الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقفة مع الذات

سمير دويكات

2010 / 1 / 3
حقوق الانسان


ايها العرب، كنت اريد ان اكتب المقال بعنوان ايها العرب والتي تفيد المنادى، اي انادي العرب، لكن وقد نادينا من قبل كثيرا حول حالنا نحن جميعاً، فحياتنا لم تصل الى درجة العدم والبؤس المطبق، لكن يجب ان نصارح انفسنا اولا، بان وضعنا العربي متشرذم ولا نحسد عليه، ذلك باننا لم نولد كأمة منذ ثلاثة قرون او اقل، كما الحال مع غيرنا، ولكن لنا تجارب ونحن موجودون قبل التاريخ وولدنا منذ العهد الاول فابراهيم وابناءه عليهم السلام هم اصلنا الاول، فاتذكر كذلك مقولة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال " حكمت، فعدلت، فنمت" وهو كان خليفة الامة ولم يهب احدا وانتشرت حدود الدولة الاسلامية الى ابعد حد ودخلت مدينة السلام القدس لاحضان الامة الاسلامية انذاك دون قتال او دماء في عهده.
وقد لفت انتباهي اخيرا امران، الاول وهو ما كشفه الصحفي السويدي، دونالد بوستروم، حول سرقة اعضاء الشهداء الذين يقتلهم الجيش الاسرائيلي المحتل ويقوم بتشريح جثثهم وسرقة اعضاء الجثث لبيعها واستغلالها في اعمال تجارية غير مشروعة او منحها لجنود جيشه، فهذه القصة لم تكن وليدة اللحظة عندما كتب عنها هذا الانسان الرائع، ولكن كانت منذ النصف الثاني من عقد الثمانيينات من القرن الماضي وقبل وخاصة انها تعززت اثناء الانتفاضة الاولى وهي ما حصلت مع زميل كان قد استشهد في سنة الثلاث وتسعين من القرن الماضي وقبل بعضة اشهر من توقيع اوسلو، وقد قام الجيش المحتل بتسليم جثته في منتصف الليل واجبر اهله على دفنه مباشرة وكانت الرواية واضحة حول ان اعضاء جسده كانت قد سرقت، وكتب عنها كثيرا وكتب عنها بالصحافة ولكن كان ينقصها التبني من كل وسائل اعلامنا المحترمة، وعند كتابة الصحفي السويدي عن الموضوع قامت الدنيا ولم تقعد، فلماذا لم يثر هذا الموضوع امام هيئات الامم المتحدة الى الان، اذ تصنف هذه الافعال على انها جريمة وربما جريمة حرب.
والامر الثاني هو"عرين شعيبات" من بيت ساحور قضاء مدينة بيت لحم، والتي امتلكت قصة رائعة حول العمليات الاستشهادية من حيث انها فتاة كانت ترغب بالاستشهاد بعملية استشهادية والمشهد الاخر انها عدلت عن تفجير نفسها قبل لحظات من التفجير، لقد شاهدت انا التعليق على هذا الخبر من على شافة تلفزيون اسرائيل وقد قامت هذه الشاشة بالتعليق على نفس القصة اثناء محاكمتها ونشرت في كافة الصحف الاسرائيلية، الملفت ان الاخت عرين كانت قد افرج عنها قبل سبع اشهر بعد اكثر من سبع سنوات سجن، فلماذا لم تنشر اخبار عنها او تقرير صحفي بخصوصها صحفنا واعلامنا الفلسطيني، ولم يتم ذلك الا بعد يوم او يومين من نشر تقرير اخباري عنها في تلفزيون اسرائيل الدولة المحتلة.
لكن وتعليق على ذلك وسببه هو انه ليس لدينا اعلام ولا صحافة، واننا اموات وهذا سبب فشلنا وانهزامنا، فاعلامنا ليس الا ناقل واعلاميينا ليسوا الا تجار ورق وكلام مبتور وفضائح وصور لشبه فنانات وفنانون.
وهناك امور اخرى منها ان دولا كثير في اوروبا وغيرها، تقوم الان على استغلال توليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، بينما عالمنا العربي الذي تغطيه الشمس لاكثر من تسعة شهور كاملة لم يقم بذلك، والدول الاخرى قامت على هذا المشروع زيادة على النظافة للبيئة وتوفير استهلاك النفط ولكن كذلك لضمان توفير الطاقة باستمرار.
فاتذكر عندما اهدى الخليفة هارون الرشيد الساعة للملك شارلمان والذي افتكر ان الساعة ما هي الا جنية، ولم يعرف ماهيتها قبل ان يعرف ذلك من العرب، هنا المفارقة بين هنا وهناك على مسار الزمن، ونعود لكلمة سيدنا عمر بن الخطاب الشهيرة شملت وعمت اساس ومبادىء هامة في الحكم والعدل، فلا طغيان ولا قهر ولا ظلم ولا محسوبيات او رشاوي او تجاوزات واختراقات للقوانين والانظمة.
ونورد قصة القاضي الذي ذهب لسيدنا عمر يشكوا قلة القضايا وذلك لسواد العدل والمساواة بين الناس، وحاضرنا الأليم في تعيين القاضي الذي لا يستحق وبالواسطة لانه محسوب على فئة معينة وحكمه في حقوق الناس واعراضها وهو لا يعلم ولا يفهم ولا يقرأ، فان قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ان اثنان من اصل ثلاثة قضاة في النار فاليوم جميعهم في النار، الا من رحم ربي.
امام هذا الوضع، فلا بد من التحرك وبسرعة لكي لا نبقى عبيد ومنحطين، لكي ننموا ونتطور ونخرج اطفالنا وابناءنا من هذا الظلم والقهر والاستبداد، ونختصر آلامهم وعذاباتهم، فنحن بحاجة الى وقفة جادة مع الروح والذات وعلى الجميع ان يدرك خطورة الوضع والمرحلة، فيلزمنا جميعا مراجعة انفسنا وتقرير الافضل لوضع الرجل الافضل في المكان الصحيح.
وان كنت ادعو الجميع اكادميين ومثقفين وطلاب ومربين وسياسيين واباء وابناء واجداد واحفاد وسياسيين وصحفيين ومحاميين وقضاة ومسؤولين ومواطنين ومؤسسات بالعموم .. فانني اتوجه بها الى الطبقة السياسية والاكاديمية بالتحديد لان التغيير عند الاولى والاصلاح لدى الثانية، ولتكن ثورة شاملة على كل شىء في التعليم والحكم والقضاء والاقتصاد والسياسة والثقافة وضد العادات الاجتماعية وكل شىء، حتى تحرير الانسان والفكر والمبدأ. وعندها يمكن حل كل قضايانا ورد كرامتنا وحريتنا. والله المستعان
















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيس سعيّد يرفض التدخلات الخارجية ومحاولات توطين المهاجرين في


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة – برنامج الأغذية العالمي يحذر من مجا




.. نشرة إيجاز – برنامج الأغذية العالمي يحذر من مجاعة محتومة في


.. العراق يرجئ مشروع قانون يفرض عقوبة الإعدام أو المؤبد على الع




.. رئيسة -أطباء السودان لحقوق الإنسان-: 80% من مشافي السودان دم