو تطبيق الاتفاقية الأمنية بعيدة المدى ...ولكن ليس من ضمن الاتفاقية ما يشير لأي تعويضات. الأمر الذي يعد ويجعل البعض في حيرة...أن نائب الرئيس الأمريكي جورج بايدن أستلم الملف العراقي وكان له موقف واضح ذات نبرة تهديد بأن تتخلى أمريكا عن التزاماتها في حين حدوث أي اقتتال داخلي. ويعبر عن أن أمريكا لا تريد التدخل في شؤون العراق الداخلية (هذا أمر جيد) ظاهرهُ إيجابي وباطنه فيه العذاب. ومن يضمن أن لا تكون أمريكا وراء أي حدث كبير حين لا تروقها الأمر، أو حين لا يطبق من ضمن لها الولاء الكامل...أو حينما تتطلب الأوضاع الإقليمية والعالمية تغييرات جذرية قد يؤدي بأن يكون العراق كبش فداء...أو أن القيادات التي أخذت على عاتقها الوقوف مع أمريكا وسياستها الشرق أوسطية أن تتغير كما فعلها من قبل غيرها، أو أن أمريكا لا تحتاج خدمات هذه القيادات فتغير كل شيء.

القول شيء، والفعل على أرض الواقع أمرٌ آخر. قول بايدن أن قضايا المصالحة السياسية بين القوى المشاركة في العملية السياسية والمصالحة بين القوى النافذة والقوى التي اتخذت الموقف المعادي للعملية السياسية مسائل داخلية يحلها العراقيون بأنفسهم أمرٌ قد يعد غريب.
الغريب ما في الأمر أن أمريكا مازالت على أرض العراق بقوة 136 ألف جندي مقاتل، ولديها نفوذ سياسي واقتصادي واستخباراتي ومعاهدة لم تبدأ بالتطبيق إلا الحرف الأول منه...وهو انسحاب القوات من المدن...وقول وزير الدفاع العراقي: أن القوات العراقية مسئولة لحماية القواعد الأمريكية والقوات الأمريكية تتدخل حين الطب منها لإسناد أي عملية لم تتمكن القوات العراقية من القيام بإنجازها لوحدها...وأن القوات الأمريكية مشاركة في كثير من العمليات الرصد...والخفي كثير...كل هذا والقول ((أنها لا تتدخل)) بالشأن الداخلي...أليس في هذا وذاك تناقض واضح.

الأمر يدل على احتمالين:

أولهما: أن هناك أتفاق لمساندة قوى معينة على حساب قوى أقل قوة حسب ما طهرتهُ الممارسات السياسية خلال الأعوام المنصرمة.

الأمر الثاني: أن أمريكا تهتم بمصالحها (وهذا معروف) لكن وإن كان على حساب أرواح أو الاقتصاد العراق أو مستقبله.

العراق تأخر لعقود، وليس من السهل أن يتسابق مع الزمن لترميم ما خربته السياسة الأمريكية بشكل عام نحو العراق منذ الثمانينات ودعمها للنظام السابق لكي تلعب دور الشرطي في الشرق الأوسط وما خلفته حرب إيران من دمار بشري ومادي ونزفت قدرات العراق في جميع مفاصل المجتمع. وما أدت إليه من كوارث حين قررت وأصرت على حصار الشعب العراقي لتضعه بين حاصرين الحصار الدولي وحصار النظام الدكتاتوري...فكان الخاسر الأكبر الشعب العراقي...وها هو اليوم يدفع الثمن الصاع صاعين...ستة أعوام دون خدمات تذكر وأمول طائلة تهرب إن كان مقبل قيادات عسكرية أمريكية أو قيادات سياسية عراقية محمية من قبل أمريكا.

لقد نقلت أمريكا حربها ضد الإرهاب على الساحة العراقية وقد توصلت لنتائج، لكن العراقي الذي دفع ثمن هذه الحرب بقى خارج قوس تقسيم الغنائم...والأصعب أن الشعب العراقي دفع فاتورة هذه الممارسات وما زال يدفع...وسوف يستمر بالدفع لأن أمريكا لن تتخلى عن العراق حسب الاتفاقية الأمنية (وتعدد مسمياتها). ففي بداية عام 2012 يبقى في العراق 36 ألف جندي أمريكي إن صح الخبر...فهذا في زمن سيكون أو قد لا يكون لا ضمان لدولة عظمى بيدها مقدرات الشعوب...ففي المستقبل يخلقون ذرائع لا حصر لها ولا يفيد المفاوض العراقي الضعيف بنود قد يجد فيها الخبراء الأمريكان من الركاكة في التعبير والتفسير يصبح الأسود أبيض والعكس صحيح.

إن الشأن الداخلي مرهون بأوامر أمريكية منها علنية وكثيرٌ من تحت الطاولة أو حسب أتفاق لعناصر وضعت لمراقبة كل صغيرة وكبيرة...وإلا ما الغرض من أن يكون في العراق أكبر سفارة أمريكية في العالم.

أن اعتراض بعض القيادات على موقف بايدن ذات علاقة بما أسلفنا سابقاً...ويدخل في مضمار الحرص على العراق وشعبه ومستقبل أجياله، فليس العبرة في الحكم اليوم وغداً ونسيان ما تترتب على أجيال يحدد مستقبلهم اليوم أناس تلذذوا بالسلطة والثروات.

أن من واجب جميع العراقيين المختصين في مجال القانون والاقتصاد والمثقفين أن يوضحوا مخاطر هذه الاتفاقية. وأن تبدأ حملات توعية الجماهير لكي لا نصمم مستقبل عراقي هش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على