الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو ياسر - عرفات -

نضال حمد

2004 / 6 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


أبو ياسر عرفات شهيد من بلاد العجائب، من أرض الوسائل المتاحة، من وطن ينجب شهداء و زعتر و مقاتيلن، من مخيمات تصنع الأسطورة الفلسطينية ،الشاهدة على عصر الغول الصهيوني، وعرفات ابو ياسر جريح سابق و مقعد استشهد على عربته النقالة بعدما تم قنصه من قبل همجي صهيوني يرتدي بزة جيش الدفاع الإسرائيلي. لذا على القارئ أن لا ينخدع بالعنوان أعلاه فموضوعنا ليس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، ولا والده ولا أي شخص من عائلته ولا حتى أي قريب من أقربائه ، بل هو موضوع شهيد فلسطيني من مخيم قلنديا قرب القدس المحتلة، اسمه عرفات يعقوب، ونجله البكر الذي لازال طفلا صغيرا يدعى ياسر ، وبما أن الأب عرفات والابن ياسر، فأن الطفل سوف يحمل اسم ياسر عرفات، وهو ابو ياسر "عرفات"...
عرفات يعقوب شاب فلسطيني من مخيم قلنديا القريب من القدس ، ولد وكبر وترعرع واستشهد في المخيم المذكور، لكنه قبل استشهاده عاش ملاحم شعبه الفلسطيني بدمه وجسده وكفاحه وعطائه وروحه الحية، تلك الروح التي تحدت آلة الموت والقتل الصهيونية ، فتغلبت عليها وانتصرت في الحياة كما في الشهادة.
مثله مثل كل سكان مخيم قلنديا كان عرفات ضحية للسياسة التي يتبعها الاحتلال العنصري في فلسطين، ففي الانتفاضة الفلسطينية الأولى سقط الفلسطينيون شهداء بالمئات، أما الجرحى فكانوا بالآلاف وكان عرفات واحدا منهم، حيث أصيب سنة 1992 بثلاث رصاصات في ظهره أدت لأصابته بشلل نصفي، مع العلم أنه كان أصيب كذلك في ساقه وهو في سن الرابعة عشر. هذا الفلسطيني الشجاع والمؤمن بالمصاب وبالقضاء والقدر، وبأن الرصاصة التي لا تقتل الإنسان تحييه وتزيده قوة وصلابة وعنفوان، واصل حياته أكثر كبرياء وعزة وقدرة على التمييز بين العدو والصديق وبين السلام والأحلام.
عرفات يعقوب ابن مخيم قلنديا ، لم ييأس ولا انتابه القنوط من الإصابة المميتة، واصل رحلة الحياة يتحداها بعنفوان الشباب وقوة الإرادة الصلبة، بالايمان بالمستقبل الأفضل وبفلسطين الحرة، تعلم عرفات مهنة صيانة الأجهزة في مركز أبو ريا حيث كان يتلقى علاجه الطبيعي.
في وقت لاحق أصبح عرفات رب أسرة وأنجب طفلة مما جعله يبحث عن مصدر عيش ليس له وحده بل للعائلة كذلك، وعمل فيما بعد سائق تاكسي معتمدا بالقيادة على يديه بشكل كلي. وفي سنة 2002 أصيب عرفات بطلق ناري في صدره لكنه نجا بأعجوبة من تلك الإصابة. وبعد شفاءه رزق بمولود ذكر سماه ياسر ، لكن الطفل ياسر سوف لن يلقى والده لان رصاص قناص صهيوني اخترق رأس والده الذي كان يجلس على عربته النقالة أمام نادي مخيم قلنديا. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق النار عشوائيا على جمهرة من أبناء المخيم حيث اصيب عرفات برأسه، ووجد عرفات غارقا في دمه على عربته النقالة كما قال شقيقه عادل، الذي كرر انه لن ينسى منظر شقيقه الذي اخترقت الرصاصة رأسه، فالجندي الإسرائيلي الذي قنصه كان يراه ويرى عربته النقالة، لكن ورغم هذا قنصه و قتله بدم بارد وبرصاص حاقد.
عرفات يعقوب ضحية لنظام التفرقة العنصرية وكيان الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة، وضحية للصمت الدولي على جرائم إسرائيل التي لا تطاق ولا يستطيع الإنسان وصفها سوى بوصفها الحقيقي، سياسة قمع همجية وقتل وحشية وتفرقة عنصرية وخليط من الفاشية والبربرية والسادية. هذه هي الصهيونية وهؤلاء هم حكام إسرائيل المارقة والخارجة عن القانون، يقتلون الأبرياء والمرضى والأطفال والأسرى والنساء والشيوخ والعجزة والمقعدين والمطاردين، يفعلون بالفلسطينيين ما كانت فعلته يد الإجرام الأوروبي النازي والفاشي والاستبدادي باليهود في الحرب العالمية الثانية.
لكن شعب الشهداء والأحياء في فلسطين، الذي ودع عرفات يعقوب ، استقبل منتصف ليل الأحد – الاثنين 6-7 مايو/أيار الجاري، 7 توائم لأم فلسطينية تناضل على طريقتها الخاصة ضد الاستيطان والاحتلال والتوسع والضم والجدار العازل والتصفيات والاغتيالات وحرب الابادة المستمرة على شعب أعزل ،تُرك وحده يواجه أكثر وحوش العالم الحديث إجراما وإرهابا وهمجية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير