الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فخ الأرهاب الإجراءات الأمنية الأمريكية الجديدة -2010-

نزيهة أحمد التركى

2010 / 1 / 15
العولمة وتطورات العالم المعاصر


أعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية جانيت نابوليتا نورسميا السبت 29 ديسمبر 2009 عن تشديد الإجراءات الأمنية في الولايات المتحدة Tighten Security in America على جميع الرحلات المتجهة إلى أمريكا وجاء هذا الإعلان بعد حادثة التفجير الفاشلة لطائرة "نورث ديست ايرلانينر" الأمريكية التي كانت متجهة من امستردام إلى مطار دتيروتي يوم الميلاد، وهي المحاولة التي قام بها النيجيري عمر فاروق عبد المطلب لتفجير الطائرة بعد سفره من اليمين حيث تلقى تدريباً هناك على أيدي عناصر من القاعدة : كما تضمن الإعلان عن لائحة تتألف من 14 دولة سيخضع رعاياها لتفتيش الدقيق عن طريق المسح الضوئي "سكانر" وهي آلات مسح كامل للجسم، وقد أيدت دول عديدة هذه الإجراءات وأعلنت أنها ستعمل على تشديد إجراءاتها الأمنية كذلك إسوة بالولايات المتحدة. فقال غوردون براون "رئيس الوزراء البريطاني" أن مطارات بريطانيا ستلجأ إلى تلك الإجراءات تدريجياً وذكر لقد أدركنا استخدام القاعدة أنماطاً جديدة من الأسلحة لذلك علينا الرد السريع. ذلك أن عبر المطلب كان يحمل المتفجرات كمسحوق متفجر خيطت في ملابسه الداخلية لذلك لم ترصدها أجهزة رصد المعادن التقليدية وعن انتهاك هذه الأجهزة للخصوصية ومعارضتها من قبل الكثيرين سواء على مستوى دولي "دول ، مؤسسات المجتمع المدني ، منظمات حقوق الإنسان" ذكر وزير الخارجية الإيطالي "فرانكو فرايتي" حتى لو اعتبرت تلك الأجهزة "تضحية" بخصوصية المسافرين، فإن "الحق في الأمن شرط مسبق للحريات كافة".
ووصفت نيجيريا الإجراءات الأمنية التي فرضتها السلطات الأمريكية بأنها "ترقي إلى مستوى التمييز ضد 150 مليون نيجيري" كما احتجت كوبا وأعلنت في بيان رسمي لها سلمته إلى جوناثان فارار رئيس قسم رعاية المصالح الأمريكية في هافانا نرفض بشكل قاطع هذا العمل العدائي الجديد من جانب الحكومة الأمريكية.
وتضمنت القائمة دولاً هي : كوبا، إيران، السودان، سوريا، نيجيريا، باكستان، أفغانستان، ليبيا، الصومال، الجزائر، لبنان، السعودية، العراق.
وقد سبب هذا الحدث إرباكاً أمنياً شديداً في الولايات المتحدة، التي وجهه لأجهزتها الأمنية تهمة التقصير من جهات عدة فقد أعلنت إذاعة "سي إن إن" في 4 يناير 2010 عن إغلاق صالة "C " في مطار نيويورك الدولي بسبب خرق أمني وقالت الإذاعة أن الصالة أخليت واعتبر فحص الركاب بعد أن عبر أحد الركاب من الجانب الخطأ لنقطة تفتيش دون أن يتم فحصه.
وقد وجه الرئيس الأمريكي "أوباما" اتهاماً رسمياً إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن معقلاً له باستهداف الطائرة التي نقلت 290 راكباً وأصدر بعدها أمراً بمراجعة آليات عمل أجهزة الأمن والاستخبارات، كما أغلقت كلا" من، أمريكا، بريطانيا، فرنسا، اليابان، سفارتها في اليمن تحسباً لأي هجوم قاعدي عليها، غير أنها عادت وفتحتها لتأكيد الحكومة اليمنية على قدرتها على حماية السفارات، فقد استدعى الرئيس الأمريكي رؤساء أجهزة الاستخبارات في إدارته، بالإضافة إلى مسئولين عديدين آخرين منهم وزير الدفاع "روبرت غيتس"، ومدير المخابرات المركزية ليون باتيتا، ومستشار الأمن القومي جيمس جوتر، ومستشار الرئيس لشئون مكافحة الإرهاب، جون بيرنان، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لبحث كيفية مواجهة الإرهاب في المرحلة الجديدة : وهنا لنا أن نسأل سؤال هل تحديد الإجراءات الأمنية الذى تتخذه الولايات المتحدة حالياً في محله أي هل سيمنع ذلك الإرهاب ومزيد من الهجمات على الولايات المتحدة ،أم أن الأمر يتطلب من امريكا اكثر من مجرد تشديد الأجراءات الأمنية لمنع هجمات مستقبلية جديدة من القاعدة ، ان الأمر يتعدى مساءلة تحديث الأستخبارات، وتطوير تكنولوجيا الكشف عن المتفجرات،ذلك ان القاعدة ستطور من وسائلها كذلك لتصل الى تحقيق اهدافها ،وكم ستمنع هذه الأجراءات الأخطار القادمة الى امريكا، والى متى ،سؤال تساءله مسئولون عديدون ومن داخل امريكا ،الا يجدى لأمريكا ان تعالج الأسباب الحقيقية للارهاب حتى تكون فى مأمن فى المستقبل من مثل هذة الأخطار، الايجدى دفع الأموال لتحقيق هذة المعالجة ، لقد أعلنت الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب منذ عام 2001 ولم يزداد الأمر إلا تطورا، فهل ستقع إدارة أوباما في خطأ الإدارة السابقة ،وهو غض النظر عن الأسباب الحقيقية للإرهاب.
Turned ablined eye from the real causes of terrorism.
ذكر الخبير في شئون الأمن القومي إدوارد ألدن أن هذه الإجراءات التي تقوم بها الإدارة الحالية في غير محلها، وانها ستضر بأمريكا أكثر مما تنفعها، ذلك أن أي نظام شمولي يستند إلى الجنسية سيسهل على القاعدة تجاوزه عبر تجنيد عناصر في مكان آخر، والمثال ريتشارد ريد الذي كان قادماً من بريطانيا والذي حاول إشعال مواد متفجرة كان يخفيها في حذائه على متن طائرة فى عام 2001. إذ يمكن للإدارة أن تأخذ بأجراءات أخرى بدلا" منها قد تكون اجدى نفعا"، فالمسألة هي إصلاح الخلل في عالم السياسة في بلدان الشرق الأوسط ، وتدعيم الديمقراطية، والإصلاح والاهتمام بالاقتصاد، والثقافة، والتعليم ،وغيرها،فهذه كلها امور تحتاج لمعالجة حتى لا تظل منطقة الشرق الأوسط مفرخة للارهاب ،اذ يجب الأهتمام بكل هذة الجوانب . فالمعالجة الأحادية الجانب لا تنفع وقد أثبتت فشلها عبر السنوات الماضية ولم تؤدي إلا إلى زيادة النشاطات الإرهابية وزيادة مجنديها، ومع إن الإدارة الأمريكية الحالية عبرت عن عزمها الاهتمام بهذه الجوانب والا تكون معالجتها للإرهاب معالجة سطحية ،كما حدث لإدارة "جورج دبليو بوش" السابقة التي رفضت الاعتراف بفكرة أن الفقر والظلم الاجتماعي، ساهما في خلق الأرهاب في الشرق الأوسط ،وركزت على الاستبداد السياسي، والذي اعتبرته السبب الرئيسي، وطرحت الحل فى الديمقراطية ، وركزت فيها على الخطوط العرضية للديمقراطية،كاضرورة اجراء الأنتخابات مثلا" ،فكانت المعالجة قاصرة ولم تزد الامور الا سوءا وفتحت مجالات واسعة للصراع السياسى فى بلدان المنطقة مع استمرار التدهور على المستويات الأخرى فى هذه البلدان ،مما اعطى دفعة قوية للجماعات الأسلامية لزيادة نشاطها وكسب مجندين جدد تحت دعوة محاربة الفساد ،وطرح رؤى بديلة لأصلاح الأوضاع المتردية فى ظل الحكومات العاجزة حسب وجهة نظرها عن الأصلاح، فالقاعدة الأن اقوى من 2001 فى افغانستان ،وباكستان،والصومال ،والعراق،واليمن،وهى تتسع ليس فقط فى الشرق الأوسط، بل هى تتسلل الى افريقيا بخطى سريعة . فأين يكمن الخلل،وهو السؤال الذى يجب ان تطرحه اللأدارة الأمريكية وتتمعن فيه جيدا" ،ان صراع الأفكاروالمعتقدات لا يكفى معة قوة السلاح فحسب وأنما يحتاج ،لرؤية اوسع واشمل من مجرد حرب، واحتلال.
ومع ان جون بيرنان مستشار الرئيس "أوباما" لمكافحة الإرهاب أعرب في أول يونيو عام 2009 عن نهج جديد للإدارة الحالية في التركيز على الجذور والأسباب الاقتصادية والاجتماعية للإرهاب، اقتناعاً منها بأن أي مقاربة أو معالجة للإرهاب لابد أن تركز على المصدر the source of terrorism أي الظروف التي تساعد على وقوع التطرف العنيف.
ستكون اجدى فى مكافحة الأرهاب على المدى البعيد، وذكر بيرنان أن الاستخبارات العسكرية والإجراءات القانونية غير قادرة على مواجهة هذه الظروف ، فهذه تشمل الحاجات الأساسية والمظالم والمطالب المشروعة للأفراد، من أجل الرخاء والتعليم وكرامة الفرد والأمن ،ذلك أن الفشل في مواجهة الظروف السياسية الأوسع نطاقاً ،والاقتصادية والاجتماعية التي تساعد على إنماء المتطرفين، ستؤدي إلى ظهور مجندين جدد في طور الإعداد وسنتوقع هجوم آخر" وهو ماكاد يحدث على يد عبد المطلب النيجيرى ، فهل هذا دليل فشل الإدارة الحالية، لقد هوجمت إدارة "أوباما" من قبل الجمهوريين اللذين وجهوا انتقادات شديدة لأوباما يتهمون إدارته بالضعف في مواجهة الإرهاب والعجز عن إصلاح الثغرات القائمة في وكالات المخابرات. خاصة أن الوقت الحالي قرب الانتخابات النصفية للكونغرس وسعى الجمهوريين لاستعادة مكانتهم ورغبة الديمقراطيين في إحكام السيطرة عليه.و هذا ما دفع الرئيس أوباما إلى تشديد الإجراءات الأمنية حتى لاتظهر ادارتة بمظهر العاجز عن حماية البلاد.
فأمر بتقوية عملية تحليل ومعالجة المعلومات الاستخباراتية، وهي ما أسماه بإستراتيجية" تعطيل الخطط "وتعزيز الاستثمار في الأمن القومى ، وإضافة مبلغ مليار دولار لتأمين المطارات ، وتقوية الشراكة الدولية مع الدول الأخرى في مجالات الاستخبارات، حيث ذكر أن أمريكا حالياً هي "حالة حرب" وعليها ان تستعد لذلك جيداً ، إذا تواجه أمريكا حالياً شبكة كبيرة من العنف والكراهية كما ذكر،و في إشارة لمنتقديه من الحزب الجمهوري ذكر ان هذا ليس وقت للتحزب ، وإنما وقت المواطنة ،هكذا نحمي بلدنا ونجعلها أكثر أماناً. فكيف ستخرج إدارة "أوباما" من "فخ الإرهاب" الذي أصبح معياراً لنجاح الحكومات الأمريكية مؤخرا" ومصدر لشعبيتها ،خاصة مع تزايد انخفاض شعبية اوباما وقرب الأنتخابات النصفية للكونغرس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في