الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اول صوت في صندوق عمر البشير الانتخابي

احمد القاضي

2010 / 1 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الجزاء من جنس العمل قاعدة من قواعد القانون الطبيعي..فقبل اشهر قليلة تم ضرب الاعلامي العراقي منتظر الزيدي بالحذاء خلال ندوة في باريس بنفس الكيفية التي رمى بها هو الرئيس الامريكي السابق بوش في مؤتمر صحفي له ببغداد...وهاهو عمر البشير رئيس النظام الاسلامي في السودان يرمى بالحذاء في قلب الخرطوم امام الملأ الأعلي من حركة الاخوان المسلمين في حشد فيه الوزير والسفير والمستشار والقاب ما انزل الله بها من سلطان وذلك في مؤتمر اقتصادي سمي بالاستراتيجي تشبهآ بتسميات الفرنجة ومصطلحاتهم بينما الروح جاهلية..ولو كانوا اصلآ يعون معنى ( الاستراتيجية ) لما اعتنقوا فكرهم السلفي القرون اوسطي البائس.

والمفارقة انه عندما قام منتظر الزيدي بفعلته تلك استنكر اصحاب الحس السليم في كل فج عميق استخدام الحذاء اداة للتعبير من قبل صحفي كان في امكانه ان يضيّق الخناق علي بوش ويحرجه بما شاء له من الاسئلة ... وقال الجميع ان الحذاء ليس بالوسيلة المناسبة للتعبير الحضاري عن الرأي الا القومجيين والاسلاميين علي امتداد العالم الاسلامي. الذين ملأوا الدنيا ضجيجآ في الاردن ومصر وسوريا والمغرب واليمن والسودان وهلم جرا بان الحذاء هو افضل لغة يفهمها بوش ..ثم هللوا وكبروا في صحفهم واذاعاتهم وجعلوا من منتظر الزيدي بطلآ وقطعوا له الوعود بالجوائز والوظائف..وكان النظام السوداني الاسلامي الذي تتحكم فيه عصبة من الاخوان المسلمين من اكثر الرادحين بشدة فرحآ بفعلة الزيدي ونافس في ابداء مظاهر الفرح والبهجة اخوان مصر والاردن وبعثيي العرآق وسوريا حتي ان البشير نفسه لم يتورع من الغمز من قناة بوش بعد رمية الحذاء عندما قال في احدى خطبه وهو يرد علي السيد اوكامبو المدعي العام لمحكمة لاهاي الجنائية الدولية بان نظامه لن يسلم احدآ من السودانيين حتي وان كان المطلوب ( قطة ) لانه من الممكن صناعة (( الاحذية !! )) من جلد ( ألقط ).

ودارت الايام فاذا بالبشير يقذف بحذاء مماثل وبنفس الكيفية من قبل احد مواطنيه... اليس من حق الشامتين ان يشمتوا ويفرحوا بالصفعة التي نالها هو يتبختر في كامل ابهته امام قومه الاسلاميين......والفرق الوحيد ان الذي رمى بوش بحذائه هو اعلامي شاب مبتدئ بينما الذي صفع البشير بحذائه تاجر في الخمسين من عمره يعاني مثل الملايين من المسحوقين من سياسة القمع والافقار بعد ان ادت خطة التمكين الاسلامية من هيمنة الاسلاميين بالكامل علي مفاصل الاقتصاد والسوق وكل ما هو صادر او وارد....والاستيلاء علي كل ايرادات النفط التي انتفعت بها عصبة من الاسلاميين واسر محدودة اثرت ثراء فاحشآ بينما الملايين تعيش تحت خط الفقر وتجد امامها منشآت صحية لا صحة فيها ولا دواء ومؤسسات تعليمية تحولت الي خرائب و كتاتيب لتحفيظ القرآن وتجويده وافلاس كامل علي جميع الاصعدة ......فان يندفع رجل في العقد الخامس من عمره فارق حماسة الشباب ليرمي رئيس النظام القائم بحذائه فهذا يومئ الي ان الكيل قد فاض به في ظل دولة دينية قامعة وفاسدة وموبوءة بالحروب ورئيسها مطلوب للعدالة الدولية.. ...وبهذا يكون عاصم محجوب وهو اسم رامي الحذاء اول من ادلى بصوته ضد البشير بالقاء فردة حذاء في صندوقه الانتخابي في الانتخابات المرتقبة في شهر ابريل القادم والتي لن تكون افضل من الانتخابات الايرانية علي صعيد التزوير والتلفيق....وقد بدأت بالفعل عملية التزوير بالتلاعب في اجراءات التسجيل للانتخابات دون ان يدري سدنة هذا النظام الفاسد وكهنته ان المجتمع الدولي يراقب ما يجري وان عزلة جديدة فوق عزلتهم تنتظرهم كعزلة نظام الآيات في ايران اذا ما تمادوا في الغش والتزوير اللذين برعوا فيهما وباتوا لا يملكون غيرهما من ادوات للاستمرار في استعباد الناس وسرقة قوتهم.

ولحفظ ماء وجه النظام الاسلامي المغبر ورئيسه المتهم بارتكاب جرائم حرب سرعان ما الصق الاسلاميون برامي الحذاء عاصم محجوب مرضآ نفسيآ ولم يتورع البعض منهم القول ان به مسآ من الجنون وانه يتلقى العلاج في احدى مصحات الامراض النفسية..ولكم ان تتصورا كيف ان هذا الذي به مس من الجنون حسب زعمهم يتابع الاخبار العالمية، وقد علم ان صحفيآ عراقيآ اسمه منتظر الزيدي قد رمى بوش بفردة حذائه وقرر ان يقلده وانتظر الفرصة واخذ يخطط ويدبر حتي وجد الفرصة في ما يسمى بمؤتمر التخطيط الاقتصادي الاستراتيجي وتسلل ببراعة الي المؤتمر مع انه من غمار الناس رغم رتل الاجهزة الامنية ورجالاتها الذين قعدوا للمتسللين كل مرصد....بل وتمكن من الوصول الي الصفوف الامامية ليسجل هذا الحدث الذي ينذر بكل علامات الشؤم علي هذا النظام الاسلامي المشؤوم...ارأيتم كيف يكون الجنون...وياله من جنون!...وحتي يكتمل مشهد الكذبة الاسلامية..لابد من الاشارة الي ان النظام الاسلامي قد نفى في البداية ان يكون البشير قد رمي بحذاء وزعم ان مواطنآ اراد ان يقدم له ( عريضة ) يبث فيها بعض شكاويه الا ان الاجهزة الامنية حالت دونه ثم اضطر النظام الاسلامي الي ان يعترف بعد ان تسرب الخبر الي المواقع الدولية عن طريق الصحفيين والمراسلين الذين كانوا في جلسة المؤتمر..... و نشروا ايضآ ان تفتيشآ دقيقآ جرى عند الخروج بعد نهاية الجلسة حتي لا تتسرب اية صور عن طريق الفيديو او الكاميرات..واذا كان هذا هو رأي المجانين في نظام البشير وعصبته فكيف يكون رأي اصحاء العقول.

وهكذا لم تكتمل فرحة الاسلاميين برمية منتظر الزيدي للرئيس الامريكي بوش بالحذاء...فمنتظر الزيدي نفسه قد تلقي جزاءه من جنس فعلته ورمي بالحذاء في قلب عاصمة النور...والبشير الذي تبجح بانه لن يسلم لمحكمة لاهي حتي قطة لان الاحذية يمكن ان تصنع من جلد القطط يرمي بالحذاء ايضآ وهو في وسط رجاله واجهزته ودولته.....وغدآ ستأتينا الاخبار من مصر والاردن وغزة وسوريا وايران حتي يغرق الاسلاميون في جبال من الاحذية التي ارتدت عليهم.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah