الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دانسك مدينة بولندية بروح ألمانية

محمد نبيل

2009 / 10 / 5
الصحافة والاعلام


زيارة مدينة دانسك يعد أمرا مثيرا و مذهلا في نفس الوقت . فالمدينة تجمع بين ثقافتين ألمانية و بولندية، و تطل على بحر البلطيق، و هي بوابة رئيسية للملاحة البحرية، و تقع على نهر فستولا ،كما يعد مينائها من الموانئ الكبرى في وسط أوروبا .

هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 466500 نسمة، تأسست في القرن العاشر ميلادي، و أضحت مركزا تجاريا في العصور الوسطى، و هي تعتبر فضاء عالميا لبناء السفن في أوروبا. وبعد الحرب العلمية الأولى أضحت دانسك مدينة تتمتع بحكم ذاتي حتى غزو الألمان بولندا عام 1939 ، لكن بعد الحرب العالمية الثانية عادت المدينة إلى حضن بولندا، و خلال سنوات السبعينات و الثمانينيات شهدت المدينة مظاهرات و احتجاجات ضد الحكم الشيوعي سابقا.

غرابة مدينة دانسك تأتي من تاريخها المخضرم، فالألمان النازيون لم يتوقفوا عن التأكيد على أن سكان هذه المدينة من أصول ألمانية، في وقت ترفض فيه بولندا هذا الانتماء. لكن المصادر التاريخية تقول، إن تأسيس مدينة دانسك يعود إلى عام 997 ميلادية، حيث كانت عبارة عن منطقة سكنية قرب البحر وتحولت في ما بعد إلى مدينة، و في عام 1309 سقطت دانسك في يد الفرسان الألمان، و ظلت المدينة ألمانية إلى حدود عام 1410 حيث خسر فرسان ألمانيا، و سقطت المدينة في يد ملك بولندا. مدينة دانسك التي عرفت بمينائها الكبير و غناها الاقتصادي، عرفت بالتسامح بين سكانها، لذلك كانت فضاء لتعدد الأديان و الثقافات في القرن السادس عشر. انفصلت المدينة عن بولندا، إثر الحرب السويدية و تحولت إلى جزء لا يتجزأ من بروسيا .

الحروب و الصراعات أفقدت المدينة الكثير من أهميتها، وفي عام 1919 حصلت المدينة على حكمها الذاتي، لكن فاتح سبتمبر من عام 1939 سجل بداية شن هجوم النازيين على دانسك، فتم تهديمها بشكل كلي، و استغرق ترميمها و بناؤها سنوات عدة .

عندما نتجول في مدينة دانسك تتعرى أمامنا آثارها التي تنطق بحروف ثقافات متعددة، أما بنيان المدينة فيجمع بين الحس الألماني و اللون البولندي . التواجد الألماني في هذه المدينة التي تضم أكبر ميناء في بحر البلطيق، أضفى عليها لونا خاصا أنضاف إلى رصيد سكانها الثقافي و الاجتماعي و التاريخي طيلة قرون .

مدينة دانسك تقدم لنا الدليل على انصهار الثقافات المتعددة، و ما يسجله الإنسان من علامات تاريخية، أما هذا الفسيفساء الألماني - البولندي الذي يطبع هذه المدينة، فهو الذي يشكل رونقها، و يجعلها نقطة جذابة للسياح.

• صحافي مقيم في ألمانيا










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر