الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغامرات كهيعص - أجزاء ( 7 )

أمجد المصرى

2009 / 12 / 17
الادب والفن


فى جنح الظلام تسلل أزميل و خادماه فى ملابس الفرسان , و من اسطبل بهيجه أخرج أزميل فرسين امتطى أحدهما و ركب خادماه الآخر , و اتخذوا طريقهم حتى بلغوا البيت المهجور , أمر أزميل أحد خادميه أن يوثق عقال الفرسين , بينما أشار للآخر بإعتلاء شجرة كبيره و النفاذ إلى باحة الدار عبر الشرفه لفتح مزلاج الباب من الداخل ثم راح يتفقد محيط الدار , فوجد بين الأشجار بئر ماء يتدلى بفوهته حبل . عاد أزميل الى بوابة الدار المغلقه عندما وجد هزات تبين أن خادمه بالداخل يحاول فتح الباب , فبدأ مع خادمه الآخر يدفعان الباب من الخارج فما أن انفتح حتى انهال التراب على ثلاثتهم , و عندها أوقد أزميل شعلة الزيت و ولجوا خائضين فى طبقات من الأتربه تصدم وجوههم خيوط العنكبوت و تزكم أنوفهم رائحة عطنه.

تفقد أزميل و خادماه بهو الدار فوجدوه رحبا فسيحا عامرا بالأثاث و الرياش تتوسطه مبخرة نحاسيه ضخمه , و على الجدران علقت قناديل نحاسيه أسرع أزميل بإيقادها من شعلته فاستضاءت أركان المكان الذى وشى بعز قديم ,و إلى الجانب لمح درجاً خشبياً ارتقوه الى الطابق العلوى , بعد أن أشعلت القناديل جال أزميل يتفقد المكان الذى نال استحسانه فأمر الخادمين: عليكما بالبدء فوراً فى تنظيف و ترتيب هذا الطابق ريثما ألقى نظرة بالأسفل.

هبط أزميل الدرج الى البهو و راح يجيل بصره فيه , عند الركن الداخلى للبهو لمح جذوع نخل متراصه متجاوره , دفعه فضوله لزحزحة أحدها فوجدها تخفى ممراً الى الأسفل , أزاح أزميل جذعاً آخر و هبط الدرج الحجرى فاذا به يقوده إلى قبو كبير , فى الركن منه وجد صندوقين كبيرين يعلوهما قنديل مثبت بالحائط , مد أزميل يده بالشـعله فأوقده بينما تعثرت قدمه بشئ على الأرض , إلتفت أزميل خافضاً شعلته إلى موضع قدميه فاتسعت حدقتاه و تسمرت قدماه و جف حلقه و سرت بجسده رجفة حين شخص ببصره فوجد جثة كاملة لرجل ممدة على الأرض بين الصندوقين و قد أحالها الدهر عظاماً , تراجع أزميل خطوات ثم ما لبث أن تمالك نفسه و استجمع قواه و عاد ليفتح بعناء أحد الصندوقين فألفاه مكتظاً بالكتب و اللفائف و القراطيس.

فى ضوء الشعلة و القنديل راح يقرأ اللفائف و المخطوطات الواحدة تلو الأخرى , حتى عثر على مخطوطة هى مرثية كتبها أب فى فقد ولديه الوحيدين (مسعود) و(سعد) اللذين هلكا و دفنهما بيديه فى قعر داره ذات يوم أسيف , و كم كان يتمنى أن يورثهما داره و ثروته الطائله.
واصل أزميل فض اللفائف و قراءتها حتى عثر على صك ملكية ذلك القصر المهجور , و عرف منه أن منشئ القصر و مالكه المسجاة عظامه أمامه على الأرض هو (قاعود الحارث). إتجه أزميل إلى الصندوق الآخر و فتحه فرأى عجباً , الصندوق ملئ بالدنانير الذهبيه و قلادات من اللؤلؤ , و لما نبش و غاص ساعده اصطدمت يده بجسم معدنى عريض ذى سُمك , أخرجه فإذا به سبيكة ذهبيه لم ير لها مثيلا من قبل , أعادها و أغلق الصندوق غلقاً محكماً .

استدار أزميل إلى صندوق اللفائف فأخرج بعضها ثم رفع عظام الرجل و ألقاها فى الصندوق و غطاها باللفائف عدا صك ملكية القصر , ثم أحكم غلق الصندوق وأطفأ القنديل و عاد أدراجه الى البهو فأعاد الجذعين الى ما كانا عليه و أهال التراب فوق الجذوع, أطفأ أزميل قناديل البهو قبل أن يرتقى الدرج الى الطابق العلوى ثم خاطب خادميه قائلاً: أراكما قد أوشكتما على الانتهاء من العمل , بعد الفراغ منه اقضيا ليلتكما هنا و سوف ألقاكما فى الصباح .

إمتطى أزميل صهوة جواده عائداً من حيث أتى , و لما بلغ باب المنظره سمع صوفيا تغنى بصوت عذب , طرق الباب و ناداها بصوت خفيض فأسرعت بفتح الباب ,خاطبها قائلا: ما أعذب غناءك يا صوفيا , فيم أرقك حتى هذه الساعه؟ أجابت صوفيا : لم يواتنى النوم فالمكان موحش فى غيبتك ... ويلى ! مالى أرى ثيابك معفرة ؟ أزميل :كان العمل شاقاً , سأغتسل و أنام فقد نال منى التعب ... يمكنك الآن أن تخلدى للراحه فها أنا قد عدت ... تصبحين على خير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليه تكرار المقالات
أمجد المحتار ( 2009 / 12 / 18 - 20:05 )
يا أستاذ أمجد ... هل تقرأ مقالاتك بعد نشرها وتتابعها ؟ الإجابة الصريحة هى لا لأنك تكرر كل مقال مرتين وهذا التكرار سيفقدك الكثير من القراء الذين يرون أنك منذ البداية تعودت على تكرار نفسك ، أرجو أن تصحح ذلك الخطأ وأتمنى أن تعطى القراء توضيحاً على هذا التكرار الذى لن يتعلم منه الشطار !!!! وشكراً


2 - الأستاذ الفاضل / أمجد المحتار
أمجد المصـرى ( 2009 / 12 / 19 - 06:09 )
الأستاذ الفاضل / أمجد المحتار ، أشكرك أولا على المرور و التعليق و التنويه عن متابعتك لما أنشر على موقع الحوار المتمدن ، و أحسد نفسى أن انتقادك قد جاء بعيدا عن الموضوع ( الرواية ) و انحصر فيما رأيته تكرارا للنشر .. و لكن أرجو ملاحظة أن الحادث ليس تكرارا و لكنه إعادة نشر لشريحة أخرى من القراء على محور آخر من محاور الموقع ، فليس بالضرورة مثلا أن يكون جميع قراء محور الفن و الأدب هم من رواد و قراء محور العلمانية و الاسلام السياسى ، و يمكنك التأكد من ذلك من مقارنة بسيطة بين عدد التقييمات لنفس المقال هنا و هناك و كذلك بين نسبة التقييم هنا و هناك ، ،، و لا يفوتنى أن أعترف بوقوع خطأ غير مقصود أعتذر عنه لك و لجميع القراء و لادارة الموقع نتج عنه نشر الجزء السابع مرتين على محور الفن و الأدب ، و لك التحية

اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه