الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل شيئ من أجل معركة التشبث بالسلطه

مارسيل فيليب

2009 / 12 / 7
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


جميعنا يعرف الحكمه التي تقول ... أن التأريخ لا يعيد نفسه إلا بشكل مهزله ... وأكثرية من أكمل الدراسه الثانويه قرأ أن سُـنّة الحياة هي التطور للأعلى ، وان البقاء للأفضل ، كما لابد أنه أطلع على الحقيقه التأريخيه التي تشير وبوضوح ، أن أهم مرحله زمنيه ميزت الأنسان الأول عن أسلافه ( حسب نظرية عالم التأريخ الطبيعي تشارلز داروين ) ، كانت تلك التي تمكن فيها من انتاج النار والأحتفاظ بها ، ونقلها معه اينما حل .. لأن تلك كانت نقطة البدايه لفتح أفاق جديده أمام الجنس البشري والأرتقاء نحو الأفضل ... لكن ماشرع ليلة أمس الأحد 6 ديسمبر الجاري كتعديل لقانون الأنتخابات رقم 16 لسنة 2005 ، سيُبقي العراق غارقاً في تخبطه الرهيب ، عوضاً عن المساهمه في دفع الوضع والعمليه السياسيه عبر نتائج الانتخابات القادمة في 2010 خطوة إلى ألأمام بأتجاه بلورة أسس سليمه لقيام نظام ديمقراطي يحقق العداله الأجتماعيه لأبناء شعبنا العراقي .
ولأنه وأضافة لبعض المواد التي اقحمت بتعديل القانون المذكور، وتناقضها الواضح مع الحقوق التي كفلها الدستور ... إلا أن التعديلات الأخيره والأصرار عليها بهذا الشكل ، هدفت كما يبدو لأي مراقب منصف ، لتعزيز هيمنة الكتل الكبيره على مواقع القرار ومفاصل السلطه الرئيسيه ، دعك عن ما أفرزه القانون نفسه مما يمكن وصفه " بثنائيه ميتافيزيقيه فيما يتصل بالعلاقة بين الناخبيين العراقيين في الداخل والخارج " ... هدفاً لتعزيز السيطره على المال والنفوذ من قبل نفس الكتل ، وتطويع الرأي العام وتشكيله أعلامياً بما يتناسب ومصالح ، أحزابها وطوائفها وأنصارالمحاصصه الطائفيه والقوميه وكل المشاركين في تقاسم حصص ، ما أتفق على تسميته بالتوافق على تقسيم السلطه من قبل الحاكم المدني الأمريكي ، بول بريمر ( ونظريته الشهيره في تقزيم هوية المواطنه العراقيه ، بمفهوم شيعه ـ سنه ـ أكراد ) .

مواد القانون الأخير لا تخرج عن صيغة التوافق على توزيع المقاعد الأنتخابيه فقط ، أي عباره عن تقاسم السلطه انتخابياً بأسم الديمقراطيه التوافقيه ، لكن جوهر القانون أستبدادي يسد الأفق تماما على أي أمل بالتغيير نحو أفق ديمقراطي ودولة مؤسسات دستوريه ونظام يحقق العداله الأجتماعيه على المدى المنظور ... وطبعاً ، خلال الأيام القادمه سينهال سيل التهاني أعلامياً ، مع بعض الخطب العصماء هنا وهناك بهذا الأنتصار العظيم لأرادة شعبنا .

بأعتقادي أن محنة المثقف تبدأ هنا .. عندما سيحاول أن يلعب دورا مستقلاً عن أطار هذا الاستبداد ، لكنه سيبدو كمثل الذي ينفخ في قربه مثقوبه ، أمام أجهزة دوله وكتل وأحزاب تمتلك المال والنفوذ ، وتتحكم بمؤسسات الأعلام وآلياته ، كما في الأنظمه الدكتاتوريه التي تستغل الأجهزه الأعلاميه ومؤسساتها للتأثيرعلى وعي الجماهير ، وفي حالتنا العراقيه (( لتقاسم السلطه والنفوذ بين المذهبي والأثني والعشائري ، وحشد التبرير الأعلامي لمشروعية أن تمارس الضحيه دور الجلاد ، لكن بسيف أملس ناعم )) .. مع الأبداع وبأمتياز في تطبيق مقولة الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو ، الذي درس وحلل تأريخ الجنون .. عندما قال .. " بأنك تستطيع أن تقيد الناس بسلاسل أقوى من الحديد عن طريق أفكارهم " .

هنا عزيزي القارئ سينطبق ماقاله .. ركن الدين الوهراني في أحدى رسائل مقاماته الهزليه على نواب ( برلماننا الوطني ) لبعض الكتل وأطراف المعارضه العراقيه ( سابقاً ) التي كانت تعدنا قبل السقوط ، بأنها تسعى لنفس الأهداف الوطنيه التي كنا نقاتل من أجل تحقيقها ضد نظام الدكتاتوريه المقبور ... أي ، لبناء عراق ديمقراطي فدرالي تعددي حر مستقل موحد ... لكن يظهر ان الجماعه فعلاً كمثل الذي ...

صلى وصام لأمرٍ كان يأملهُ ....... حتى حواهُ فما صلّى ولا صَاما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على