الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التجريد التشخيصي في معرض الفنان حسين الهلالي
سلام خماط
2010 / 1 / 26الادب والفن
حملت بعض اعمال المعرض التشكيلي الشخصي التاسع للفنان الرائد حسين الهلالي الذي أقيم مؤخرا في مدينة الناصرية دلالة واضحة جسدتها تلك الحالات الانسانية التي انعكست في عدد من اللوحات بالذات .فقد امتلك الهلالي خبرة رائدة تعود الى مرحلة الستينات الثرية .حسين الهلالي في اعماله الاخيرة، خصوصا في هذا المعرض يستفيد مما تتيحه المدرسة التعبيرية من مولدات فنية حقق من خلالها بعض اعماله هنا.. هذه المدرسة التي تقوم على أساس فكره تهدف الى ان الفن ينبغي الا يتقيد بتسجيل الانطباعات المرئية ،بل عليه ان يعبر عن التجارب والقيم الروحية ، والهلالي لا يفصل بين الإحساس الذي يكنه للحياة وبين طريقته في التعبير عنه .
لقد قدم في هذا المعرض عدد من اللوحات تتجاوز الخمسة، هي من مرحلة مر بها وتنتمي الى التجريد التشخيصي الذي يعني به لا غيره، وهنالك لوحات من مراحل أخرى تنحو الى الانطباعية مثل (عائلة مهجرة ) وهو يقصد برسمها الانطباعي وبشكلها التشخيصي للتأكيد على الموضوع الظالم الذي ظلم به العراقيين جميعا .
اما لوحة (ثمن الحرية ) فهي من اللوحات التي رسمها عام 1980 وكانت من المرفوضات زمن النظام السابق بسبب الفكرة السياسية الذي تحملها ، وقد احتفظ بها وعرضها لأول مرة في هذا المعرض أي بعد مرور 30 عام على رسمها وهي ذات أبعاد 2×5/1 م .
التجريد عند الهلالي هو عبارة عن صياغة الواقع برؤية فنية جديدة يتجلى فيها حسن اختيار الفنان للون والحركة ومن الجدير بالذكر ان اغلب الفنانين قد عالجوا الانطباعية والتعبيرية والرمزية بأعمال فنية تجريدية كما يرى بعض النقاد، فالمدرسة التجريدية هي إحدى المدارس التشكيلية التي لازالت مغرية حتى وقتنا الحالي لكن حسين الهلالي لم يحمل مرسمه كما يفعل الانطباعيون ليخرج للطبيعة ويتخلى عنه ،لكنه حمل أوراقه ليخطط عليها ما يرصده لتلك الحالات المتجلية في الهواء الطلق ليضفي على المشهد الماثل أمامه حالة حسية انطباعية لها علاقة مباشرة بالمشهد وهذا ما لمسناه في لوحة ( هور الجبايش ) التي تميزت بالتركيز على عنصري الظل والنور،كما تميزت جميع لوحاته بعملية تناسق ألوان عالية النغمة وكان لضربات فرشاته شدة متوترة واضحة .
لاغرابة ان يشبه النقاد ألوان الهلالي بألوان فائق حسن فلا اعتقد ان ذلك فيه شيء مخالف، لاسيما ان ألوان فائق حسن قد شبهت بألوان الواسطي من قبل ، ولوحات الهلالي احتوت على درجات اللون الواحد في اللوحة ،أي بعملية تدجين الألوان وعملية التدرج اللوني للون الواحد،كما ابتعد الهلالي عن التناقض الحاد في ألوان اللوحة،وكأنه يسعى ان يجعل من المتلقي بمواجهة اثاره لونيه تضيء فكره وتساعده في تكوين رأي خاص، فعندما يريد الهلالي ان يعالج مشكلة اجتماعية مثلا، من خلال اللوحة ،فانه يكون منسجما مع نفسه في اللحظة التي يرسم فيها الموضوع، وعندما شرع برسم لوحاته التعبيرية والتجريدية لا يمكن ان يعد هذا هروبا من المواضيع الواقعية للشعب العراقي وهمومه كما يعتقد البعض ،لأنه استطاع ان يحقق الانسجام بين ثلاثة عناصر مهمة قد لا يصل إليها الكثير من الفنانين التشكيليين المعاصرين وهذه العناصر هي الانسجام وألون والهدف الاجتماعي ،وما لوحة (ثمن الحرية )إلا دليل على ما نقول .
فهو يعتمد على الاستخدام التلقائي للون اما التكوين لديه فمتماسك انسجاما مع اللون وبشكل ملفت للنظر ،يأتي تكوين اللوحة بشكل هارموني وأحيانا يعمل لوحاته بالسكين إضافة الى استخدام الفرشاة العريضة ،
فكان يراعي التوازن الهندسي والتكويني في امتدادات الخطوط والكتل والألوان بحيث يسمح لها ان تغادر الى ما هو ابعد من حدودها وبالضبط ابعد من تبريراتها الواقعية .
اختص بالتجريد التشخيصي دون ان يكون مذعنا للواقع حرفيا إنما سعى الى إعادة واقع متوازن رغم انه من حيث المبدأ مستمد من هذا الواقع ،للهلالي خبرة في استخدام المذيبات ونسبة زيت الكتان الى مادة التربنتاين مع قطرات معدودة من مادة الورنيش الطبيعي لإضفاء الق ما على اللوحة ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح