الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حواء و بناتها و التفاح

بسام البغدادي

2010 / 1 / 21
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


يبدو كأننا و بشكل من أشكال الحقيقة المرة جداً لم نتخلص بعد من مضاعفات تلك الاسطورة البابلية التي التي دارت احداثها قبل بدء الخليفة قي جنة عدن. عندما أخطأت حواء خطيئتها الاولى, و أكلت تفاحة لم يرق لله أن تأكل منها. و بعد هذه القضمة الخطيرة جداً في عين الله لأمرأة وحيدة في مجتمع السموآت الملئ بالفحول. بعد هذه اللحظة بالذات, اصبحت هذه الخطوة التأريخية بكل ما تحمله من معاني الثورة على القوانين الغبية مصدر و مركز كل الاوجاع الاخرى التي ستحملها النساء على ظهرها منذ اول يوم لولادتها و حتى يوم مماتها. لماذا؟ لانها السبب.

تعود و تتكرر الصورة, مرة تلو الاخرى و يوم تلو الاخر عندما يقف أحد الفحول ليسأل نساء قبيلته عن تلك التفاحة التي ليس من حقها ان تقضمها لان هناك قانون غبي سنهُ شخص غبي يقول بان التفاح هذا لا يقضم الا من رجل يملك حق القضم. حتى أننا في اللغة العربية اعطينا اسماً خاصاً لهذا الفعل الشنيع الذي ارتكبه الفحل الاول (الله) تجاه حواء عندما قام بطردها من جنة النعيم بسبب هذه التفاحة التي ثار جمالها و رائحتها و ملمسها نشوة القضم الاولى لدى حواء العذراء. حتى هذا اليوم يمارس هذا الطرد التعسفي بحق ملايين من بنات حواء في كل اصقاع الارض, و لتجميل القبح في هذه الجريمة اعطيناها اسماً لا علاقة له بالموضوع أساساً, و قتلنا الفتاة و اغلقنا القضية لانها قضية شرف.


كمية الرعب الذي تعانيه المرأة من ماضيها و كل مافيه يدفعها للانكماش و العيش في هذا الماضي لدرجة أنها تفقد الاتصال مع حاضرها ولا تصدق لو قال لها رجل يحبها بصدق بأن ماضيها بكل مافيه لايعنيه أبداً, لدرجة انها تشك بقدرة القوى العقلية لهذا الرجل, لدرجة ان النساء اصبحوا يفكروا مثل الرجال فعلاً بان هناك تفاح غير صالح للقضم. هذا الاضطهاد الذي نمارسه تجاه المرأة و تمارسه المرأة تجاه الكل بحكم عقدة الخوف التي يتم توريثها, هذا الرعب الذي يخيم على مجتمعاتنا و يصبغ كل شئ فيها بلغة التفاح الممنوع. هذا الرعب هو الذي يجعل من شرفنا و عرضنا ماسوى صدفة موجودة بين سيقان نسائنا. هو الذي يجعل من ممارسة الجنس قدس الاقداس وسر الاسرار بعد ان كان حاجة بيولوجية طبيعية للتكاثر و الحياة مثل الاكل و النوم و افراغ الفضلات.

فهل تعلمين يا حواء بأنك المالك الاول و الاخير لجسدك و لك كل الحق التصرف فيه بالطريقة التي تعجبك؟ هل تعلمين بأن ماضيك ليس ذات أهمية الا بالقدر الذي تتصورين انت انه ذات أهمية لك ولا يحق لكائن كائن أعطاء رأيه في هذا الماضي؟ هل تعلمين بأن الجنس برغبتك الشخصية الكاملة ليس جرماً او عيباً او حراماً بأي شكل كان؟ هل تعلمين بأن أجبارك على الجنس من أي شخص كان حتى لو كان زوجك او حبيبك هو أغتصاب لجسدك و حريتك عليه؟ هل تعلمين بأن الرجل الذي يهتم لماضيك رجل مريض نفسياً يعاني من عقدة النقص و الخوف من مقارنة حجم اعضائه بأعضاء غيره؟

و هل تعلمون جميعاً, بأن التفاح موجود ليأكل لا ليرذل؟


بسام البغدادي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توارد جيد للأفكار
مايسترو ( 2010 / 1 / 21 - 12:53 )
إن كل ما ذكرته في نصائح إلى حواء، هو الصحيح بعينه، فلا يمكن لأي شخص ولأي كان في هذا العالم، أن يسلب حواء حريتها في مارسة ما تحبه مع من تحبه دون إكراه، والشكر الكبير لك أيها المنفتح على هذه الآراء والنصائح الجميلة لحواء التي تستحق أكثر مما تعامله بها الأديان وخاصة الأديان الابراهيمية.


2 - حواء عطشى
كامران ( 2010 / 1 / 21 - 21:12 )
حواء عطشى ليس في جبينها زهر
وفي يديها سله ثمار حجر .. !ا

الهر باق على السجاده .. لست انا المسؤل ! هي اقدار كتبن على الجبين .. !ا
أما آن الاوان .. ياهر .. ان تبرح السجاده وتنفض الغبار عن جبين حواء ؟ وتعيد لها كرامتها المسلوبه .. حقها المسلوب .. ( يا عتوي يا مجلوب )ا

تشخيص العله هو اول خطوه للعلاج السليم .. وهذا ما تقوم به يا استاذ بغدادي
في الروائع من المقالات .. ومشكورا على هذا

اخر الافلام

.. منظمة سارا تطالب بوقف الانتهاكات الممارسة بحق النساء ومحاسبة


.. -لن نتراجع عن احتجاجنا ما دامت مطالبنا لم تتحقق بعد-




.. استشهاد امرأة وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي على منزل بحي السلام


.. الإهمال والتمييز يفاقم معاناة نساء غزة




.. إحدى النازحات في أماكن اللجوء ذكريات المعصوابي