الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعم الإعلام الحر والمستقل

سلام خماط

2009 / 12 / 29
الصحافة والاعلام


الديمقراطية الحقيقية وحدها التي تستطيع أن تحد من جبروت السلطات وانتهاكها لحرية الرأي والتعبير ,وبما ان العراق يعتبر من البلدان الخارجة توا من نظام دكتاتوري شمولي,فان مستوى الوعي السياسي والديمقراطي لا زال غير ناضجا لدى الكثير من أبناء شعبنا العراقي بسبب عدم ترسخ مفاهيم الديمقراطية رغم مرور أكثر من 6 سنوات على اتخاذها نظاما سياسيا يعمل في أهم مفاصله على عملية التداول السلمي للسلطة, وان جبروت السلطات يبقى يشكل خطرا قائما ما لم تتوفر بعض العوامل الرادعة ومن أهمها الإعلام الحر والمستقل الذي يقوم بمهمة الرقابة على تلك السلطات (التشريعية والقضائية والتنفيذية ) , ولهذا السبب تكون حرية الإعلام ذا قيمة عظيمة في البلدان الديمقراطية بالمقارنة مع البلدان غير الديمقراطية .إن أصحاب القرار او أصحاب المصالح لا يريدون للإعلام ان يكون حرا ومستقلا لأنهم يرغبون في ممارسة نشاطاتهم غير المشروعة بعيدا عن الأنظار كيلا يعرضوا أنفسهم للمسائلة القانونية,فنرى بين الحين والأخر ما يتعرض له الإعلاميون والصحفيون من اعتداء واعتقال أو القتل بسبب محاولاتهم لكشف الحقائق أمام الرأي العام من جهة وبسبب ان أصحاب القرار أو المصالح لم يتقبلوا النقد أو الطرح الموضوعي الذي يكون بالضد من توجهاتهم وسياساتهم من جهة أخرى ,ولهذا يعمد البعض الى مضايقة أصحاب الأقلام الحرة والجريئة لأنها تكشف للمواطن سياسة التضليل والخداع التي يستخدمها صاحب النفوذ أو صاحب القرار .
والإعلام سلاح ذو حدين الأول يستخدم كأداة توجيه وتحكم وتعبئة سياسية وهنا يكون جزء من اللعبة السياسية والتجارية وتعبير عن موقف يمثل مصالح معينة ومحكوم بسياسة الممول والموجه وبالتالي لا يمكن ان يوصف بالحر او المستقل ,ولا تخرج الصحافة الحزبية عن هذا المفهوم لأنها ملتزمة الى حد كبير بسياسة أحزابها وهي بذلك لا يمكن أيضا ان توصف بالحرة والمستقلة إلا من حيث التمويل.
من هنا نستطيع القول ان حزبية الإعلام تنسق الحرية الإعلامية مع بعض الاستثناءات .
ولم يمن الإعلام الرسمي او الحكومي بعيدا عن هذه القاعدة فهو كذلك محكوم بسياسة حكوماته ,ففي الخمسينات من القرن الماضي هدد السيناتور الأمريكي مكارثي بملاحقة وتخوين كل صحفي او مثقف او كاتب يتعاطف مع الأفكار الاشتراكية ويتهم بالتعاطف مع الاتحاد السوفيتي العدو اللدود للولايات المتحدة الأمريكية ,أما اليوم فان تهمة التخوين لا زالت سارية لكن بحجة جديدة هي عدم سير الصحفي او الكاتب او المثقف الأمريكي في ركب الإدارة الأمريكية لأنها تكافح الإرهاب .
لقد اتصلت بأحد الأصدقاء المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية وطلبت منه إعطائي فكرة عن وسائل الإعلام هناك وقد أجابني ان ما يذاع او ينشر او يقرا في نشرات الإخبار في جميع القنوات الأمريكية تأخذ المتلقي الى انطباع مفاده ان هنالك رئيس تحرير واحد لها جميعا لتشابه الموضوعات والقضايا التي تتناولها ,من هنا استنتجنا ان الحرية التي يتحدث عنها الاعلام الغربي هي حرية ذات بعد واحد ,أي ان يكون مسموحا لك ان تقول ما تشاء لكن في اتجاه محدد, وغير مسموح ان تتناول بحرية في مجالات تتعارض مع السياسة الأمريكية مثل القضية الفلسطينية او الاستهتار الصهيوني الإسرائيلي او الاحتلال او الأزمات التي الاقتصادية والمالية التي يتعرض لها العالم بسبب تلك السياسة الامبريالية ,وهذا يذكرنا بالإعلام زمن النظام الدكتاتوري وكيف كانت الصفحات الأولى من الصحف الصادرة آنذاك متشابهه وكان لها رئيس تحرير واحد .
لذا يكون الإعلام الغربي يستخدم لتطويع المجتمعات الغربية وتضليها بنفس الطريقة التي تستخدم الأنظمة الشمولية وسائل إعلامها لإخضاع شعوبها .
من هنا نقول لابد للبرلمان العراقي وقبل انتهاء دورته الانتخابية من الإسراع في إقرار قانون الصحافة وحماية الصحفيين ومراجعة التشريعات التي تسهم في تقييد حرية الإعلام وتعديل او إلغاء ما يتعارض مع هذه الحرية وبما يتواءم مع المعايير الدولية وضمان حق الصحفي في الوصول للمعلومة بما يمكنه من القيام بدوره في الرقابة ويكفل حق المجتمع في المعرفة ,وهذا لا يتحقق فقط بنوايا الحكومة الحسنة بل بتشريع قانون لذلك وبتضامن كل منظمات ومؤسسات المجتمع المدني دعما لحرية الإعلام الحر والمستقل.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء