الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معالم في جدلية العنف الديني والسلطة...!!!!

عبد الفتاح بيضاب

2009 / 9 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعد بلا اختلاف العصر الذهبي الإسلام المدي الزمني الممتد من ( طلع البدر علينا ) ثنيات الوداع إلى حجة الوداع ، إذ كانت يثرب جغرافياً تخوم لمت قوس قزح الاديان السماوية وغير ذلك من الكفار والمشركين ، فلما أراد الإنسان العبقري والبشر الكامل إدارة ذاك التعدد والاختلاف ( الديني والعرقي والثقافي ) حتماً ما غابت عنه الضرورات لإرساء دستور مدني فكانت المعاهدة ( الصحيفة ) أساساً مادياً مكن الجميع من التقسيم العادل للعائدات والشراكة تلك أفضت لتشمير ساعد الجد لرد العاديات ذلك كله على خلفية جوهر الوثيقة في حرية المعتقد والتعبير الشي الذي لا خلاف حوله في الإسلام كدين وسط والماركسية كنظرية لثورة اجتماعية . لما أنتقل الرسول (ص) وجاء عهد الخلفاء الراشدين وكانت بيعة الرضوان غاب عنها بنو هاشم : وحروب الردة ( الجزية )ثم الفاروق ومنع المؤلفة قلوبهم من الزكاة ، نهض أبو ذر الغفاري في نقد اقتصاد الدولة السياسي في ظاهرة كنز الذهب والفضة بأفضلية السلطة ، والفساد الذي لازم كثير من أمراء الدولة في تعاملهم مع عائدات الزكاة والجزية والعشور ، كانت صفين ( 37 هـ ) أول صراع سياسي واقتصادي بالمكشوف حول السلطة والثروة لأن طرفيها يدينان بالاسلام ، ويؤرخ للعنف الديني والتطرف كظاهرة لا تتسامى على التناقضات الاقتصادية والاجتماعية ( الطبقية ) في بني أمية كقوى اجتماعية تمكنت من الاستيلاء على السلطة الزمنية في محتوى زمان ساد العالم تكوينات العبودية والاقطاع وصار للرأسمال الديني ( المادي والروحي) باعاً طويلاً في الصهوني عند اليهود والارثوزكسية في سيطرة الكنيسة على سياسية الدولة ، ومن حيث المكان فإنتقال عاصمة الدولة الاسلامية من المدينة إلى الكوفة تمهيداً لفضاء اجتماعي جديد يضعف ويفكك ارتباط الوجود الاجتماعي السابق والقاعدة الصلبة في اطروحة الصحيفة التي تبيح حرية التعبير في نقد الدولة وسلطاتها وتجعل من المواطنة اساساً للحقوق والواجبات وهكذا تمكن بنو امية بالانفلات من شهود وحماة المعاهدة لتؤسس لدولة في الكوفة قامت على الديكتاتورية والعنف والتطرف لحماية مصالحها الدنيوية بالانفلات بسلطة الدولة ومواردها فجعلت من الولاة والامراء خلفاء الله في الأرض واضفت قداسة على كل فعل وقول الدولة وارست جماعات علمية ( كما تزعم ) وأخرى عسكرية لتكفر وتقتل كل من يعارض أو يختلف فكان ( جعد بن درهم ) والذي ذبحه (عبد الله القسري ) أحد زبائنة بني امية وإمام المسجد على مرأى ومسمع المصلين بعيد الأضحى المبارك لأنه يناهض الدولة الأموية وسياستها رغم أن السفاح ( القسري ) هو أمام بيت الله والذي أذن أن يرفع . لم يكن ( الحلاج ) شيوعاً بل كان صوفياً ومسلماً أنه فضح الحكام بقوله أنتم وما تعبدون – ويقصد الذهب – تحت قدمي حرفوا قوله ليقتالوه . ثم لم تكن الامبراطوية العثمانية تختلف في محتواها ومضامينها عن المستعمر العجوز وإمبراطورياته البريطانية والإسبانية والفرنسية ... إلخ . الشئ الذي جعل من قائد الثورة المهدية والذى حرر ديارنا من نيرها لوحة لثائر سودانى ليبرهن بما لايقاس ان السلطة مقوماتها ليست دينية ، لم يكن غطاء (القداسة) والتنزيه لفعل السلطات في ( السياسية ) حكراً على الإسلام فعاست الكنيسة والرهبان في أوربا فساداً أزكم الإنوف ولما أرادت الحاجة الموضوعية أن ينكشف أمرها تسلط عليها أحد رهبانها ( روجر بيكون ) ، الراهب الذي كتب ( العمل الكبير ) في تدوين أفكاره منتقداً البابوية ويكشف المستور : (البابوية كانت تجمع كل ريوع الأراضي الزراعية في أوربا الغربية ولكن توزيع تلك الريوع لم يكن وفقاً لحاجة الناس كما تقول شريعة السماء ). فلم يكن جزاء ذلك النقد الجرئ للسياسة الاقتصادية للبابا والكنيسة الكاثوليكية إلا السجن المؤبد لذلك الثوري والمناضل والذي دخل السجن في 1266م ولم يخرج منه إلا 1293 قبل وفاته ببضع شهور فكان ذلك أول تأسيس منظم لنقد خرافة الدولة الدينية في أوربا المسيحية وقامت على أسرها حركة اللولارد تهدد دولة الكنيسة البابوية وبأمر البابا سحق هنري الرابع ملك بريطانيا ألوف اللولاردات وبمنتهى الوحشية فهل كانوا شيوعيون ! ؟ لم نعد بحاجة لذكر الذي يحدث في فلسطين المحتلة والمجازر المتكرر بإسم (اليهودية) رغم أن الدوافع الإقتصادية والسياسية في الحركة الصهيونية ولوبياتها الرأسمالية الإستعمارية ما عادت تحتاج لتبيان ، كمالم نعد بحاجة للعودة (للهلوكوست ) وهي المحرقة التي تآمرت فيها الرأسمالية الصهيونية وغيرها على اليهود المتدينيين حقاَ. هكذا كانت السياسة ( السلطة والثروة ) تغذي التطرف والعنف بإسم القداسة والحق الإلهي في ظاهرها في الماضي كما الراهن إذ أن في منتصف السبعينات صادفت أزمة النفط سطوع وبريق الحركات السياسية المتأسلمة كما أن اللعاب الذي يسيل من أولئك تغذيه نفس ميولات هؤلاء في كيفية استغلال النفط العربي الإسلامي للراسمال العالمى والمحلي . فإستعمل الرأسماليون العرب والمسلمين مخاطبة الرأسمال الروحي والوجداني في اطروحات الدولة الإسلامية والشريعة السمحاء مستغليين ما لها من أثر في نفوس السواد الأعظم من الفقراء والمستضعفين ، لكن الرأسمال العالمي لم يترك حبل النفط على قارب التيارات المتأسلمة الناهضة وقت ذاك في ايران والسودان والعراق ...إلخ . فعهدت إلى أعتى خبرائها وجامعاتها البحث عن مداخيل فتبارت مراكز البحوث والعلماء إلا أن الحظ حالف التقريرالذى رفعه ( وليم كليفورد ) حيث كان مديراً لمعهد علم الاجرام في استراليا في ( 1976م) . خلاصة ما ورد في التقرير ( لفت نظر الدول الغربية إلى احتمال ظهور ما سماه (يقظة اسلامية جادة ) في الدول العربية فإذا قرن ذلك بما تملكه هذه الدول من ينابيع النفط فإن من الراجح أن اجتماع هاتين القوتين سيشكل خطراً حقيقياً على الحضارة الغربية ثم يوصي التقرير بناءاً على ذلك بأن تضع الدول الغربية أيديها بالطرق الممكنة على ينابيع النفط بأسرع وقت ). فالرؤية المتعمقة والفاحصة للضربات الناعمة التي تلقتها الثورات الوطنية بعد ذلك التقرير إذ أن الإختلاق الواضح في الجبهة الوطنية السودانية والتي دفعتها المؤامرة الخارجية إلى ضرب العاصمة الخرطوم فيما سمي بالمرتزقة يوليو (1976م) والتي كانت سبباً للعنف السياسي المادي والمعنوي على المعارضة السودانية من جهة ومن الأخرى الانقسامات داخل المعارضة على خلفية تقييم التجربة ثم دودرت القوة الإستعمارية الشق الإسلامي المتمثل في جناح الترابي وأتباعه للمصالحة الوطنية في (1977) وإدخال السياسات المصرفية الربوية ، ووهمة النهج الإسلامي لماذا،قوانين سبتمبر (1983م) العنف الفكري والسياسي الذي أنتهي بإعدام المفكر محمود محمد طه معاهدات تنقيب البترول ( شيفرون ) ...إلخ. وهكذا التآمر على الثورة الايرانية والتي جمعت اليسار واليمين لبرنامج وطني ولكن طالتها الفتنة التي أسست لها الولايات المتحدة والتي استشرت بين فصائل الثورة لتجهض الثورة وتفرغ محتواها الوطني وتحولها لسلطة شاهات وملالي . كما أن القوة الاستعمارية في ذاك الزمان بددت قوى العراق البشرية والمادية والنفطية والتكونولوجية في حربين واحدة ضد ايران والاخرى ضد الكويت ، وهكذا تمكنت الولايات المتحدة كممثل للاستعمار الحديث بالتعاون مع الاستعمار القديم من السيطرة على حركة وقرار السياسية في الدول العربية والاسلامية رغم ادعاء القائمين على أمرها بالصبغة الاسلامية في الحكم لكنها تمكنت عبر السلطات الحاكمة من تغذية العنف والتطرف والارهاب ورعايته لتصبح ذريعة لوضع يد القوة الاستعمارية على ثقافة العنف وتصبح حركات التكفير الفردية والجماعية امتداداً ومناظر حية لها حتى يصبح التمييز بين (محمد عبد الكريم) الشهرستيالي و(محمد عبد الكريم ) السوداني رغم الفارق الزمني البعيد على قياس المقدار في الاختلاف مع ثبات معيار النوع وجهان لعملة واحدة.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا


.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س




.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و