الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهرزاد الافغان!

وجيهة الحويدر

2009 / 8 / 26
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


كانت شهرزاد لألف ليلة وليلة تروي حكاية مثيرة تليها اخرى اكثر اثارة، من اجل ان تسلي شهريارالجبار وتُبعد عنقها عن سيفه المتربص بها كل مساء لكي يسلبها حقها في الحياة. لم تكن تعلم اثناءها ان الزمان سينجب عبر العصور شهرزاد وشهريار آخرين منتشرين بأعداد مهولة في كل بقعة معتمة حيث اُستخدم فيها الدين كسلاح للقهر والاستبداد.
هاهي شهرزاد اخرى تُولد من جديد في افغانستان لتجوب ارض شديدة القتامة من اجل البحث عن سبل للنجاة. افغانستان ارض طحنتها حروب هوجاء، ودمرها جشع الذكور للسلطة وبغضهم لبعضهم البعض. ذكور انجبتهم هي، وآخرون اتوا من الشرق والغرب بنفس سحنة شهريار الجبار، ليشاركوا جميعا ولعقود طويلة في اغتيال الحياة فيها، وسحق كل معالمها.
شهرزاد الارض وشهرزاد المرأة تلتقيان معا بأسى شديد في زمن اغبر عديم الرحمة.
مرت ثلاث ليال وشهرزاد تتهرب من نظرات زوجها العجوز الشيخ حامد كرزاي الذي يتلهف على الالتصاق بجسدها الغض ليعبث به كيفما شاء، معتقد ان مضاجعتها سيرد له شبابه من جديد، وسيعيد لجسده المترهل نظارته.
الشيخ حامد كرزاي زوج شهرزاد رجل سادي الطباع، فهو من صنف الرجال الذين يتلذذون بالعنف في الجنس، ويستمتعون في استخدام الضرب والكلام البذيء اثناء المضاجعة، مما جعل شهرزاد تقرف من رؤيته، ولا تطيق معاشرته، وتنفر بشدة من سلوكه الهمجي في الفراش.
لم يمر سوى شهور قليلة على زواجها من الشيخ حامد كرزاي، لكنها تشعر كأنها عاشت دهور سحيقة من شدة المرارة التي تعانيها مع ذلك الزوج الغريب الطباع، فهو لا يفارقها ولا يغيب ليلة عنها لانها امرأة جميلة وزوجة جديدة.
شهرزاد مازالت في عز شبابها فهي لم تطرق ابواب العشرينات بعد. فقبل ان تُجبر على الزواج من شيخ القرية العجوز هذا، كانت تعيش مع شاب يحبها، ويعاملها بذوق وكانت حالتها ميسورة لأن زوجها كان يجيد النجارة وصنع الاثاث، لكنه قُتل في احدى غارات طالبان على القرية، فخلّف ورائة زوجة وطفلة رضيعة.
بعد موت زوج شهرزاد اخبرها والدها انه لن يعيلها، وبأنها لا بد ان تقبل بالزواج من شيخ القرية العجوز الذي ابدى رغبته في الارتباط بها وهي مازالت في شهور الحداد.
شهرزاد مثل معظم الفتيات في قريتها، لم يكن لديها خيارا سوى ان تقبل بذاك العرض من اجل ان تتمكن من تربية صغيرتها وتنقذ نفسها من الجوع والتشرد.
الشيخ حامد كرزاي رجل مغتصب للأرض ومغتصب للنساء. رجل فاسد بكل ما تحمل تلك الكلمة من معنى، فقد شيّد ثروته من استعباد الفلاحين والاستيلاء هو وعصابته على ثروات القرية. لديه ثلاث نساء منجبات وشهرزاد الرابعة. جميعهن شابات في مقتبل العمر، لكنه حالما يمل من واحدة منهن يطلقها ويأتى ببديلة عنها. في اعتقاد كثير من الرجال المسلمين ان النساء اداوات للانجاب والمتعة، وقوانين الاحوال الشخصية في بلدانهم والسماح بتعدد الزوجات لهم من غير شرط او قيد رسخت لديهم ذاك المعتقد.
حانت الليلة الرابعة وانتهى العد التنازلي لتملص شهرزاد من واجبها تجاه زوجها العجوز. الشيخ حامد كرزاي اليوم مدرك جيدا كون زوجته من الطائفة الشيعية فان القانون الجديد "الجنس مقابل الغذاء" اجاز له الحق في تجويعها في حالة ان رفضت الاستجابة لرغباته الجنسية . القانون حدد بشكل واضح ان المرأة الشيعية يجب ان تمارس الجنس مع زوجها كل اربعة ايام، سواء كانت لديها رغبة فيه اما لا. من المفترض ان تكون المعاشرة الجنسية علاقة خاصة تجعل الزوجين اكثر رقياَ وقرباً وحميمية، لكن في القانون الافغاني الشيعي الجديد حول الجنس الى علاقة ابتزاز وضغط نفسي يمارسه الزوج على زوجتة.
شهرزاد فرّت من الجوع وتبعاته الموحشة لتقع بين مخالبه بشكل ابشع وبحماية من قانون مجحف. لم تعد ترى امامها سوى نفق معتم طويل وسنين مديدة من الرضوخ والاغتصاب الموحش من رجل تبغض كل شيء فيه.
حلّ الظلام وبدأ الشيخ حامد كرزاي بشن هجومه الجنسي على شهرزاد، يعريها بجنون وكأنه حيوان متوحش يتضور جوعاً وللتو نال من فريسته. بدأ بعضها بقوة في مناطق مختلفة من جسدها، وهي تصرخ وتستجدي الرحمة لكن ذلك كان يزيده توحشاً وهيجاناً، فيصفعها على وجهها ويشد شعرها ومن ثم يقضم حلماتها.. يطأها بعنف وهي تندب وتبكي بكاء الايتام ويتبدد صوتها في الظلام وتتلاشى احلامها الوردية كتلاشي حمامات السلام على فوهات مدافع المعركة... ويستمر العجوز القذر في اغتصابها وايلامها طوال الليل حتى ينهار جسده من التعب وجسدها من الايذاء...
ومرة اخرى تصمت شهرزاد في تلك البقعة السوداء من العالم ..وتتسلل خيوط النهار بروية وتتفتق سماء الصباح على ظلم مقنن ومباح...
________________________________________________________________
للاطلاع على القانون الافغاني الجديد
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2009/08/090816_om_afghanistan_starving_tc2.shtml








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موضوع إهانة المرأة المسلمة لم يتوقف
ج ح ( 2009 / 8 / 26 - 03:32 )
أولا الحمد لله على أنك بخير لقد طالت الفترة التي لم تكتبي فيها....إن تعاطفك مع ظلم المرأة المسلمة عزاء لها ...ولكن هل هناك أمل لإنقاذها؟؟؟؟؟؟ وإن كان هناك أمل كيف يجب أن يتم؟؟؟؟؟


2 - كلام غير مغلف
مسار لود ( 2009 / 8 / 26 - 06:10 )
للأسف هذا هو الاسلام .. وكل كلمات التلطيف لا تساعد . المسلم الحقيقي هو بن لادن وقاعدته وطالبان والعقليات المتوحشة في التعامل مع النساء.
احاول ان أرى مصدر ضوء في آخر النفق الاسلامي فلا ارى الا مزيدا من الظلام مزيدا من نفي العقل مزيدا من نفي حقوق الانسان ليس المرأة فقط التي تعتبر ما دون الانسان
استهجن محاولات من يمون أنفسهم اصلاحيين دينيين .. ماذا سيصلحون ..
انا على ثقة ان أكثرية السعوديين لا يترددون في رفض الدين كما هو حال ايران حيث 30% يعلنون الحادهم بعد 30 سنة من الثورة والصائمين في رمضان لا يتعدون 2% من المواطنين المضللين .(راجعوا مقال العفيف الأخضر من يوم أمس في نفس الموقع )... اليس هذا دليل كاف على تناقض مريع غير قابل للتجسير بين الفكر الديني الاسلامي وعالمنا المعاصر ؟
المسيحية أحدثت انقلابا ربط الدين بالثورة الصناعية والعلميسة لدرجة اعتراف الفاتيكان بنظرية دارون حتى تستطيع التعايش مع عالمها .. والا ستذهب للقبر أسرع مما هو منتظر
تحية للكاتبة البطلة وجيهة ..


3 - تحية للكاتبة
رعد الحافظ ( 2009 / 8 / 26 - 07:16 )
ومازال المسلمون يسمعون هذه القصص ويرددوا قولهم التأريخي الشهير الهزيل ..بأن الأسلام أعز وكرم المرأة أكثر من أي دين آخر أو قانون وضعي
والسؤال هو كم قرن آخر نحتاج فقط لنعترف بتراثنا الاسود ؟


4 - أين انت يا كاتبتنا الرائعة
Suzan ( 2009 / 8 / 26 - 11:34 )
أشكرك على المقالة الرائعة وانا دائما ابحث عن مقالاتك ولكن منذ مدة وانت غائبة. عسى المانع خيرا

ودائما الاسلاميين يقولون الجملة الشهيرة ( الاسلام كرم المرأة واعطاها حقوقها ) لا ادري ما معنى هذا .

تحياتي للكاتبة الرائعة وارجو الا تطيلي الغيبة مرة اخرى

سوزان


5 - انت ام المومنيين
فراس سعيد ( 2009 / 8 / 26 - 12:56 )
الاخت العزيزة وجيهة
شكرا لكل من يرفع كلمتة ضد الغلط
شكرا لكل من يقول للغلط , انت غلط فى عينك
شكرا لكل من يقول للغلط لالالالالالالا
انت اخت عظيمة
انت وامثالك بداية الطريق لامتنا للتحرر
سوف يتذكر اطفالنا اسمك كاحد رموز الحرية
شكرا لك
واللة معك


6 - شكرا
عصام ( 2009 / 8 / 26 - 14:06 )
أشكرك على المقالة الرائعة
للأسف هذا هو الاسلام في نظر بن لادن وعصابته


7 - كذب
ali ali ( 2012 / 1 / 5 - 21:14 )
اصلا الاسلام زاد المرأه عبوديه وظلم وقسر وقهر وطغيان واعتبرها عوره ومجرد بضاعه لا حررها ولا احترمها ولا بطيخ كله جذب جذب 

اخر الافلام

.. هل يعاني علم المصريات من الاستعمار الثقافي؟ • فرانس 24 / FRA


.. تغير المناخ.. تحد يواجه المرأة العاملة بالقطاع الزراعي




.. الدكتورة سعاد مصطفى تتحدث عن وضع النساء والأطفال في ظل الحرب


.. بدء الانتخابات التمهيدية الخاصة بالمرأة في الحسكة




.. ضجة في مصر بعد اغتصاب رضيعة سودانية وقتلها