الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحم رخيص

ريم الربيعي

2009 / 10 / 29
الادب والفن


مُهداة إلى روح مظلومة...

قد يبدو لأول وهلة انه
اداء سينمائي للفاتنة شاهين
و مضينا دوماً نراه و نصفُ
أنفسنا بالمشـاهدين...
لكنها اللفظة الانسب ...لذكر حالنا بعد حين
ليس هذا مدعاة لسخرية ... او حثّ على تنجيم
لانه واقع حال يحرقنا سنين
صرنا مسرح لبيع الدم
و لعبنا دور الثانويين
سواء ابينا ام سمّـونا بالقانعين
لن نرى امالنا أن كنّـا خاضعين
لا هي دعوة لحرب سُقنا اليها واهمين
ولا دعوة لسلام يضّرنا و لسنا فيه رابحين
هي صرخة للمّ جراح ابنائنا
بناتنا و البـنين
طفل لم يرَ النور بعد
او اناس مُسـنين
ما يدفعنا لتحمل العذاب على صنفين؟
صنف داخلي
و صنف من الخارجين؟
لا الاول يدعنا نرحل
و الثاني يجعلنا مُمّـزقين؟
حدّوا عليك يا وطني حدّاًً من السكين
لم تـُصنع من حديد او من معدن ثمين
بل كانت على ايادي ارخص الصانعين
فظلم و كره و حقد متغلغل دفـين
لا يولد من صلبه الا براكين
لو علمتُ اسبابها
لقلتُ :عفوا ّ! انها موروثة منذ صفّـين !
لكني صارعت جهلي بفكرة مجيئها من تنين
يرأس فئـة الثعابين
اي صياد يقطع رأسه؟
و اين نجده و نحن شبه تائهين؟
ويلنا عندما اصبحنا ... رخيصين
اكتفوا جميعهم بنطق صوت مألوف دميم
بقول : آسفين
علامَ الندم ؟
و انتم بمدركين
الا لاعب غيركم في الدرابين؟
و ازقتي لو انطقتها لشهدت
من رأت قبل انكسارها لشطرين
من رأته لن تعرفه
لأن حضنها لم يأوِ مجرمين
يا اسفاً على من لحمه قديم
لسنا من مصاف بنات هوى او من الثملين
يا تـُرى تحت اي مُسمّى سنكون؟
ايتام ؟ مساكين ؟ ام مكروهين؟
مذبوحون بغير مناسبة تستحق التكريم
لو كان لنا ان ندرك ما به يفكرون
لكنا اول الفارين...
و اول من يوّدع الحرية ...بقبلة من سقيم !
انهض ! فلم يعد ما نوُدعه بتأمين
فمفلسونا كُـثر و لا حاجة لتسكين
ما اغلاك ياوطني بعد ربي ...تقدّم إليك القرابين
لكني لا ابصرُ مشهداً يدفئـّـني بتسخين
كلها اكتسبت نيرانها من دماء مظلومين
لا من عقيدة او يقين
و عجباً ... انني كنت ُ اول المرجومين
بتهمة ...لا اعرف غيرها
انني عراقية من الاخمص للجبين
اوَ اصبح البقاء فيكِ يا ارض تثير في الموت الحنين؟
فيزورنا و يسهر بقربنا
و يغادرنا بصفقة من الاف الى ملايين!
كم ثمن الجسد الواحد فينا؟
كم ؟
عشرة .. ام عشرين...ام ثلاثين؟
دينارا؟ درهما ؟ ام سعر من الأرض شبرَين؟
اظننا ارخص من هذا بكثير
لاننا بقتلانا ...لن يبقى بارضنا حجرَين
عجباً ... لاننا بتنا نصافح الأحزان كزائرين
و نقضّ مضاجعنا بحكايات الخائبين
و الحسرة على ذاك البرج او المبنى
من بجوارنا يساراً و يمين
و كأننا لم نكن عراق السواد
و لم نكن اول الحاضرين
و كأننا لم نخط التاريخ بسواعدنا
و اعددنا القلم و التدوين
كيف اصبحنا اخر الكون
و اول المتأخرين؟
و آخر العارفين
و اكثر المـُُشرّدين؟
لا غرابة ان تصافحَ عراقيـّونا مع السجانين
و هربوا من المحررين
فنحن شعوب
لم تفلحْ بأمسها
في نطق حرفين
من الياء الى الميم
بيسرٍ
و تبغضُ من ناضلَ
و تصفـّق عمداً للعاهرين
فويحنا يوم تجهل اجيالنا
من هو عرابي او المختار و من كانوا ناصريين
و لا يذكروا من كان نصر الله او رنتيسي و ياسين
ماداموا شاغلو الفكر بطلاق احد الفاشلين...

أليست فكرة إنقاذ عراقنا من جبّارين
توضع في سطور النكتة
و على ألسنة الساخرين؟!

2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا