الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع المدني والمشاركة المحلية والسياسية

محمد علي

2009 / 9 / 14
المجتمع المدني


في اغلب الدراسات ارتبطت المشاركة المحلية بمفهوم التنمية المحلية، وهذه الاخيرة عرفت على انها تحقيق تغير في البنى المادية والبشرية في مدينة او قرية او تجمعات سكانية محدودة او صغيرة نسبياً، حيث يؤسس هذا النمط من التنمية على الادراك السليم للخصائص المحلية والاسترشاد بالسياسات الاقليمية او القومية التي تقتصر عادة على الاهداف العامة والاستراتيجيات دون الخوض في التفاصيل، ولعل ابرز اهداف مؤسسات المجتمع المدني في احداق عملية التنمية المحلية هي:-
- توفير الخدمات العامة والاساسية في مختلف قطاعات المدينة.
- تشجيع المشاركة المحلية في برامج وقرارات التنمية وتطوير المبادرات الفردية والجماعية.
- تحقيق التوازن والعدالة في توزيع الاعباء والمكاسب التنموية.
- استثمار الامكانيات البشرية والمادية المحلية بما في ذلك من موارد مالية ومائية وسياحية وطاقات بشرية.

ويأتي دور مؤسسات المجتمع المدني بأعتبارها قناة تنموية تعمل على توعية افراد المجتمع باهداف وبرامج التنمية المحلية وتعمل على دمج مصالح ورغبات الشرائح في المدينة وتقديمها بشكل طلبات للسلطات المحلية او الوطنية من اجل تحقيقها، وتقوم كذلك بحملات توعية بالمشاركة في صنع القرارات العامة وكيفية التأثير وماهية الوسائل والقنوات التي يمكن ان يسلكها المواطن من اجل ان يوصل صوته الى تلك السلطات، وما هي الحقوق والامتيازات التي يجب ان يتمتع بها ويحصل عليها بأعتباره فرد في تلك المنطقة، هذه الوظائف التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني فرضت عليها ان تلعب دور الراعي الرئيسي لعمليات المشاركة المحلية، وفي بلدان الجنوب حيث تختلف وبدائية وشكلية المشاركة السياسية وانعدام المشاركة المحلية، مثل هذا تحدي جديد يمكن ان يلقي بطلالة على مستوى مؤسسات المجتمع المدني التي مازالت بعيدة عن تحقيق المشاركة الفعالة لشرائح المجتمع فهذه تعد الخطوة الاولية لتحقق التنمية.

مؤسسات المجتمع المدني والمشاركة السياسية
ان الانظمة الدكتاتورية في سعيها لتحقيق الاحتكار الفعال لمصادر القوة والسلطة في المجتمع ، عندما قضت نهائيأ على المعارضة السياسية وتنظيماتها ، واخضعت المؤسسات الشكلية في المجتمع المدني لسلطة الدولة ، حيث قضت على استقلالها بعد ان اصبح التمويل في هذه المؤسسات ياتي من مصدر واحد الا وهو الدولة وهنا تصبح قرارات وسلوك هذه المؤسسات بعيدا عن الحياد وبعيدا عن طموحات المجتمع، بالمقابل تعمل الانظمة الدكتاتورية على تعزيز البنى التقليدية في المجتمع ( القبيلة ، الطائفة ، العشيرة ). القضاء على مؤسسات المجتمع المدني فب الغالب كان اساسأ في تراجع المشاركة السياسية التي تكون محدودة في هذه الانظمة الدكتاتورية ومن هنا نبدأ عملية تآكل شرعية الانظمة السياسية بعد ان عجزت عن تحقيق الديمقراطية المرتبطة بالمشاركة السياسية وهذه الاخيرة لا يمكن الحديث عنها دون ذكر دور مؤسسات المجتمع المدني التي اصبحت تعد مؤشرأ للديمقراطية ولتطور المجتمع، فاللانظمة الدكتاتورية تقود في الغالب مجتمعاتها الى كوارث او ازمات سياسية او اقتصادية او اجتماعية مقترنة بفشل هذه الانظمة في تقديم الخدمات والاحتياجات الرئيسية لشراح المجتمع خاصة ( الاسكان ، الصحة ، الغذاء ،........الخ ) وبالتالي فان ضعف الانظمة الدكتاتورية وتاكل شرعيتها ويرتبط بعلاقة عكسية مع مؤسسات المجتمع المدني وتزايد اعدادها

لقد اصبح دور مؤسسات المجتمع المدني يمثل اساسأ مهما في المشاركة السياسية للمجتمع في تحديد اهدافه وتنصيب البرامج التنموية فالاحزاب الاسياسية سواء كانت فاعلة ام لا وكانت شكلية ام تلعب دورأ اساسيأ في العملية السياسية لا يمكنها ان تغطي بشكل دقيق كل شرائح مغيربة عن رؤية السلطة وهذه حالة طبيعية حتى في البلدان المتقدمة ومن هنا ينجلي دور مؤسسات المجتمع المدني باعتبارها قناة لكل فرد او مجموعة او شريحة ربطهم مصلحة او هدف يمكن من خلال هذه المنظمات ان يشاركوا باتخاذ القرارات العامة وتنفيذها وتقييمها على اعتبار انهم جزء لايمكن تجاهله في المجتمع.
وياتي دور مؤسسات المجتمع المدني في تحقبق المشاركة السياسية من خلال التوعية بعمليات المشاركة والطرق الواجب اتباعها لايصال افكار ومطالب الافراد والتعريف بالالتزامات والواجبات التي تفرضها عملية المشاركة .
ان ابرز واهم قناة لمشاركة اساسية هي الانتخابات ، وياتي دور مؤسسات المجتمع المدني من خلال ترويج ثقافة المشاركة في الانتخابات وهناك وسائل عديدة لاحداث التوعية الانتخابية وضرورة مشاركة المواطنين فيها ومن هذه وسائل الاعلام عبر التقارير الاذاعية والتلفزيونية واللقاءات وغيرها .

من جهة اخرى ، طالما ان مؤسسات المجتمع المدني هي العين الفاحصة للمجتمع على سلوكيات السلطة السياسية ومؤسساتها ، فلابد من ان تعمل هذه المؤسسات على مراقبة العمليات السياسية وخاصة الانتخابات وتاتي مراقبة مراقبة مؤسسات المجتمع المدني للانتخابات بعد تحقيق برنامج تدريبي لاعضاء هذه المؤسسة الراغبة بالمراقبة ، فمعظم المراقبين لا يمكن ان يفهموا ويعوا دورهم الرقابي بدون تدريب وتقديم الارشاد والتعليمات لهم حول اهم المفاصل الرئيسية التي يتم من خلالها تقييم الانتخابات ، فضلا عن برامج تدريب المراقبين في مؤسسات المجتمع المدني يثبت للجماهير ان هذه المجاميع تم اختيارها بشكل دقيق وهي معدة اعدادا منهجيا علميا بعيدأ عن التاثيرات السياسية وهذا يضمن الحيادية التي تمثل العنصر الرئيسي في نجاح رقابة مؤسسات المجتمع المدني في عمليات المشاركة السياسية .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا


.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د




.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي


.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا




.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر