الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا التمسك بالماضي؟

عباس النوري

2009 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


من هم الذين يتمسكون بالماضي ويشيرون إليه بمناسبة أو دون مناسبة؟
هل يمكننا طي صفحة الماضي ومحاولة بناء دولة عصرية؟
هل يحق لقائد سياسي أن ينتقل من أيدلوجية إلى أخرى؟
هل يمكننا إطلاق مصطلح المثقف على من يشير بأصابع الاتهام على من لا يتفق معه في الرأي؟

وهل يحق لي أن أختار من أريد العمل معه إن قررت أن في ذلك منفعة الوطن وشعبه؟ وهل يجب عليَ تغيير رأي حين يتهمني الآخرون وينعتونني بمختلف النعوت. وهل سوف يتطور العراق بالكلمات المشحونة باللؤم والحقد والحسد والكراهية...ألست أنت من تنتقد وتوجه الاتهامات عنصري ومتطرف لجهة معينة حين تنتقص من شخصية وطنية...هل يحق لك ما لا يحق لغيرك...وهل تأخذ مكان القاضي دون محكمة وتصدر أحكاماً دون أدلة...بل تبني حكمك على أساس الشبهات...هل أنت وطني بعد ذلك كله.

نمى شخص في عائلة تحب الباذنجان ولا تطيق الشِجر(الكوسة) وفي تصور البعض أن الباذنجان طبيعته حار وعكسه الشجر(الكوسة) فكلما صادف شخصاً من محبي النوع الآخر كرهه عن بعد ولا يختلط به بل يذمهُ دوماً. وفي ذات يوم ألتقي الطرفين معاً على مأدبة عشاء لطرفٍ ثالث كان بعيداً كل البعد عن خلافات النوعين وقد هيأ أكلة تسمى (التبسي) ولدى العراقيين التبسي معروف ومحبوب فهو طبق من النوعين المذكورين والبطاطس والطماطم ولحم الغنم والبصل والبعض يضيف الفلفل الأخضر والأحمر والأصفر طبقات فوق أخرى ممزوج بمعجون الطماطم وبعض الملح والبهارات حسب الرغبة. وكلما تذوق الطرفين المتناحرين الأكلة قالا ما ألذها من طعام وهما يشعران بطعم الباذنجان وطعم الشجر (الكوسة) ولكن بعد مزجهما في طبق يحتوي على خضروات أخر...تبين أن اللذة الحقيقية لم تكن في أكل كل نوع لوحدها بل حينما تختلط بعضها بالبعض الأخر وفق مقادير متوازنة لكي لا يطغي طعم نوعٍ على آخر.

هل تتصورون أن صاحب الكوسة لم يحب الباذنجان أو العكس لاحقاً؟

العراق فيه مجتمعات ذو ثقافات متنوعة ومختلفة عن بعضها، ولكل مجتمع ثقافة وتاريخ وتقاليد خاصة تعتبر كنزٌ خاص ذا مكانة مميزة لا يفرط بجزءٍ منه حينما يتطلب الأمر الدفاع عن المعتقدات والتاريخ والعادات...لكن بما أن جميع هذه المجتمعات والأطياف تعيش في العراق عليها التعايش مع بعضها وفق ضوابط معينة ومتفق عليها، والقانون ينظم الحياة بين الجميع بصورة عادلة وبدون تمييز إن طبق بعدالة. والسلطات مسئولة عن تطبيق القوانين وتنظيم أمور الجميع. وجميع المسئولين في الدولة موظفون لدى عموم الشعب عليهم يتوجب التعامل مع الجميع سواسية.

العراق تجزأ بعد التاسع من نيسان 2003 وكان وراء هذه التجزئة قوى غير عراقية اشتركت في إشعال نيران الفتنة الجميع وأدواتها العراقيين دون أن أوجه تهمة لهذا الطرف أو ذاك...حيث أن الشعب العراقي يكتشف كل يوم من هم الذين معه ومن هم الذين يعادوه وينصبون له المكائد.
وتفرقت القوى السياسية حسب انتماءاتها العرقية والدينية والمذهبية وما إلى ذلك من تقسيمات وقتل البعض الآخر...وهجر أناس وسجن آخرون وظلم آلاف بل مئات الآلاف وكثر الأيتام والأرامل وجف الأرض ومنعت السماء...والسؤال هل نستمر في صنع الكوارث أم نحاول وقف النزيف وإبدال الحقد بالمحبة والتفرقة بالتآخي...ونعد طبقاً يجمع جميع الخضار العراقية لنتذوق من كل الأصناف ونتبادل الخبرة والثقافات ونستنير بمجموع الحضارات والتاريخ العريق.

الأستاذ طارق الهاشمي كان أمين عام للحزب الإسلامي ترك الحزب ليعمل وفق طبق وطني واتجاه جديد يجمع كل ألوان الطيف العراقي الجميل...هل نعيب عليه ما كان عليه سابقاً.
الدكتور محمود المشهداني رئيس البرلمان السابق يعمل الآن مع دولة القانون وسمعته يقول بأنه قريب جداً من نوري المالكي والمالكي رئيس حزب الدعوة...ومعه العديد من العلمانيين لأنه يدعو لقائمة دولة القانون، ولهذا يجب عليه قبول جميع الشرائح في قائمته...هل نعيب عليه ذلك أم نعيب على المشهداني...مع الائتلاف العراقي الموحد أنضم الدكتور أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي والمعروف عنه علماني والمجلس الأعلى إسلامي شيعي على نعيب على الأول أم على الثاني...كيف أراكم تحكمون...هذا هو العراق يجب علينا نسيان الماضي وطي الصفحة المؤلمة والتوكل على الله لبناء عراق جديد وفق ضوابط وطنية.

أني قريب من قائمة تجديد بل من المؤسسين وفكري إنساني ولم أنتمي ولم تغرني المناصب وإن لوحت لي جهات بعناوين مختلفة...ولا حتى في قائمة تجديد سوف لن أرشح للبرلمان ولا أقبل بأي منصب ولم يقدم لي أحد مبلغ كبير لعملي في القائمة...بل هدفي هو عبور الخطوط الحمراء لكوني مسلم شيعي وأحاول العمل مع الأستاذ طارق الهاشمي على أساس قائمة تجديد وطنية وفق البرنامج والفلسفة المطروحة للنقاش في الموقع الخاص وأن يكون المرشحين للقائمة من كافة أنحاء العراق والترشيح يكون بمحض إرادة الناس وليس من خلال قائمة مركزية تصل للكوادر مجبرين على انتخابهم دون معرفة سابقة...المنطقة هي التي تقدم أسماء المرشحين والجميع مشاركون في صياغة سياسة القائمة...والقائمة تبدأ بالهاشمي ولا نهاية لها. أننا نعتمد مبدأ الجماهير تقود القيادة وليس العكس فهل أنتم ممتعضون.

ليقل من يشاء ما يشاء...جميع العاملين في قائمة تجديد يعون أهمية ووطنية هذه القائمة...وإن وصفني البعض بكلمات بذيئة فلا يفسر إلا عن تربيته وخلقه، ولكنني لا أدعوا له إلا بصلاح ما فسد من عمره ففي صلاح الناس صلاح البلاد والعباد وبالخصوص المثقفين أو الذين يعدون أنفسهم في صف المثقفين ويريدون خير الوطن وتغيير مساره...إن لم تكن وردة فلا تكن شوكة في درب المخلصين.

أن كان لدى البعض الخيار الأفضل فأرجوا أن يدلونا عليه...وإن كانوا توصلوا للحقيقة الأزلية دون غيرهم فأتمنى أن يعضونا لنستنير الدرب المظلم ونخرج من الظلمات... وإن كان هناك شخصية وطنية فريدة من نوعها ليس عليها شائبة فنتبعه لكن ...ليقذف بالحجر من لا ذنب له.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي