الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات مجنون 2 ...!

عباس النوري

2009 / 7 / 9
الادب والفن



قد أستحق أن يُطلق على َ صفة (المجنون) لأني أترك أوقات جميلة مع عائلتي لكي أكتب مقالاً تسبب لي متاعب ...أو تدخل الغيظ في قلوب من لا يعرف القراءة والكتابة...أو لا يريد أن يفهم كلمات (مجنون).

جمال الطبيعة من شمس دافئ تخترق أشعتهُ خلايا أجسادنا لتغذينا بطاقة قد نخسرها فترة الشتاء الباردة والطويلة...ومن أمواج بحر زرقاء يعكس لون السماء ليقربنا من كواكب ونجوم ليس لنا القدرةَ من إطالتها لأننا نفتقد لمركبة فضائية أو لبضع ملايين من الدولارات لسفرة واحدة للقمر.
وألوان أوراق الأشجار المتنوعة وهي ترتزق من ذات الأرض وذات الماء ونفس ضياء الشمس وبدون أي راعي أو زارع أو حارس...تزين سواحل الشواطئ والوديان وتصد الرياح لكي لا تتلوث أجواء المدينة الهادئة. وعدم ممارستي لرياضة المشي في الغابات الكثيفة لأستمع لأصوات الطيور وهي تغني ألحان الحب والسلام...وأكتب عن المأساة، وأحرم ذاتي المعذب من طعم الهدوء والسكينة والرئتين من هواء نقي، لأدخن وأملئ رئتي سواد ونيكوتين لكي لا أموت شيخاً.

أكتب عن رأي فلان وتصريح سياسي قد أختلف معه أو لأنني أحســـده، وأتصور بأن موقعه وما توصل إليه بشتى الطرق المشروعة أو غير المشروعة قد حصل على الدنيا ونعيمها...وأنا محروم. ويرد على كتاباتي من يواليه أو يكن له حباً على عماه أو رغماً أو لمجرد قبض منه درهما. وأعيد قراءة كل ما كتب عن هذا وذاك...وأستمر في الكتابة وأعصابي متوترة وأنا محرومٌ من حمال الطبيعة ولحظات العمر مع أطفالي، وبل أحرمهم من لعبي معهم ليسمعوا ضحكاتي أو يضحكوا لما أقع فيه من أخطاء لأنني لا أجيد ألعابهم فهم أبرع مني...لكوني جليس المقالة وهم أحرار منطلقين بين السماء الزرقاء والأجواء المليئة بالهدوء وأنا منطويٌ على نفسي والأخبار الحزينة.

هل جنوني يفيد البعض؟ أم أضيف لمأساة الآخرين ما يعكر صفوة أجوائهم لأنني أنتقدهم ...وأضع اليد على الجرح وأزيد في الألم.

هل أن عدد المجانين في ازدياد...وهل ندعو لفلسفة جديدة ننتقد لكي تلمع أسمائنا ونحن نعيش الكره للذات وأقرب الناس لنا لا يشعرون بأننا على قيد الحياة...هل الثمن الذي نحصل عليه يضاهي التضحيات بل هل يعادل جزء منها.

لا أجد كثير من المعرفة في كثير من المقالات إلا إننا نود إيذاء الآخرين بلا رحمة ...فهل أنا مجنون بحق ومؤذي في ذات الوقت. فالمعروف عن بعض المجانين أنهم رحماء أكثر من العقلاء أو ما يصفون بذلك. وأحياناً أرى أن كل كلمة وإن كانت جارحة فهي تؤدي دورها بحال من الأحوال...وتعد (المجنون) لجنون أكثر.

المخلص
عباس النوري
2009-07-04








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز


.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن




.. هنا تم دفن الفنان الراحل صلاح السعدني


.. اللحظات الاولي لوصول جثمان الفنان صلاح السعدني




.. خروج جثمان الفنان صلاح السعدني من مسجد الشرطة بالشيخ زايد