الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات البرلمانية القادمة في ظلال ذهنية التشكيك والتخوين

هاشم الشبلي

2009 / 11 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


على اثر قيام السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية بنقض المادة الاولى من قانون تعديل قانون الانتخابات رقم 16 لسنة 2005، ثارت ثائرة المعارضين لهذه الخطوة وشنوا حملة واسعة وشرسة لادانة النقض وتشويه سمعة ومكانة السيد الهاشمي واتهامه بتعويق العملية السياسية وبتنفيذ اجندات اجنبية للاطاحة بالحكم.

تسحبني هذه الحملة من الاتهامات الى الايام التي كانت الدكتاتورية فيها تلصق شتى التهم بمناوئيها وخصومها السياسيين ومن بينهم حزب الدعوة الذي كانت تتهمه بالعمالة والتجسس لصالح ايران.

يبدو ان ذهنية التشكيك بالنوايا والتخوين، حالة ذهنية راسخة وكامنة في دهاليز العقل السياسي عند بعض الساسة العراقيين تظهر عند بروز الصراع والنزاع على السلطة والنفوذ وتختفي بأختفائها.

ان التصدي لحل ومعالجة المشاكل والمعضلات والتحديات التي تعترض مسار العملية السياسية او التي تنتج من الاختلاف في وجهات النظر أو تباين الرؤى السياسية بالنسبة للقضايا العامة. لا تكون بألقاء الخطب واطلاق التصريحات الغير مسؤولة ، والاتهامات العشوائية ، وانما بسلوك اسلوب الحوار المتمدن والتفاوض الحضري واعتماد الاليات الدستورية والديمقراطية والتي هي وحدها دون غيرها الكفيلة والجديرة بالوصول الى حلول ترضي الجميع.

ان خطوة السيد الهاشمي بنقض المادة من قانون الانتخابات واعادته الى مجلس النواب لاعادة النظر فيها اجراءاً دستوريا لاغبار عليه ، لا يستوجب التطير منه أو التنديد به مادام لمجلس النواب الحق في مناقشته مجدداً والتصويت عليه بالنقض أو القبول على وقف الاليات البرلمانية المعروفة . أما توجيه الاتهامات جزافا فأنه امر غير مقبول وغير مستساخ ومرفوض سياسيا واخلاقيا. ويتنافى مع القيم والمبادئ الديمقراطية التي ندعيها .

ان تفاعل الازمة وما نتج عنها من تداعيات خطيرة ومن تدهور في العلاقات بين اطراف العملية السياسية ، قد تؤدي في حالة تفاقمها الى تعميق حالة الانقسام والتوتر وربما الى اعادة عقارب الساعة الى الايام الحرجة والمريرة التي مرت بها البلاد في عامي 2005، 2006، والى تصفية المنجزات التي تحققت على الصعيد السياسي ، كالديمقراطية التوافقية والشراكة في الحكم وتقاسم السلطة.

حيال هذه الاوضاع الخطيرة وخشية من استغلالها من قبل المتربصين بالعراق وبأمنه ووحدته، ومن منطلق الاحساس بالمسؤولية الوطنية ندعو القادة السياسيين ان يتحلوا بضبط النفس وبالاحتكام الى العقل وبالابتعاد عن التشنج الانفعالي العاطفي وبالركون الى الحوار والتفاهم وبأعتماد الاليات الدستورية والديمقراطية لتجاوز هذه الازمة، ولمعالجة المشكلات المطروحة والاخطار الشاخصة التي تهدد الامن الوطني والوحدة الوطنية وتجنيب البلاد مخاطر الانزلاق نحو الهاوية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال