الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا أوباما .. إنما الأعمالُ بالنيّات!

طارق قديس

2009 / 10 / 20
السياسة والعلاقات الدولية


مع أنني أعترف بأن اختلاف أوباما مع جورج دبليو بوش لا يكمن فقط في لون البشرة وحدها، وإنما يتعداه إلى السياسة الداخلية والمالية والخارجية، وحتى في أسلوب إلقاء الخطابات، فبوش اشتهر بخطاباته المملة ، والمليئة بالأخطاء، والطرائف، فيما أوباما شخصية مفوهة مشهودٌ لها من العدو قبل الصديق. ومع أنني على ثقة بأن قدرة أوباما على تحريك قواعد اللعبة في الشرق الأوسط هي أكبر من سابقه، إلا أنني لا أنكر صدمتي لدى منحه جائزة نوبل للسلام لعام 2009، مع أنه لم يقضِ في رئاسة الولايات المتحدة سوى فترة قصيرة تقارب التسعة أشهر، لأنه باختصار لم يفعل بالحقيقة ما يحرك دولاب عملية السلام في الشرق الأوسط عدا زيارات مكوكية ذهبت آثارها أدراج الرياح بمجرد عودته إلى واشنطن، وقد أطلق عليها بنيامين نتنياهو رصاصة الرحمة إلى الأبد.

وأمام انتقادات مثل هذه كان من الضروري خروج رئيس لجنة نوبل توربيورن ياجلاند للدفاع عن عن قرار اللجنة بمنحها جائزة نوبل للسلام للرئيس الأمريكي، فأفصح عن السبب ليبطل العجب قائلاً بأن كل ما حدث في العالم منذ تولي أوباما حكم أمريكا وكيف تغير المناخ الدولي يعتبر أكثر من كاف للقول إن أوباما اوفى بما جاء في وصية ألفريد نوبل ألا وهو ضرورة منح الجائزة لمن بذل أكثر من أجل التآخي العالمي ونزع السلاح خلال العام السابق.

وحتى يضفي على القرار نوعاً من الشرعية أتم قائلاً : عندما ننظر لتاريخ جائزة نوبل فسنتبين أننا حاولنا في مناسبات عدة تعزيز وتشجيع ما تقوم به شخصيات بعينها وقت منح الجائزة كما حدث مع المستشار الألماني الأسبق فيلي برانت على سبيل المثال والذي حصل على الجائزة عام 1971 عندما شرع في سياسة تخفيف حدة التوتر مع الكتلة الشرقية في أوروبا."

والخطأ الأول الذي وقع فيه رئيس اللجنة في تبريره السابق بأنه قد أسقط قراراً استثنائياً سابقاً على قرار آخر في الوقت الحاضر، وكأن الجائزة تقاس بشواذ القواعد لا أصولها، هذا إذا لم نقل من الأصل بأن قرار منح فيلي برانت كان قراراً خاطئاً، فالجائزة تمنح لمن بذل جهوده في إحلال السلام، لا لمن يبتغي إحلال السلام، وهو ما لا يمكن أن يتبين في فترة تسعة أشهر. أما الخطأ الثاني فهو أن رئيس اللجنة قد أعطى انطباعاً واضحاً للناس لدى منح الجائزة للرئيس الأمريكي بأن هذه الجائزة جائزة مُسيَّسة، تطغى عليها المصالحة السياسية العليا أولاً وأخيراً، وهو ما يقول به الكثير من الناس في هذا العالم.

وبعيداً عن اختلاف الآراء حول قرار اللجنة، وما يمكن أن يُقال عنه، وبغض النظر عن أية اجتهادات من هنا أو هناك، لم يبقَ لنا هنا، وبعد ما حصل، إلا أن نهنئ الرئيس أوباما بالجائزة المجزية، وأن نشدَّ على يديه قائلين: "استمر أيها الرئيس ، إنما الأعمال بالنيات !"









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - v good
ربى ( 2009 / 10 / 21 - 08:04 )
برافو طارق


2 - جائزة نوبل للسلام ؟
خضر سعيد ( 2009 / 10 / 21 - 09:57 )
و انا صدمت ايضا .. لماذا يمنح اوباما جائزة نوبل -للسلام- ؟
بعيدا عن التحليلات السياسية لمنجزات اوباما في الشرق الاوسط فالملاحظ ان الرجل متخصص في الاقتصاد و الاقتصاد الامريكي بشكل خاص , واكاد شخصيا ان اجزم بان انجازاته في موضوع السلام سطحية و عابرة لدرجة انه بمجرد عودته الى وطنه تعود الامور الى سابق عهدها وكان شيئا لم يكن .
لو كنت صاحب قرار ومغلوبا على امري لمنحته جائزة نوبل -فقط- .. وليس جائزة نوبل -للسلام- .

اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا