الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برقية عزاء ..!

أكرم الصوراني

2009 / 8 / 29
كتابات ساخرة


بقايا الثائر القديم حَلُمت بأشلائها .. مقاتلٌ جديد جاءها في المنام ، أخبرها أن الرصاصة لا تزال في جيبي لكنَّ الطريق ليست إلى ايلات ..!
عوائل المحرومين ناشدت ألا يقطعوا الكوبونه ولا أموال المانحين ، أفئدتهم تنبض قلقاً ، فشعار المرحلة "عُضَّ قلبي ولا تعضّ رغيفي" ، دعاة الانقسام يعتاشون إكلينيكيا بشريان الأنفـاق ، ودعاة الهبوط السياسي يعتاشون بفتات الدول المانحة .. دوستويفسكي في رسائله من أعماق الأرض كتب عن الإنسان الصرصار .. يا أيها المقامرون لا تجعلوا منّا صراصير العصـر ..

اليسار هنا لم يعد يشبه طعم المساكين ، كثيرون ما زالوا بانتظار أن يعود ، يريدونه سادة برائحة الفلاح ، من غير رشة انجيؤوز ، لا يريدونه على شاكلة حزبٍ من غير شعب .. إن تحدثت معه اليوم قال لك : لا تسألنـي من أنا ..؟ فـ"يمين الطريق" مزدحمٌ جداً بمخلوقاتٍ غريبة ..

يا أهل الأرض .. هل أحدٌ منّا ما زال يقبض على الجمر ..؟ ما أكثر القابضين حين تعدهم ، أصابعهم على الدولار ما زالت تتقـن فنّ العزف .. زمارٌ يغني لحن الممول ولو كان مريب .. لا ضير إن ضربوا على ألحان الفقراء في ندواتهم طالما أن همهم الحكم الصالح والمجتمع المدني ونشر ديمقراطية اليورو بديلا لليبرالية الدولار ..

في الأفلام قالوا أن امرأةً واحدةً لا تكفي ، مع أن حكومة واحدة تكفي .. رمضان عندنا فوق البركان ... في زيارته الأخيرة للأراضي الفلسطينية أرسل برقية عاجلة جاء فيها :
كل عام وأنتم كما أنتم ، كل عام وأوضاعكم السياسية لزجة كما مخاط الصغار المرضى ، كل عام وأحوالكم الاقتصادية جرداء بطعم العدس المنخور بالسوس ، كل عام وسلطتكم زادت ملوحتها في لتر أوهام الحكم والدولة ، كل عام وغزتكم معصوره بـ ليمون ناشف وضفتكم على طريق الندامة ، كل عام ووطنكم بات رمادياً بطعم الخشخاش .. لن أطيل عليكم بالمعايدة فصبري آخذ بالنفاذ وما عاد مفتاحاً للفرج ، أعلن صراحة أني أتعاطف مع أصوات أمعائكم الخاوية وأوهامكم المستقبلية ، أبشركم أنَّ العام القادم أسوأ .. وإن شاء الله لن يصلي أحدٌ منكم في القدس ، أبشركم أن طول حدودكم الأرضية ستتشرّب إلى ما دون الـ 67 ، سترجعون يوما ولكن بصفرٍ كبير .. صفرٌ بحجم الوطن القديم ، لن ترجعوا كما غنت لكم فيروز في ألحانها ..
يا أيها الحرافيش لا تغنوا للوطن الأكبر ، فأمجاده لن تكبر ، لا تغنوا للأوهام ولا تنزلوا على الشوارع ، لا تغنوا للحرية ولا للوحدة الوطنية ، غنّـوا للمعابر للمقابر وللإخوة الأعداء وللابن الضال وللصّ والكلاب ولـ "علي بابا" والأربعين حرامي ، ولا تسألوا لماذا أربعيـن ...؟
فكلهم لصوص ، سرقوا قضية الوطن في الشتاء الساخن ، اغتصبوا أحلام الشعب بدولةٍ لن تقوم ، قتلوا وحدة الأرض وهويته الوطنية مع سبق الإصرار والترصد ..
دروس التخريب التي بَشَّـرَ بها مظفر ما عادت تجدي .. كم أنتم بحاجة لجزءٍ ثانٍ من تغريبـةٍ فلسطينيةٍ جديدة ، لن تضطروا هذه المرة لمشاهدتها على التلفاز ، ولن تكون من إخراج حاتم علي ، ستشاركون جميعا بالاخراج ، ومن غير تمثيـل ..!
يا أيها النائمون تحت التراب اقرؤوا برقيتي جيداً ، أعلم أنني قد لا أزوركم العام القادم بسبب الحصار وإغلاق المعابر ، فالنفق الذي جئتكم منه هذا العام ليس في آخره ضوءٌ كما تتصورون ..
أتمنى لكم طول البقاء ، ولا أخفي عليكم قلقي من أننا قد نلتقي في خيمة كبيرة ، ترونها بعيدة وأراها قريبة .. صياماً مقبولا وإفطاراً شهياً وهنيئـاً لـ"إسرائيل" ...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل


.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج




.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما