الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطفال فلسطين ضحايا الخريطة

نضال حمد

2004 / 6 / 2
حقوق الاطفال والشبيبة


كل سنة يأتي الفاتح من يونيو / حزيران كيوم للأطفال في العالم أجمع، وعادة ما يكون يوم سعد لأطفال الخريطة في أوروبا والأمريكيتين وبعض الدول الأخرى التي تتمتع بالحرية والاستقلال والسيادة والهدوء والسلام. في العواصم الأوروبية مثلا لا حصرا نرى كيف تقام الاحتفالات للأطفال بيومهم الذي يعتبر يوما للبراءة وللطفولة التي تُحيِي العالم حبا وسعادة وعفوية وبساطة. أما في بلاد العرب التي لازالت في نهاية قطار الحياة والتمدن والتقدم والتطور لازال هناك أطفالا عبيد ومستعبدون في الأرض مع أن أمهاتهم ولدتهم أحرارا.

في البلدين العربيين المحتلين فلسطين والعراق يموت الأطفال بأشكال مختلفة ووسائل وطرق متشابهة وبنفس الرصاص والقنابل والأسلحة الأمريكية الصنع. فلا يوجد فرق كبير بين طريقة قتل الطفلة إيمان حجو في فلسطين وبين قتل الطفل علي في الفلوجة،كما انه يوجد تكامل وتشابه تام في نوعية الإصابات التي تلحق بأطفال فلسطين والعراق. إذن المجرم واحد وسلاحه من نفس المصدر والضحية واحدة ومن نفس الأرض والعرق.

نفس يوم الطفل العالمي الذي يحل على العالم غدا سيحل على أطفال فلسطين كذلك، مثلما هي العادة في كل عام يأتي يوم الأطفال لكن بلا تغيير وبدون جديد ايجابي، بل عادة ما تكون السلبيات اكبر وأكثر من الايجابيات، فسنة على سنة وعاما بعد عام تزداد أعداد الضحايا الفلسطينيين خاصة من الأطفال ضحايا السياسة والاحتلال والحروب والاستعمار وحملات القتل والاغتيالات المنظمة، خاصة تلك التي تديرها وترسمها مؤسسات الموت الحربية الصهيونية.

تزداد معاناة أطفال فلسطين في ظل احتلال همجي ووحشي يتمتع بتغطية سياسية و حماية إعلامية وحربية أمريكية،بالإضافة لصمت ومواقف مخجلة أوروبية، عداك عن المواقف والسياسات العربية المهينة والمذلة. كل هذه وتلك المواقف الرسمية هنا وهناك تزيد الاحتلال الصهيوني تمسكا بنهجه الإرهابي و الاقتلاعي الذي يرنو إلى استئصال واقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتهجير من تبقى منه من جديد.

في نظرة خاطفة على الضحية الفلسطينية نجد انه ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول/ سبتمبر 2000 وحتى مذبحة رفح الأخيرة قبل أيام بلغ عدد الشهداء من الأطفال الفلسطينيين أكثر من 650 شهيدا. وأعداد الأسرى والمعتقلين منهم وصلت حتى آخر نيسان/ ابريل الماضي 336 معتقلا من طلبة المدارس، في الوقت الذي تم فيه تدمير 12 مدرسة ، وقصف 362 مدرسة ومؤسسة تعليمية وتربوية، كما تم تحويل 43 مدرسة لثكنات عسكرية لجيش الاحتلال الصهيوني ، فيما عطلت الدراسة بقرار عسكري في 1120 مدرسة ومؤسسة تعليمية, كما انه كان على الطالب الفلسطيني أن يعبر 2334 حاجزا عسكريا منذ بدء الانتفاضة حتى يصل إلى مدرسته أو مؤسسته التعليمية. هذا بالإضافة لأكثر من 60 ألف منزل في الضفة والقطاع دمرت بشكل جزئي أو كلي، مما أثر بشدة على نفسية وطرق حياة آلاف الأطفال الفلسطينيين.

هكذا هي أوضاع الأطفال في فلسطين المحتلة فلا يوجد حياة حقيقية ولا أياما هادئة ولا لحظات سعادة واستقرار ، لأن الاحتلال يريد اقتلاع الفلسطيني من أرضه وطرده وإحلال قطعان من المهاجرين اليهود من المستوطنين مكانه. وتحضرني الآن واقعة صادفتني في اوسلو اثناء حملة تعرية الكيان الصهيوني وكشف جرائمه بالصورة الأسبوع الفائت. فقد حصل جدل ونقاش علني مصور بين أبناء وأصدقاء فلسطين من جهة والصهاينة وأنصارهم من جهة أخرى، وكنت سألت احد الكبار في السن اليهود وهو صهيوني يتكلم العربية، فقلت له لماذا تجلبون المهاجرين من شتى بقاع الدنيا إلى البلاد ونحن سكانها وأصحابها ترفضون عودتنا ؟ فأجاب بأن هؤلاء نساؤنا ويجب أن نحضرهم بعد 4000 عام من الغربة والمنافي. طبعا هذا كلام خرافي لأن الشعب الفلسطيني شعب كنعاني الأصول والجذور ووجوده في فلسطين قبل وجود أي يهودي هناك. أما العبور اليهودي الغابر في فلسطين فلم يجلب لأرض كنعان سوى الويلات والحروب والمجازر والهمجية والوحشية والدمار والفساد. فحضارة كنعان اكبر من قتلة الأطفال في قديم الزمان وفي زماننا الحالي، حيث دماء محمد الدرة وملاك وشهيد وإيمان حجو وآلاف مؤلفة من أطفال فلسطين ولبنان والعراق وسوريا ومصر والأردن وحتى تونس سوف تبقى شاهدا معاصرا وحيا على جرائم وإرهاب الكيان الصهيوني.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لازاريني: المجاعة -تحكم قبضتها- على قطاع غزة • فرانس 24


.. مجازر وجرائم مستمرة وتفاقم الوضع الإنساني في غزة




.. «أكسيوس»: عباس يرفض التراجع عن التصويت على عضوية كاملة لفلسط


.. الأمم المتحدة: المجاعة التي يواجهها شمال غزة معقدة جدا




.. حملة اعتقالات في إيران لمنتقدي الهجوم على إسرائيل.. ما الاته