الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوء الأداء

باسم محمد حسين

2009 / 11 / 13
المجتمع المدني


في عالمنا الكبير والمترامي الأطراف والمتنوع بكل شيء هناك أداء جيد و أداء سيء في كل فقرات حياتنا . ولكن ظاهرة سوء الأداء هي الصفة الغالبة على عمل حكومتنا الرشيدة وبرلماننا العتيد وبقية الأجزاء الأخرى من المجتمع العراقي مع شديد الأسف. والأمثلة كثيرة بل كثيرة جداً على كل ما سيأتي ولكن لنوضح تلك الأمور باختصار وعلى نطاق مدينتي البصرة العزيزة .
1- شرطة المرور : صباح كل يوم وعند توجهي للعمل نراهم متواجدين في التقاطعات والساحات العامة وبقية الشوارع وفي كل مكان لا يقل عن 6 أو 7 أفراد احدهم يعمل والبقية تتسامر مع بعضها البعض ولكن عند العودة في ظهر البصرة الحار لا نجدهم مطلقاً والسير يمشي كيفما اتفق وفي بعض الأحيان يتبقى أحدهم لكي يراه الناس ، وحتى في أثناء تواجدهم وفي حالة حدوث مشاكل مرورية أو حوادث فقليلاً ما يكون لهم دور في التعامل مع تلك الأمور . علماً بأنهم يتقاضون رواتباً أكثر من رواتب الأطباء والمهندسين الذين بأعمارهم ومدد خدماتهم الوظيفية .
2- شرطة السيطرات : همهم الأول هو رفع الستائر التي تقي الركاب من الشمس البصرية القوية ظهراً من الباصات والسيارات الصغيرة وقليلاً ما يقومون بالتفتيش الضروري في مثل هذه الظروف الأمنية بينما همهم الثاني هو الموبايل الذي لا ينفكون اللعب به وإرسال واستلام النغمات الموسيقية من بعضهم للآخر وتبادل الألعاب والرسائل وغيرها متناسين أن واجبهم أسمى عمل يقوم به الإنسان خدمةً لأبناء وطنه . ورواتبهم كأقرانهم شرطة المرور .
3- عمال النظافة : وما أدراك ما عمال النظافة والمسئولين عنهم . نشاهد جمهرة من الشباب يرتدون بدلات شبه موحدة أو قميص موحد ومعهم بعض الأدوات البسيطة وهم يكنسون أجزاء من الشارع وليس كل الشارع ويجمعون ما كنسوه في أماكن متفرقة على أمل أن يأتي أشخاص آخرين يحملون هذه الأكداس بغية إرسالها الى الطمر الصحي ولكن المجموعة الثانية لن تأتي . وتتبعثر هذه النفايات مجدداً وينتهي عملهم عند الساعة العاشرة قبل الظهر على أن يعودوا غداً وبنفس السياق يعملون وتبقى المشكلة بدون حل وأبسط وأوضح الأمثلة كدس نفايات كبير في منطقة الأطباء خلف عمارة النقيب في العشار الذي هو مركز مدينة البصرة ، وهؤلاء يتقاضون 10000 دينار يومياً لتلك الفترة البسيطة من العمل .
4- متعهدي العمل وعمال التبليط : تـُصرف مئات الملايين من الدنانير لتبليط أو بالأصح أكساء الشوارع والأرصفة في البصرة ولكن هذا العمل بنوعية رديئة جداً إذ نتمنى أن لا تُبلط الشوارع مجدداً لأنها ستكون أسوأ من السابق بسبب نوعية الإسفلت الأردأ من الرديء وكذلك طريقة الفرش والحدل وغيرها من الأمور الفنية وأهمها أغطية المجاري والتي يتوجب رفعها مجدداً بقدر سمك الإكساء الجديد وتعالج هذه الحالة برفع تلك الأغطية بطبقة من الأسمنت ونظراً لسوء كل التفاصيل فأن هذه الأغطية سرعان ما تتخسف بفعل ثقل السيارات المارة عليها وتبقى هكذا إلى ابد الآبدين وشارعي الوطني و 14 تموز خير شاهدين على ذلك . لأن كلٌ يغش الآخر فالمقاول يغش الشعب حيث مبلغ المقاولة يساوي عشرة أضعاف سعر العمل والمهندس يغش المقاول لأنه يرى أرباح هذا الشخص وفيرة جداً مقارنةً براتبه بينما مراقب العمل ولنفس السبب تقريباً يغش المهندس والعمال كذلك يرون أن ما يستلمونه أقل مما يستحقون لذا يغشون في المواد الأولية ويسيئون العمل .
5- مقاولي البناء : هناك مشروع لبناء 504 شقة سكنية في بداية حي الجمعيات من جهة طريق الزبير منذ خمسة سنوات بدأ العمل به ولم يكتمل لغاية الآن ولن يكمل بعد خمسٍ أخرى إذا استمر العمل بهذه الوتيرة وكذلك تقاطع ساحة سعد منذ سنتين بدأ به العمل ولا يزال يجري فيه مثل جري السلحفاة ، وهنا لا أريد أن أقارن الماضي بالحاضر كي أمتدح نظام الملعون هدام ولكن الحق يجب أن يقال كيف هب العراقيين بعد آذار 1991 وعمروا ما دمرته الحرب آنذاك ، وكنت ممن شارك في بناء جسر الزيتون في الناصرية سنة 91-92 بأقل من أربعة أشهر فقط والذي كان بطول 185 متر ، وغيره من الأعمال الأخرى المماثلة .
6- الأطباء والكادر الطبي والصحي : في المستشفيات والمستوصفات العامة لا يجد المراجع الفقير الأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى بل يشتريها من الصيدليات التي فـُتحت أمامها أو بالقرب منها ، وكذلك التحليلات والأشعة والسونار والمفراس يجب أن يجريها المريض في العيادات الخاصة لآن أغلب تلك الأجهزة في المستشفيات العامة وبالرغم من حداثتها تكون عاطلة بينما صالحة وتعمل جيداً في العيادات والمختبرات الخاصة بالرغم من قدمها وعدم أهلية الأماكن التي تتواجد فيها ومثالي البسيط جداً هو (أشعة الشفاء) الذي أدعوا القائمين على صحة البصرة لزيارته والتأكد من كلامي هذا إذ يقع مقابل إعدادية التجارة في مكان بائس جداُ والحائط مغلف بصفائح معدنية (التنك) ومساحة (الدكان) لا تزيد عن 12م² .
7- بقية موظفي الدولة : من قطاعات الكهرباء والماء والكمارك والإتصالات الأرضية وموظفوا البنوك وموظفوا الخدمات العامة الأخرى المتنوعة (( ليس الجميع )) لا يمكنهم تمشية المعاملات بدون مكافآت مادية معينة وأصبحت شبه رسمية أو تسلم أمرك لله وتوكل أحد المعقبين الذين لهم طرقهم الخاصة في التعامل وبنسبة معينة مع الموظفين المعنيين .
كل هذا وأكثر موجود في مجتمعنا العراقي ولشديد الأسف ، وأنا أعزو تلك الأمور لخلفياتنا وانعكاس طرق تعامل النظام البائد معنا إذ غرز في البعض الغير قليل من الناس روح الأنا وعدم تحكيم الضمير في التصرف بل الخوف من العقوبة فقط هو ما يتعامل به الناس مع بعضهم البعض ، وبعد التغيير جاءنا الحكم الجديد بكل ما فيه من سلبيات ومن جميع الجهات إذ أغلب الأحزاب والتيارات تنادي بالوطن والمواطن وتعمل لنفسها فقط وليذهب الآخرين إلى الجحيم ، والبرلمان الذي يشاهد الكثير من الناس جلساته على الهواء ومقدار السخرية المنتشرة فيه وتغيب أعضائه المتزايد ومداخلات الأعضاء ونقاشاتهم حول أمور العباد وكيفية عدم اهتمامهم بها والأمثلة كثيرة جداً على هذا الأمر خلاف اهتمامهم بأنفسهم وامتيازاتهم وآخرها الجواز الدبلوماسي لهم ولعوائلهم ولمدة ثماني سنين بعد آخر دورة وإسقاط مبلغ القرض (90 مليون دينار) عن أنفسهم والذي استلموه بداية عملهم لتحسين ظروفهم المعيشية ومع كل هذا يزايد أحدهم على وطنية الآخر كالنائب بهاء الأعرجي وطلبه تأجيل تنفيذ أحكام الإعدام لكي لا تستغل كدعاية انتخابية كما يدعي ، والحكومة وهي بيت الداء لا بيت الدواء كما يفترض أن تكون فاغلب تصرفاتها غير مدروسة بل وتنم عن عدم اهتمام بأمور عامة الناس بالمقدار المفروض وجل اهتمامها بالمحسوبين عليها أمثال الوزير المستقيل عبد الفلاح السوداني وسيناريو اعتقاله وخروجه بكفالة 50 مليون دينار وهذا المبلغ لا يشكل عشر معشار ما سرقه بمعاونة شقيقيه وبقية الشلة ، وكذلك بقية الوزراء والمسئولين الآخرين عندما منحوهم قطع أراضي سكنية في أجمل أماكن بغداد وتسليف القضاة والأطباء مبلغ يوازي 100 راتب بينما لا نجد مثل هذه الأمور تقدم لعامة الشعب هذا من جهة ومن جهة أخرى أرى التهاون الكبير في التعامل مع الملف الأمني الساخن جداً حيث قرأت في العدد 933 في 5/11/2009 في جريدة البينة الجديدة انه تم القبض على 63 مجرماً قتلوا 27000 عراقي ومنهم من يعمل مع بعض المسئولين في الحكومة والبرلمان . إن مثل هذا الأمر الصعب يجب أن يعالج بأقصى سرعة وأقسى حكم وأسرع تنفيذ ، إن القائمين على إدارة البلاد الآن ووفق ما تقدم يتضح بأنهم فرطوا بتاريخنا وأضاعوا حقوقنا واستباحوا تراثنا واستخفوا بنا وتهكموا علينا وسرقوا ثرواتنا وساهموا بسفك دمائنا وسرقوا أموالنا وكان المفروض أن يكونوا قدوةً حسنةً لنا ، والآن كيف لنا أن نحاسب الشرطي والعامل والموظف والمقاول المخالف بينما القادة يقومون بتلك الأعمال .
وأخيراً فنحن بحاجة الى تغيير هذه الأوضاع المؤلمة ولكن الأمر يتطلب جهداً كبيراً نتمناه على القادمين الجدد بعد الإنتخابات العامة القادمة .
و آخراً اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب


.. الوضع الإنساني في غزة.. تحذيرات من قرب الكارثة وسط استمرار ا




.. الأمم المتحدة تدعو لتحقيق بشأن المقابر الجماعية في غزة وإسرا


.. سكان غزة على حافة المجاعة خصوصاً في منطقتي الشمال والوسط




.. هيئة عائلات الأسرى المحتجزين: نتنياهو يمنع التوصل إلى اتفاق