الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطفال :باتنة: أيا باب من الجنة

عبد ربه العنزى

2009 / 7 / 25
المجتمع المدني


كان حظي طيبا أن أكون برفقة أطفال فلسطين الذين يزورون الجزائر،من جيجل انطلقت رحلة الأطفال إلى ولاية قسنطينية حيث أخذت مشاهد الطبيعة بين الولايتين الساحرتين مجامع القلوب،كان البرنامج يتضمن استقبال والي قسنطينية لأطفال فلسطين، والذي عكس بدماثة وكرم عمق فلسطين في قلوب الجزائريين،وكان الموعد الثاني في التلفزة المحلية في قسنطينية،دخل أطفال فلسطين إلى الاستديو ليشاركوا مع أطفال أتوا من ولاية باتنة لتقديم أنشودة تضامنية مع أهل غزة،كان الأطفال قد قدموا من مدرسة حي العقيد سي الحواس في باتنة،تتقدمهم مديرة المدرسة التي تشع نشاطا وحماسا وتألقا السيدة عواشرية غريب زهرة،ومعها مؤلف الأنشودة وملحنها الأستاذ عمارة حمودي،راقبت بتمعن وجوه الأطفال الجزائريين وحركاتهم حينما بدأت المجموعة بالتدرب على الأنشودة قبل تسجيلها تلفزيونيا،رأيت أطفالا بعمر الزهور ،وجوها لملائكة، قلوبا بريئة، تنشد بصوت يأتي من أعماق القلب،كانوا مع كل كلمة يهزون الفؤاد وهم ينشدون "آيا باب من الجنة"،راقبت عيونهم وهي تغني ..تصرخ..تتوحد مع حزن غزة وعذابها،رأيت أمتي الواحدة في جمع أطفال باتنة،شاهدت سند فلسطين وظهرها الصلب،شعرت أن الأطفال يقفون على باب من أبواب القدس،أخبرتني السيدة الرائعة عواشريةغريب زهرة أنهم تدربوا شهورا على تقديم هذه الأغنية إحساسا منهم بمحنة غزة يوم دكها الموت الصهيوني،وأنهم بأنشودتهم يؤكدون قدسية الدم العربي المسلم،وأنهم بصوتهم وبأنشودتهم يعلنون عن شرف الأمة وكرامتها.
أطفال باتنة الذين انشدوا مع أطفال غزة "آيا باب من الجنة" جعلوني اكتشف المعنى الذي يتجاوز لحن الأنشودة وجماله،أو عمق الكلمات رغم بساطتها،انه درس كيف تربي الأمة أبنائها على أن تكون فلسطين حاضرة في أول مراحل تكوين الوعي العربي والإسلامي،معروفة في عقول صغارنا،موجودة في الوجدان الذي يتشكل،لأننا حين ننسى فلسطين كأمة ،فإننا ننسى جانبا حيويا من قوميتنا وديننا وأخلاقنا،إن حضور فلسطين في إحساس أجيال الأمة يعني أن فلسطين ستظل قادرة على المقاومة،انه درس يجب تكريسه في كل بقاع العرب وأصقاع البلاد الإسلامية،معناه أن تكون فلسطين جزء من التكوين والتنشئة لأجيال يسرقها النت والهاتف الخلوي ومسابقات كرة القدم وعضلات السينما الأمريكية.
أطفال باتنة الذين انشدوا لحنهم لفلسطين كانوا يرتلون ترانيمهم انتصارا لكرامتهم،تواصلا مع هوياتهم،كانت تعبيراتهم صادقة،عميقة،مؤثرة،متوهجة،لأنهم انشدوا لفلسطين بقلوبهم،بإحساسهم المرهف الغض،ترجموا فزعهم من لون الجريمة السوداء التي ترتكبها إسرائيل بفلسطين وأهلها،كانوا يبكون،يصرخون،يستغيثون،يتألقون بأصواتهم التي لم تفسدها مرارة الصمت والخنوع.
وقفت برهة أفكر،ألا يعطي أطفال باتنة درسا قاسيا للقمم العربية التي لم نسمع منها إلا نشازا،وهوانا،وقلة الحيلة،والريبة،وتثبيط الهمم،أطفال باتنة فعلوا ما ملكت أيديهم،وبما جادت بها قرائحهم،لكن القمم العربية عكست فشلا في العمل الجماعي الذي أتقنه أطفال باتنة في غنائهم،أخفقت القمم في الصراخ والبكاء على فلسطين وفعله الأطفال.،تراجعت وتيرة خطاب الإدانة في حين صعده أطفال باتنة،سمعنا من القمم العربية نشازا في حين طرب قلوبنا لنشيد أطفال باتنة،لم يجهزوا في القمم العربية او يتعاونوا او يتناغموا على لحن واحد،في حين اجتهد وتجهز وتعاون وتوحد أطفال باتنة من اجل فلسطين،صحيح أنها مجرد أنشودة لأطفال صغار لكنها درس في الحب والانتماء والتنظيم والحماسة،لو تقمصت أرواح الأطفال أجساد الزعماء العرب ،فما أظن حينها أن فلسطين ستهان على مراي من الأشقاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية الأيرلندي: 100% من الفلسطينيين بغزة يواجهون شب


.. ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال




.. French authorities must respect and protect the right to fre


.. تحقيق مستقل: إسرائيل لم تقدم إلى الآن أدلة على انتماء موظفين




.. البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل يتيح ترحيل المهاجر