الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايات نسائية، من هنا و هناك

محمد نبيل

2010 / 1 / 5
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لاشيء يحمينا من الموت،

سوى المرأة …و الكتابة…

نزار قباني

مهاجرات مغربيات ينظرن بعيون مسكونة بالكثير من الألم و الحماس و التفاؤل بغد أفضل. تحدثت إليهن، و أنا أحضر الدورة الثانية للقاء “المغربيات من هنا و هناك”، المنظم من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج في مدينة مراكش. كل واحدة منهن تحمل في ذاكرتها حكايات عدة عن الهجرة و الاغتراب، في مجتمعات مغايرة، و في سياق ثقافات مختلفة.



حكاية أولى تلخصها حالة كاتبة مغربية مقيمة في هولندا، قررت أن تفجر المكبوت، و تعلن العصيان ضد تقاليد معينة، فكان مصيرها “حالة هستيرية” تمزقها، سببها وابل من التهديد الذي تلقته من طرف “مغاربة” رفضوا كتاباتها. فهي تقول عن خصومها: “إنهم يكرهون رواياتي،و لم يقاوموا مضامينها التي صدرت باللغة الهولندية، وحققت شهرة كبيرة”.



مهاجرة أخرى أذرفت دموع الحسرة على واقع المرأة المغربية في المهجر، و ناشدت جموع الحاضرين للتجميع، و التجمع في إطار يحمل هموم المغربيات من هنا و هناك، ولو على شبكة الانترنيت، بدل حالة التشتت و التشرذم التي تطبع الوضع الجمعوي النسائي في الخارج .



الهجرة ليست فقط صراعا مع و ضد الغير، الغربي في أوروبا و أمريكا و بلدان الاستقبال، بل هي كذلك إحساس بالغبن، كما عبرت عن ذلك مهاجرة من ألمانيا، رفضت التمييز الذي لحقها من طرف جمعية (قيل إنها تمثل الأطر المغربية في بلاد هيجل) ، همشت مشروعها في مجال الطاقة البديلة.



الهجرة كفاح و نضال و تفاعل مع الغير المختلف عنا ثقافيا و دينيا و اجتماعيا، و حتى تاريخيا. نساء مغربيات قهرن العزلة و الاغتراب، وأسسوا نواة جمعوية في أمريكا، لمساعدة الفقراء و المحتاجين، في وطنهم الذي ما زال لم يستوعب طاقاته بعد، و يحتضن حلمهم الأبدي . كانت ذلك الصوت القادم من بلاد العام سام لحضور اللقاء المراكشي . قررت أن تواصل كفاحها من أجل أطفال لهم الحق في دخول المدارس، بهدف المعرفة و العلم، و تحقيق صورة مغرب جميل، لا تخدشه لعنة الظلام.



مهاجرات مغربيات من هنا و هناك، صرخن ضد الظلم الذي يلحقهن، عندما يسمعن عن من أطلق عليهن اسم “مهاجرات فنانات “. هن مغربيات من هنا و هناك، لكن بجسد موشوم بعذاب رجل يشتري ما يبيعونه من هوى، تختلف لغات التعبير عنه. “فنانات” في مجال بيع لحظات المتعة للرجال، وهن أيضا مهاجرات، لكن من صنف مختلف. هجرة تساءلنا عن من يشتري و يبيع ووسيط عملية البيع، و عن أقدم حرفة في التاريخ، لأن في السؤال قيمة و غنيمة.



مغربيات من هنا و هناك، يواجهن تسلط الرجال ورجعيتهم، فقوانين بلدان الغرب المتقدم لم تستجب لآهاتهم المغايرة، و محنهم مع العنف بكافة أشكاله لا تنتهي. سمعت عن أخبارهن من بلدان عربية و أوروبية، و عبرت عنها مهاجرات رفضت إحداهن ذكر اسمها، و التحدث علانية حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.



مغربيات من هنا و هناك، حملن حلمهن الريفي الجميل مع زيت أركان و “العسل الحر “، و كل ما يحيل على طبيعة الإنسان الآيلة إلى السقوط. أحلام نساء أتوا إلى مراكش الحمراء من قرى سوس، هي تعبر عن أمل العثور على شيء مفقود. أما حماسة واحدة من نساء الهنا، دفعتني إلى مساءلة ذاتي، أنا المغترب دوما… كلامها عن المستقبل و الإبداع الثقافي، حرك في داخلي أشياء كثيرة، و زحزح في ذاكرتي أفكار كانت إلى وقت قريب ثابتة.



حكايات نساء من هنا و هناك، كانت مفعمة بالاحتجاج ضد ما تقوم به الدبلوماسية، و بعض القنصليات المغربية التي تسير في نظرهن، في الاتجاه الممنوع، أي مصلحة المهاجرين المغاربة. هذا الوضع دفع إحداهن إلى الصراخ و الانفعال، فأحيانا يفقد الإنسان عقله، عندما يتحدث أو يصف تصرفات وأفعال تتناقض مع لغة العقل.



حكايات مغربيات من هنا و هناك، كان عنوانها الرئيس، الحسرة و الفرح، الممزوج بكل المتناقضات، في زمن أضحى فيه الانفصام قاعدة. لا أنكر أن لقاءاتي في مراكش مع مغربيات من مختلف التوجهات و التجارب، سمحت لي باكتشاف شيئا من ذاتي، و منحتني طاقة جديدة كنت في حاجة ماسة إليها، فلا مستقبل لبلد أو وطن أو مجتمع، نصفه الآخر معطل .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواية النصف الحي


.. زواج القاصرات كابوس يلاحق النساء والفتيات




.. خيرات فصل الربيع تخفف من معاناة نساء كوباني


.. ناشطة حقوقية العمل على تغيير العقليات والسياسات بات ضرورة مل




.. أول مسابقة ملكة جمال في العالم لنساء الذكاء الاصطناعي