الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات كردستان: شكرا نوشروان مصطفى!

أحمد حسو

2009 / 8 / 17
القضية الكردية


I
بعد حرب الخليج الثانية تسلل قريب لي إلى كردستان العراق وجال في مدنها وقراها ليرى بأم عينيه كيف أن كيانا كرديا مستقلا في طريقه إلى النشوء. يومها كان صدام قد سحب موظفيه وجيشه من هذا الجزء الكردستاني ظنا منه أن الأكراد سيلجأون إليه صاغرين، طالبين العفو كي يعود إلى حكمهم. كان صدام يعتقد، ككثيرين غيره، بأن الأكراد لن يقدروا على حكم أنفسهم وأنهم سيفشلون في أقرب فرصة نظرا للخلافات التي تدب بين صفوفهم ونظرا لقلة خبرتهم في فنون الحكم. عاد قريبي من رحلته هذه مذهولا، مأخوذا بكل شيء صادفه. لم يصدق عينيه، وهو الكردي الذي اضطر إلى التعامل بلغة غير لغته، ما رأى: كل شيء كردي وبالكردية، الموظفون يتكلمون الكردية، المسؤولون أيضا، إذاعة تلفزيون إلخ. لكن ما لم يتحمله قريبي، الذي كان مسيسا إلى حد كبير وعضوا في أحد الأحزاب الكردية اليسارية منذ نعومة أظفاره، هو أن يتكلم رجال الشرطة بالكردية. ولأن الكردية تعني لقريبي كل شيء جميل وحالم فإنه لم يتخيل أن يكون رجال الشرطة، الذين يمثلون القمع (حسب تصوره)، أكراد أيضا. إذن فحسب قريبي، وحسب تعريف أنجلز للدولة، فإن دولة الأكراد قد قامت منذ أن سحب صدام موظفيه ورجال شرطته. ألم يقل أنجلز، في أبسط تعريف له، إن الدولة تعني مجموعة رجال مسلحين (الشرطة، الجيش). وبما أن الاكراد باتوا يسيطرون على إقليمهم برجالهم المسلحين، وليس برجال صدام، فإن دولتهم قد قامت؛ بالطبع كان هذا رأي قريبي أيضا، الذي لم يكن قد قرأ أنجلز رغم انتمائه إلى حزب "ماركسي لينيني" بلغة ذلك الزمان.

II
من كان يصدق بأن الأكراد، الذين تقاتلوا سنوات بسبب إيرادات نقطة إبراهيم خليل الحدودية، سيجرون انتخابات يمكن أن توصف بـ"النزيهة" وتسفر عن وجود معارضة قوية ومشروعة؟ ومن كان يصدق بأن "كاك مسعود" و"مام جلال" سينضجان إلى درجة أن يتنازل أحدهما للآخر؟
لا أريد أن أنبش الماضي وأذكر بهذه الدماء التي أريقت في حرب الأخوة، أو الاقتتال الداخلي، لكن من حقي أن أندهش وأقول وأنا سعيد: سبحان الله والحمد لله!!
فمن يعود بالذاكرة إلى الوراء، إلى أول انتخابات كردية (1992) وكيف أنها انتهت إلى الاقتتال وإلى وجود حكومتين بدلا من واحدة، لن يصدق ما تراه عيناه هذه الأيام. يومها قلنا بأن الأكراد، الذين ناضلوا طويلا من أجل إقامة دولة كردية، أو كما يفاخر قادتهم فيدرالية أو حكم ذاتي، شكلوا حكومتين بدلا من واحدة مثل كل شعوب العالم. أما لماذا؟ فربما بسبب هذا الحرمان الطويل. قد يكون هذا التبرير من نوع المزاح السمج، لكن الحقيقة تقول إنه حتى كتابة هذه السطور لم تتوحد الوزارات الكردية بشكل نهائي بين حكومتي أربيل والسليمانية.

III
ربما من حق نوشروان مصطفى على كل كردي أن يقول له: شكرا؛ فأنت تعتبر مؤسس الديمقراطية "الكردية" الحديثة الحقيقي، رغم كل ما أشيع عنك والتقويم المتباين لما قمت به. فلو رضخت للضغوط وتخليت عن تشكيل قائمة "التغيير" لكانت الانتخابات الأخيرة باهتة وصورة عن سابقتيها، وفي أحسن الأحوال كأنها انتخابات نظام الحزب الواحد. ولولا فوز حركتك بخمسة وعشرين نائبا، أي حوالي نصف ما حصل عليه الحزبان الكبيران، لكان برلمان إقليم كردستان عام ألفين وتسعة نسخة مملة عن البرلمان القديم. فهل تكمل مشوارك وتتصرف كمعارضة حقيقية تؤسس لنظام ديمقراطي؟
فبالمعارضة والنقد البناء تنهض الأمم وتستقر الدول والشعوب. شكرا نوشروان مرة أخرى؛ والشكر موصول لكاك مسعود ومام جمال لأنهما سهلا إجراء هذه الانتخابات، وبهذه الطريقة، سواء برغبتهما أو رغما عنهما.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - There is Sadam also with kirdish peopel
Kamel Mikha ( 2009 / 8 / 16 - 22:09 )
Sadam was not a person but a system .
What kind of democraciy you will have with some one like Jalal Al-Talab any
who kild komenest Iraqi in (PASHTASHAN)
And MAsoud Will kill any body stand in his way .
Seconed The land belong to Assyrian .
Do you know that kurd leader are
trying to make them as CHRISTAYAN KURD .Do you know that SADAM made them (ARAB CHRISTAYAN .Now was SDAM PERSON OR SYSTEM.
The kirdish Protalaria need forse a real Democrasy .And this comes with all Iraqi to have a real DEMOCRATIC IRAQ .

اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة


.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا




.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب