الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النزعة الثقافية الأحادية أو ثقافة الهزيمة

حواس محمود

2009 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يسود في العالم العربي نمط من التفكير ينتج عن وعي ثقافي مشوه ومغلوط قائم على الأحادية الثقافية القومية والدينية ، بحيث أن ما يأتي من الخارج من أفكار وممارسات وتحولات هي كلها تحمل طابعا عدائيا للعرب والمسلمين وما ينبثق من داخل مجتمعاتنا من التراث والمعاصرة معا وما يجري من ممارسات سلطوية استبدادية هي مقبولة ان لم نقل عنها انها مرحب بها ، ولعل ضعف التحولات الديمقراطية وبطئ الحراك الديمقراطي العام وهزال المجتمع المدني والجمود الاقتصادي بسبب السياسات الاقتصادية الخاطئة والفساد القائم على احتكار الثروة الوطنية على يد الحكام ومعاونيهم وشللهم ومجموعاتهم الفاسدة والافسادية أقول لعل كل هذا ناجم من نمط في التفكير احادي النزعة قائم على قبول الظلم والحرمان والفساد من أولي الأمر العرب والمسلمين ورفض أي اجراء أو ممارسة غربية تجاه العرب والمسلمين رفضا قاطعا وممارسة هذا الغرب واتخاذ موقف سلبي أعمى من أفكاره الديمقراطية واتخاذ الموقف منه ككتلة واحدة موحدة دون تفريق بين غرب حكومي يبحث عن مصالحه في نطاق عالمي وبين غرب المنظمات الديمقراطية والمجتمع المدني والحداثة والتطور والتكنولوجيا
نحن سمعنا ورأينا حجم التنديد بالغزو الامريكي للعراق ولم نسمع أي ضجيج عربي لا رسمي ولا شعبي لمأساة الشعب العراقي لمدة تزيد عن الثلاثين عاما تحت رحمة حاكم قمعي بوليسي مخابراتي ظالم وتحت رحمة حروبه المدمرة في الداخل ( مع الكرد والشيعة) والخارج ( مع ايران والكويت) ، لقد سمعنا ورأينا حجم التنديد والتظاهر تجاه حادثة المرأة المصرية مروة الشربيني التي قتلت على يد رجل في ألمانيا ولكننا لم نسمع ونرى أي شيئ عن اغتيال رفيق الحريري أو الشيخ المتنور محمد معشوق الخزنوي وكذلك صمت العالم العربي صمت القبور تجاه مجازر دارفور بالسودان وهي مجازر وحشية بشعة تعتبر وصمة عار على جبين النظام السوداني والنظام الرسمي العربي الذي عوضا عن التنديد بالمجازر راح يحامي عن النظام الدكتاتوري في السودان ويدافع عنه وكأنه هو الضحية والشعب هو الجلاد !
والأمثلة أكثر من أن تحصى في عالمنا العربي الذي يحتاج الى بوصلة فكرية عميقة تستطيع أن توجه الشعوب العربية الى طريق الخلاص وتبين لهم مكامن الخلل والعطب في نمط تفكيرهم الذي يتم تغذيته من اعلام يعمل ليل نهار وفق الأجر المادي المدفوع وتغيب عنه الجدوى التوعوية والمعرفية ، هذه المهمة هي مهمة المثقفين والمفكرين والاعلاميين في سائر أرجاء العالم العربي وبلاد المنافي البعيدة
- حواس محمود –










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2009 / 12 / 7 - 15:30 )
الاخ المحترم محمود ، احسنت الطرح ، وأصبت الهدف ، هذه مهمة المثقفين حمل بوصلة التغيير ، بوصلة الإصلاح السياسي والإجتماعي والإقتصادي . والأهم بوصلة إصلاح إنسان الشرق الأوسط الذي يتعرض الى تآكل من قبل أدعياء ووكلاء الإله على الأرض سلطاناً أم كهنوتاً . شكراً لك

اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة