الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبيب الفلسطيني أشرف الحجوج

نضال حمد

2004 / 6 / 8
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


اشرف الحجوج طبيب فلسطيني اتهم بالتورط في فضيحة الإيدز الشهيرة التي هزت الجماهيرية الليبية، حيث من المفترض ان الجماهير تحكم وتقود، لكن الجماهير للأسف لا تحكم ولا تقود، حالها كمثل حال بقية جماهير الأمة العربية وشعوب الدول الإسلامية. هذه الجماهير التي من المفترض أنها المعني الأول بقضية الإيدز لازالت تجهل من هو المسئول الحقيقي عن قضية الإيدز،واكتفت بما نشرته وسائل الإعلام من تهم للممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني، لكنها في داخلها تعرف أن هناك من هو أكبر من الطبيب المتمرن أشرف الحجوج وتعلم أن هذا الطبيب ومعه الممرضات البلغاريات قد يكونوا ضحية مؤامرة تستر عورات "السيستام" القائم في الجماهيرية، وتعرف الجماهير أن هذا الطبيب الشاب المتدرب في المستشفى ليس مسئولا عن اتخاذ القرارات والعلاج، لأنه بكل بساطة كان متدربا ويعمل تحت إمرة من هم أعلى منه.

إذن السؤال الملح والذي يدق جدران خزان الصمت: أين هم الذين كانوا يديرون العمل في المستشفى ؟ وأين هم المسئولون عن تلك القضية؟

منذ اللحظة التي شاهدت فيها الطبيب الحجوج خلف قضبان المحكمة ومعه الممرضات البلغاريات المتهمات بنفس التهمة، شعرت أن في الأمر شيئا ما غير سوي وغير طبيعي، إذ كيف تحصل فضيحة كبيرة مثل هذه ولا يوجد أي متهم ليبي متورط فيها، وهل يعقل أن نصدق ما حكمت به المحكمة الليبية ببراءة كافة المتهمين من الليبيين ؟؟ هذا يعني بوضوح أن البقية من البلغاريات ومعهن الطبيب الحجوج قد تم إلباسهم التهمة أو أنهم اعترفوا بكل ما نسب إليهم من تهم تحت التعذيب.

ونحن نعرف أن السجون العربية تعتبر أوكارا جهنمية إذا ما قارناها حتى بالسجون البلغارية في زمن الحكم الاشتراكي السابق وحتى في زمن الحكم البلغاري الحالي التابع تماما لأمريكا. فسجون البلاد العربية بامكانها دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية بدون كبير وبكل راحة وبسرعة البرق، لأنها معدة خصيصا لعدم راحة النزلاء ولإذلالهم وامتهانهم وإماتة الروح الإنسانية فيهم، ولمن يريد التعرف أكثر فأكثر على السجون العربية ننصحه بقراءة أعمال الكاتب العربي الراحل عبد الرحمن منيف وبالذات شرق المتوسط وشرق المتوسط من جديد.

أن عائلة الطبيب الحجوج والتي يعتبر اشرف وحيدها بقيت طوال سنوات القضية صامتة ومغلوب على أمرها لأنه لا يوجد لدى الفلسطيني مكانا يذهب إليه، فوطنه محتل وسلطته ليست سلطة، والدول العربية "تتمقطع" به ، والدول الغربية لم تعد تقبله، وأمريكا تحاربه جنبا الى جنب مع الصهاينة. وحتى تحولات ليبيا الجذرية في السياسة والعقيدة والتفكير والتحالفات وانحيازها لصف أمبروطورية الشر ومن معها من الأشرار ، بعد ان دفعت تعويضات هائلة لأعمال ليس من المؤكد انها مسئولة عنها ، وبعد ان قيل انها ستعوض اليهود الليبيين،مما يجعلها تفتح على العرب أبوابا جهنمية جديدة.

بعد كل التحولات الدراماتيكية في ليبيا الحديثة، لم تجد المحكمة سوى أن تحكم بالإعدام على طبيب اعترف تحت التعذيب بكل التهم المنسوبة له. لكنه فور وصوله لقاعة المحكمة صرح بأنه اعترف تحت التعذيب. وللعلم فأن اشرف الحجوج يقبع في السجن منذ سنوات وكان يتعرض لإذلال وامتهان وتعذيب منتظم، وكيف لا يحصل هذا معه وهو مشروع كبش فداء للمجرمين الكبار من الليبيين وغير الليبيين العاملين في المستشفى الذي حصلت فيه جريمة الإيدز الشهيرة. لا بد ان نعود قليلا إلى الوراء ، فالمستشفيات الليبية كانت تعاني من الإهمال والفوضى وقلّة الإمكانيات والأجهزة الحديثة بسبب الحصار الاقتصادي الذي كانت تفرضه أمريكا ومعها أوروبا على الجماهيرية الليبية على خلفية السياسات المتبعة من قبل القائمين على البلد.

الغريب في قضية الطبيب اشرف الحجوج انه لم يجد من يدافع عنه فلسطينيا فلا السلطة ولا المنظمة ولا المعارضة كلفوا خاطرهم عناء زيارته والسؤال عن قضيته، كأنه ليس فلسطينيا أو كأنه من عالم آخر ومن بلاد أخرى. وهنا يجب ان نقول للمسئولين الفلسطينيين أن حياة الطبيب الفلسطيني أهم من حفنة دولارات قد تقدمها الجماهيرية لوزارة فلسطينية هنا أو فصيل فلسطيني هناك.و نذكر قيادة الشعب الفلسطيني أنها لن تكون قيادة حقيقية مادامت عاجزة عن قول كلمة حق في قضية قد تكلف عائلة فلسطينية حياة وحيدها. أما الجماهيرية الليبية فعليها البحث عن المجرمين الحقيقيين وإطلاق سراح كل بريء في هذه القضية ، لأن الظلم سوف يولد الظلم، وليبيا التي حوصرت لسنوات ظلما وبهتانا وبلا وجه حق، يجب ان لا ترتكب بحق الأبرياء نفس الحماقة التي كانت ارتكبتها بحقها دول محور الشر والكراهية.

لقد هزت مشاعري رسالة الكترونية مسجلة في دفتر زوار موقعي الالكتروني حيث تحدثت الرسالة عن الظلم الذي لحق بالطبيب الفلسطيني اشرف الحجوج وطالبتني كما غيري من كتاب فلسطين بالدفاع عن الطبيب البريء، وها أنا أضم صوتي وقلمي للأصوات والأقلام التي نادت بكشف الفاعل الحقيقي في قضية الإيدز وإنقاذ حياة الأبرياء من حكم قانوني "غير قانوني" ،جائر وغير عادل.


انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي