الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يجب الا ننتصر!!

ريم الربيعي

2009 / 9 / 13
حقوق الانسان


يجب ألا ننتصر !
معجزة الهزيمة العربية !!
ينشأ الطفل و هو لا يستطيع التعبير عن نفسه بحرية من دون إسكاته ، ينشأ الشاب و هو لا يقدر على اتخاذ قراراته بنفسه و إنقاذ حاله بعمل يوفر له الكرامة ، يغادر الموظف داره و هو حذر من امن الدولة و استخباراتها ، و يحذر من قول كلمة نابية أو تصرف غير صحيح بحق الرئيس!

تنشأ المرأة العربية و هي متميزة عن غيرها من نساء الكون بحرية القمع عليها و ضياع حقوقها و حقوق أبناءها . ينشأ الرجل العربي و هو لا يعرف كيف يعامل نفسه قبل أن يُحسن معاملة زوجته . تحذر الأم أبناءها من الخوض في المجالين السياسي و الديني . يخطو الوالد خطوات آباءه في تجنب المشاحنات و الجدالات التي قد تودي به إلى المعتقل ! و قد يرى الشمس بعدها و قد يظل رفيق القمر!

إذا ارتفع سعر الرغيف أو الغاز... سكوت ... لا مظاهرة و لا تنديد... هذا الأمر بسيط مقارنة بما يجري في أوطان أخرى حيث لا تنديد على قتل بشر و ليس نخل الطحين!!

ارتفعت أرواح كثيرة إلى السماء بلا سبب وترتفع معها عينه ، لا مباليا بالناس و نظرتهم إليه... هذا الحاكم أو ذاك مضى على التصاقه بمقعد القهر ثلاثون أو أربعون عاما أو أربع سنوات كفيلة بتحطيم حلم...من يتكلم يندثر... و من يسكت يموت حزنا... و من يناشد... لا نعرف أين يكون مصيره...

تغلغل في عروقنا حتى لم نعد قادرين على ادعاء عدم تبنيه... رغم كل الحداثة التي تغرقنا من المشرق إلى المغرب... و غطى على نفوس كثيرة...وآسفاه... سيطر على حياتنا لسنوات و دهور... و صار علامة لا تفارق العربي... كأن الجهل هذا أصبح احد أولاده المولود غصبا و تأخر ميعاد وأده...

يوم احتل الصهاينة جزءا من الأرض أدرك الجميع ان المأساة بدأت منذ زمن ... لم تكن عند مجيئهم رغم كونه تجسيدا للكارثة... كانت كوارثنا تسبق ظهورنا... و مآسينا تلاحق ميلادنا... و رغم هذا الألم لا زلنا صامتين... غير قادرين سوى على تحريك الأيادي للتصفيق ... أو تحريك الخصور للتهريج!

تعد الأمة العربية " العظيمة " من أكثر دول العالم استهلاكا للمنتجات من مختلف المواد و الفوائد... لأننا ببساطة امة متأخرة جدا تعيش على عقول غيرها... و المبدعون منها أما مهاجرون أو حصّنوا أنفسهم بالأبواب المغلقة... لأن لا مستمع لآرائهم و لأفكارهم... ففرحنا لان دولة ما غنية و تأتي بالغربيين... لكنني اشعر بالحزن لأجلها لا بالفرح...لأنها دولة لا تنتج و لا تقدّم خيرا للبشر... كالثور و حتى الثيران أفضل من مواطنيها... فعلى الأقل يأكل الثور ليحرث...أما هم فيأكلوا ليحرقوا غيرهم... و الجميع يعلم كيف يتم الحريق؟

يوم انتفض حرُّ ليحمي أرضه... ادّعوا عليه التهوّر و المغامرة ! أما مغامراتهم مع بنات الهوى فهي طي الحديث !!

أمست " الفنا...نة " أشهر من نار على علم... و أمسى محارباً يحفظ عرض امة منسياً كورقة مهترأة في صباح مغبرّ...

يوم يُدعى على مقاتل إلا ينتصر كي لا يفضح مصائبهم و نفوسهم و نواياهم... يُدعى عليه إلى الحق ... كي يُذل و ينتصر الباطل... من رجال لا تعرف الله...

و أصبح الحر يُـدعى مجنوناً... و الخائن يُـنادى بمؤمن!... هكذا انقلبت الأدوار في أوطاننا الحبيبة المُستعمرة من الداخل و الخارج ...و لم يكفهم الاستعمار فصاروا ينهشون بعضهم بعضا ليروا من يبقى في الآخر ليموت وحيدا...

يوم تُتهم أحزاب تسكن أرضنا و قيادات الوطن الأم بمجازر ضد البشر و نبقى واقفين... كوقوف أبي الهول لكن مع اختلاف صغير ... انه من حجر و نحن من دماء كالحجارة!

إنها سيكولوجية الهزيمة...يوم لا يحق لنا ان ننتصر و لا يجوز... و النصر للعدو... بمال... و دم ... و فكر... و قنوات... عربية... و طبول إرهابية... خدمة له... و انكسارا لنفس يعرُبية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما أصدق ما قلتي ....
تانيا جعفر الشريف ( 2009 / 9 / 14 - 08:25 )
أعذريني فلا يسعني الوقت لقراءة الكثير من المقالات التي قد تكون افضل بكثير من تلك التي اقرأها اليوم لعلي لأول مرة أقرا لك وقد ذهلت لواقعيتك وصدق طرحك رغم مرارة الوضع الذي تتناولينه .. ساقرا لك لاحقا وأتمنى أن تكون كتاباتك بنفس مستوى (( يجب أن لاننتصر))مع مودتي الخالصة أخيتي ريم

اخر الافلام

.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا


.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة




.. كلمة مندوب فلسطين في الأمم المتحدة عقب الفيتو الأميركي


.. -فيتو- أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة




.. عاجل.. مجلس الأمن الدولي يفشل في منح العضوية الكاملة لفلسطين