الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلس محافظة بابل ...من الاتصال الالكتروني الى الاتصال الحجري

كامل القيّم

2009 / 11 / 8
الصحافة والاعلام


ونحن نعيش عصر التغيير ...وعصر المفاجآت ..والمكتشفات ..ونلاحق كل ساعة ما نتفاعل به والآخرون من حراك إنساني ...في الثقافة والعلم والصناعة ...ولازلنا نندهش لحكم التكنولوجيا وتواضع الرؤساء والقادة وعصف التأثير الإعلامي الفضائي ...وحكمة وسطوة الرأي العام في بلدان لازلنا نؤكدها على انها نذير شؤم وتخلف ...ولازلنا ...في ضحك الذقون ...على إننا نسير بخطىَ مسرعة للأعمار والبناء والتنمية ...أناشيد الإعلام المؤسسي وتصريحات كلائشية كرهنا من جرائها وسائل الإعلام المنشطة للدعاية والظهور على حساب المصالحة مع حق الاطلاع والمساءلة وكشف الحقائق للناخب ، لأنها ساعدت وتساعد الضحك البعض على الآخر .
واليوم في مدينة الكتابة والحضارة والرياضيات .. على طريقة ( الاستثناءات اذا تكررت أصبحت هي القاعدة ) .تكون القاعدة ان يكون صباح الحلة يتوج التراب في الوجوه ...ويمتص وقتنا المهدور عن عسكرة السيطرات ...وان نحمد الله على نعمة تبوء المسؤولين مناصبهم ...فبهم بر الأمان وبهم مدينتنا ستسمو الى كخيال الشعراء ...
نماذج مختارة ؟
الإعلام اولاً واخيراً:
لا أريد التحدث عن سطوة المسؤولين على منظومة الإعلام وقوى التأثير في المدينة ككل ثنائية ؟ فهذه السطوة قد ابتلينا بها على صُعد مختلفة تحت مسميات وحركيات متعددة كنا نلحظها ونشير لها وبشكل مبطن لأنها مخجله ...فالمسؤول هو من يرسم خرائط التصريحات والانجازات الإعلامية، وهو من يرسم أجندة العلاقات العامة له ام للمؤسسة التي يمثلها بالإعلام ( الحر المفترض ) وهو البطل دائما سواء في المشاريع أو في الاقتراحات والخطط التي تمر مرور الكرام على بعض قنوات الإعلام غير المحترفة ، ولكنه ليس كذلك حينما يُشار بمؤسسته بالعجز والتلكؤ والفساد، فدائما ، المواطن والزمن والتخصيص والإرهاب. هو المسؤول..الخ .
وأخيرا توج مجلس المحافظة استحواذ إعلامي جيد لإحدى محركات العلاقات العامة ولنقل ...لهندسة الانجازات الوهمية التي تحمل بصمات المجلس وأعضاءه ...وما نقصده بهذا إصدار جريدة ناطقة باسم المجلس ، وإذاعة تراعى من قبلة ..والمركز الإعلامي في بناية حكومية قادمة ...أحضان مفتوحة للإعلام ومرحب بها دوماً.( ولا اعرف الحق القانوني والدستوري في ذلك فهذا شان أهل القانون ).
وهذا يحيلنا الى المنطق والقانون الإعلامي الذي يقول ( الولاء دائما للممول ) فماذا يمكن ان يحمل المضمون الإعلامي الذي يصدر بأموال المجلس ( وهي أموال عامة ) هل يحمل انتقاداً أو قصوراً أو همّاً مجتمعياً ..انا لا أتحدث ناقداً لجهود الجريدة ( الغرّاء) ومستواها المهني ...ومضامينها الثقافية والإخبارية الأخرى ...لكنني أتحدث من حيث المبدأ ( بغض النظر عن المسمى ولأي مطبوع أو قناة إعلامية تصدر عن جهة حكومية )...وحينما أتصفح مثلاً احد الأعداد لجريدة( بابل ) الصادرة عن المجلس ...ماذا نرى: بالطبع أخبار المجلس وحراك أعضاءه ...وهي في المفهوم العام واجبات يومية وإدارية ( فالدعوة الى عقد اجتماع ، وزيارة موقع ...والمشاركة في لجان ..الخ ) وهي لا تحتاج الى ملأ فراغ صحفي على طريقة ( اسمي موجود إذن أنا اعمل ) والذي لم نراه في ثنايا الجريدة باعتبارها تمّول من المال العام ( وليس من رواتب الأعضاء ) فعندها تصبح معبرة عن هموم وضمير الناس( أي إعلاماً استقصائياً) ولكن هل هناك ملامح للمضامين آلاتية مثلاً:
1- الإزعاجات اليومية للمواطنين من جرّاء ( غزل المجلس مع المقاولين ) فأي خدمات في أي دولة تصنع الثبور وتصطبغ الصباح الحلي بشتى المقذوفات الرملية والترابية والدخانية والكلسية ..الخ ) بالطبع علينا ان نتحمل لأنها ( مشاريع ) وأتساءل أي مشاريع تلك التي تُغرّم المواطن الحلي في كل لحظة أنواع المزعجات ....فحتى (الصومال ودارفور والغابون) فيها منطق للإحساس بتركة المشاريع ولا اعرف أي إشراف او هندسة تتيح للمقاول ان يستبيح نصف كم متر من الساحات العامة دون بدائل إنسانية او آدمية تشعره بالاحترام ...ودون إجراءات السلامة ..حفريات مفاجئة ، واستباحات للساحات العامة دون علامات ...اعتذار وعدم وضع سياجات لدولة في الألفية الثالثة ... في أي حضارة او قرية تغلق الشوارع بالمخلفات والأتربة ...والأدهى لا يوجد ما يحمل اسم المشروع وكلفته ومن المسؤول عنه ومدة الانجاز .. حتى يكون الصبر مقنن ومحسوب ...أم ان زمن المشروعات لأطفال أطفالنا سيكون؟
2- أراء الناس بالمجلس ...فلماذا الحكومة المحلية تعتقد أنها ناجحة ؟ بالشكل الذي لا تضع في الاعتبار رأي الناس بها كسلطة تشريعية رقابية ؟ وما رأي وهموم الناس نحو المؤسسات والدوائر ؟ وطوابير المعانات اليومية التي لا تلحظها جريدة المجلس ؟
3- أي إعلام هذا الذي لا يراقب استباحات الزمن .. واستباحات الذوق العام ... والجمال وثقافة الصبر على كل شيء ... لماذا نتحمل أخطاء وجهل وعدم احترام الآخرين أي كانوا كراسمي بيئتنا .لماذا علينا ان نتحمل ما لم يلحظه المخطط والمسؤول ....وآلاف الظواهر بحاجة الى إعادة نظر وتنظيم وإعادة هيكلة ...من الذي يقول ان المجلس او الجهة التنفيذية كل يوم لا تؤذي وتقصّر بحق أبناء الحلة ؟ وهم ينظرون( المسؤولون) بأم عينهم وبطرقهم معاناة الناس اليومية تحت مسميات ومؤشرات الانتظار غير المحدد؟
وأكثر ما أصابني من العجب لنسيان او تناسي مجلس محافظتنا الموقر ؟ الإعلام الالكتروني والذي غدا بحكم الانفجار ألمعلوماتي والفضائي العنصر البديل عن الإعلام الورقي او مسند له ، وفي كل بقاع العالم أصبحت المواقع الالكترونية المصدر الأساس للحراك الإعلامي للمؤسسات والشركات بل وحتى المدارس والشخصيات ؟
فكيف لا يملك مجلسنا الموقر ....موقعا الكترونياً خاص به ؟ وكيف لا يعلم ولا يدري كان هناك موقع للمجلس القديم لازال مفعّل ...أخبار المجلس السابق وصوره لازالت فاعلة وسنكمل السنة من عمر المجلس وهو لا يعلم بأهمية وفاعلية الموقع الالكتروني الذي يمكن ان يعوض فرقته وسفرته عن الناس .....منذ الاستمالات الانتخابية .(جعجعة الوعود أطفئها الصمت الحركي) ...صمت مطبق وحضور باهت ما كنا نتمناه ؟ في ظرف نحن أحوج لتنمية الاتصال بالناس والتقرب لهم باعتبارنا رمزا لا راداتهم وبالتالي مشروعيتنا بعضوية المجلس ؟
فأي حكومة الكترونية يتحدث عنها البعض ...وأي نفوذ الى المجتمع الدولي وتنمية الاستثمار ونشر الديمقراطية...وغد الحلة الفيحاء وردياً كان أم حالكاً ؟ ونحن لا نمتلك موقعا للتفاهم مع الآخر ...في الوقت الذي تدار في هذه المدينة مئات المواقع من مدارس وجمعيات وشخوص كبار ومراهقين ؟ وكيف يتفاهم المجلس مع المؤسسات ووسائل الإعلام وآلية الرد على الشكاوى ، وكيف ينشر شفافية مشكلاته وانجازاته وإحصاءاته ومعلومات عن أعضاءه وطرق الاتصال بهم ( وهي مهمة لنا) وهل نسي المجلس ان موقع الحكومة المحلية هو الناطق الرسمي بهيبتها، وهو يعد أخصب خريطة لحصد ثقافة المدينة وإبداعها وتاريخها وتآزر اتصالها ...مع أبناءها المحليون ومغتربيها ، فهو القبة التي تجمع أمزجة وميول وعقول أفراد المدن ...كل المدن ...( إلا نحن ) فمجلسنا نائم على تمجيد جريدته، وهو لا يعلم ان المتلقي لا يعنيه مالا يدخل في دائرة اهتمامه ، في الوقت الذي كان الاحتضان والاهتمام التكنولوجي في موسم حملات الانتخاب على قدم وساق واليوم ننساها ونتخاصم معها ؟ إخوتي وأحبائي في المجلس ؟ كلكم رائعون ومثمرون وتحبون المدينة والخير لها ...ولكن هذا لا يكفي ؟ فحاجتنا بشخصكم لابصوركم، في السوق والمدرسة والجامعة وبين أتربة المشاريع وبلباس العمل مع الأبطال من العمال والموظفين.....عملكم مراقبة أداء حاجة وسعادة أبناء المدينة بمتابعة مؤسساتها ميدانياً والكترونياً وورقيا ً لان ذلك تعبير عن حق ورضا الناس ....واجتماعاتكم وغفوتكم وجريدتكم لا تعني أنكم ناجحون ما دام اتصالكم الأسمنتي بديل عن الاتصال الالكتروني ...ودمتم أحباء.
له تابع.....
د.كامل القيّم/ جامعة بابل
مركز حمورابي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأخ القيم
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 11 / 8 - 15:17 )
الأخ كامل القيم
أن تقييمك لأداء مجلس المحافظة تقويم رائع لمسيرته المعطلة منذ أنتخابه ولحد الآن فهو لم يقدم شيئا للمواطن الحلي ولم يفي بجزء بسيط من الأتزاماته ولم يفكر يوما في أنجاز ما وعد به لأنه في الواقع لا يفكر بمصلحة المواطن بقدر ما يفكر بمصالحه الشخصية وما يحصل عليه من أمتيازات وضانه الكامل لراتب تقاعدي يزيد على راتب الأستاذ الجامعي هذا هو تفكير عضو مجلس المحافظة أما التفكير بالمشاريع والبلاليع فهذا ليس ضمن خطته وهدفه وهو يهرع حافيا لأي مشروع يدر عليه مكسبا ماديا يزيد من دخله ويرفع من مستواه الأجتماعي والمادي أما الودنيات فهي رأس ما المفلس ولا وطنية في معرض المصلحة المادية وهؤلاء لعبوا لعبتهم ونجحت اللعبة وليذهب الناخب الى الجحيم فقد وصل الجماعة الى مقاعد المجلس وبعد أربع سنوات لكل حادث حديث أما مسألة الموقع الألكتروني فاقسم عليك بقيمومتك على العتبات المقدسة أي منهم يعرف أستعمال الحاسوب أو يتابع ما ينشر في المواقع خليها سكتة رحمه على الديس الرضعته

اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت