الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظواهر شاذة ومرفوضة

هاشم الشبلي

2009 / 12 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من الشائع ان الدول التي لاتمتلك تقاليد وممارسات ديمقراطية وفهم عميق بمعنى الحرية ، حرية الرأي والتعبير والنقد الموضوعي تتحول فيها المنافسة والمباراة السياسية الديمقراطية وخاصة في مرحلة الاستعدادات لخوض الانتخابات العامة الى معارك وصراع ونزاع بين الاطراف المتنافسة ، وحرية الرأي والتعبير والنقد الى اتهامات وافتراءات ومنابزات والى تسَقط الهفوات ، وهذا ماتشهده الساحة السياسية العراقية .

حيث اصبحت الفضائيات والمواقع الالكترونية ميادين وساحات ومنابر لتبادل الاتهامات والافتراءات والقدح بالشخصيات العامة، وكما اقترب موعد الانتخابات اشتدت حدة حملات التسقيط والافتراءات والتخوين متهمة هذه الجهة أو تلك بالضلوع بالعمليات الارهابية أو بدعمها او بتلقي الاموال والرشاوي من جهات اجنبية بدون ادلة تؤكد ذلك بغية اسقاطها جماهيرياً وازاحتها من حلبة المنافسة الانتخابية.

تدعو هذه الظواهر الشاذة والتي هي من مخلفات الانظمة الشمولية الى الاسف والاسى والرثاء الى ماوصلت اليه الحالة السياسية من تردي وهبوط وضياع والى ماوصلت اليه ذهنية وسلوكيات بعض ادعياء السياسة من مستوى متدني في التعامل السياسي مع الخصوم .

اطل علينا قبل ايام احد النواب المهووسين بالسلطة والظهور من على شاشة احدى الفضائيات متهجما على احد المسؤولين مستخدماً الفاظاً وعبارات لاتليق به كعضو في مجلس النواب أو كسياسي.

من مزايا شعبنا انه لايستسيغ ولايقبل استخدام اساليب التشهير والافتراء في التعامل السياسي وانه يستهجنها ولايحترم من يستخدمها لان من تقاليده السياسية احترام الكلمة المهذبة والصادقة والنقد الموضوعي البناء والنزيه والحوار المتزن الهادف والرأي والرأي الاخر وتقدير واحترام الخصم السياسي.

ان اسلوب التجني والافتراء لايسئ لمن وجهت له الاتهامات والشتائم بقدر ماتسئ الى من تلفظ بها واستخدمها ووظفها في حواره.

السياسة علم وفن وادب واخلاق وادارة ومسؤولية وممارسة عقلانية وليست ممارسة سباب وشتم واتهامات وافتراءات.

الانتخابات استحقاق دستوري ووطني وديمقراطي ، ومن المفترض ان تكون مناسبة للتنافس بالبرامج السياسية ، وللتسابق في ترسيخ تقاليد ديمقراطية للحملات الانتخابية ولتبني حاجات ومطالب الناس ، لاساحات ومنابر لتبادل الاتهامات والافتراءات والتخوين التي من شأنها تأجيج حدة التوترات والتجاذبات السياسية وتعميق الاحتقانات السياسية والطائفية والحزبية وحرف العملية الانتخابية عن مسارها الديمقراطي والى تصدع الجبهة الداخلية مما يخلق مناخاً مناسباً وارضية مثالية لمزيد من العمليات الارهابية واعمال العنف والتجاوز على السيادة الوطنية وعلى ثروة البلاد النفطية بقيام ايران في 18/12 بالتوغل الى داخل الاراضي العراقية واحتلال بئر نفطي في حقل الفكه .

ان حراجة وتعقيد وهشاشة الوضع السياسي والامني والتدخل الاجنبي الفظ في الشأن الداخلي يتطلب من القوى السياسية ان تبادر لاستثمار اجواء الانتخابات لا للمناكفات والتجاذبات والمنافسات الغير مشروعة وانما للتفاهم والتعاون ولفتح صفحة جديدة من العلاقات فيما بينها ولتفعيل مشروع المصالحة الوطنية وقيم التسامح ونبذ الاحقاد والاحساس بالظلم ومد جسور الثقة وتوظيف كل الطاقات والجهود والقدرات لمواجهة المشكلات والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجه البلاد ولاجراء العملية الانتخابية بشفافية ونزاهة وسلام وبأجواء ديمقراطية.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة