الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاريخ العربي بين شخلول وبهلول !

فيليب عطية

2009 / 9 / 22
كتابات ساخرة


عندما ننظر الي التاريخ العربي - واقصد به تحديدا تاريخ شبه الجزيرة العربية منذ دخلها العرب حتي تاريخ الغزوات العربية للاقطار المجاورة التي يصفها البعض بالفتوحات ويبنون عليها نسيجا وهميا يطلقون عليه اسم الوطن العربي - نجد عجبا ، فقد اعتمد هذا التاريخ علي مصدرين لا ثالث لهما : الرواية اليهودية التوراتية التي تبين أن تاريخ العالم يبدأ بآدم الذي يتحفنا بأولاده الثلاث : سام وحام ويافث ، ويأتي يعرب او زعرب من المبجل سام ، اما حام فيتحفنا بمصرايم ، اما مايلي ذلك فهي سلالة يعرب المباركة لكن مصرايم الذي يفتتح تاريخ المصريين فسلالته اعجب من العجب : شمهورش وقدورش وفروعنش وهلم جرا وهي سلالة الفراعنة الملاعين ، ويسرد المؤلف بعد ذلك ماعن له من اسماء اولئك الاوغاد ، اسماء لاعلاقة لها بالتاريخ او الجغرافيا ، وهكذا فقد نكبت مصر بهؤلاء الجبابرة حتي طوي الزمان صفحتهم ثم جاء الفتح القدسي للعرب الابرار ليقيم ميزان العدل والقسطاس ، ومن الواضح ان تلك الروايات اعتمدت علي رواية الرواة المصدر الثاني لهذا التاريخ فلم يكن هناك لاسجلات محفوظة ولابيانات مدروسة ، ولم يستطع هؤلاء العباقرة دراسة البرديات او المعلومات المحفورة علي الاحجار بخط سموه خط العصافير وليس هناك ماهو اسهل من راوية يهش ويدش ، ثم يتناول المؤرخون بأمر السلطان تلك الروايات ويتداولونها من السلف الي الخلف ، ولاعبرة في هذا ان يكون المؤلف ابن الاثير صاحب " الكامل في التاريخ " او الطبري صاحب "السلوك في معرفة دول الملوك " او ماشئنا من اصحاب حوليات القرون الوسطي .
لكن مثل هذا العك التأليفي يقودنا الي طرح قضية اعمق واخطر : أن كل ماذكره هؤلاء المؤرخون عن تاريخ العرب انفسهم حتي تأسيسهم للدولة الاموية والعباسية واستفادتهم من نظام السجلات البيزنطي والفارسي ، ليس بمنأي عن الشك والنقد .
عندما طرح "طه حسين" في كتابه الشهير عن الشعر الجاهلي فرضيته القائلة بأن الشعر الجاهلي كما نعرفه شعر منحول بناء علي الادلة اللغوية فانه كان يشعل ثورة في مجال الدراسة النقدية ، لكنها ثورة سرعان ما اجهضتها انتقادات الرعاع التي وصلت الي حد الاتهام بالكفر والزندقة والتطاول علي الدين ، ولو كان طه حسين يخوض في مجال التاريخ لقال علي الفور ان هذا التاريخ يصلح للصبية الصغار ، ولايمكن ان يدلنا علي شخلول او بهلول .
كان حس طه حسين النقدي حادا وحاسما ، فعندما تعرض لقصة ابراهيم وهاجر وابنهما اسماعيل قال علي الفور انها محض اسطورة ، اراد من خلالها العرب توثيق صلتهم باليهود .
وعندما نقرأ تاريخ العرب ما اكثر الاساطير التي نجدها وتحتاج الي الدراسة النقدية .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من الجهل الي المعرفة فالعرب خارج التاريخ
محمد البدري ( 2009 / 9 / 22 - 20:11 )
إذا كان المقدس العربي قائما علي اساطير واكاذيب وتلفيقات من هنا ومن هناك، فما بالنا والغير مقدس ودنيوي كتاريخ العرب وسردهم لتاريخ باقي العمران من حولهم. الملحوظ في الصياغة التوراتية وبالتالي ما نقله العرب منها بغباء وجهل قائم علي بخس قيمة كل حضارة سابقة عليهم والا فكيف يجعلون لانفسهم موضع قدم. الكارثة الاكثر فداحة هو ان بني اسرائيل اليوم اصبحت مجتمعاتهم قائمة علي العلم والمعرفة الصحيحة وان نظام حكم دولتهم قائم علي الديموقراطية وحقوق الفرد وسياده القانون اما العرب وبني قحطان وبني شخبوط فمازالوا يجترون ذات الاساطير القديم ويبتلعون جهلهم القديم. بل ويبددون اموالهم علي قنوات فضائية مثل إقرا واكتب وتوضأ وكل ما هو متعلق بالنجاسة وفقه المراحيض.


2 - تاريخ مزور
محمد سعيد ( 2009 / 9 / 22 - 21:04 )
تاريخ العرب المكتوب او المعلن عنة مجرد قصص واحاكي ورويات واساطيرلايمكن ان تسمي -تاريخ- بالمعني العلمي المعروف ,و ظلت حبيسة التاويل الديني , ومنع عنها التطوير لان الفقهاء وعلماء الدين امسكو بهذا التاريخ المزور الذي ظل يشكل غذاءهم الروحي من اجل خدمة الاستبداد وقتل روح المبادرة وحرية الفرد في التفكير والنقد لكل ماهو غير منطقي او محرم, كلة ارضاءا للحاكم والسلطان والملك والامبراطور والدكتاتور عبر القرون والعصورالماضية وليومنا الحاضر . فالعرب لايمكن ان تقام لهم قائمة, الا اذا تم تحريرهم من تاريخهم المزور, وتم التدقيق فية و اعادة كتابتة بمنظور علمي لاديني.


3 - الحقيقة الغائبة
shaker ( 2009 / 9 / 22 - 21:09 )
العجب كل العجب ان العرب لايحتملوا النقد معتبرين كل ماكتبه السلف هو الصحيح اما ماكتبه المؤرخين والكتاب الكبار مزورون ومنافقون ويكرهون الاسلام وحاقدون عليهم ولااعرف معني حقد الافضل علما وثقافة علي الاقل منهم في كل شئ وسيظلوا علي جهلهم وتعصبهم الاعمي لانهم يخافون من نور الحضارة او يالتقدم حتي اصبحوا في ذيل الدول المتخلفة طبعا ليس لهم مكان البتة بين الدول الراقية


4 - تحية
جيفارا ( 2009 / 9 / 23 - 13:00 )
تحيةألى كل ألمعلقيين


5 - تاريخ مزور
حسن ( 2009 / 9 / 24 - 10:19 )
التاريخ العربي الاسلامي تاريخ مزور فالمؤرخون حرفوا الحقائق وزوروا الوقائع لاهداف ما فقد قيل عن النبي صلعم انه زير نساء بهدف تشويه صورة النبي محمد كما هو تاريخ ملىء بالخرافات والاكاذيب والاساطير للاسف الشديد هذا هو تاريخنا وتراثنا الذي هو السبب في الانقسام المذهبي وافتعال الفتن بين المسلمين

اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا