الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن والأكراد

نضال حمد

2004 / 7 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


قبل ايام كتبت مقالة بعنوان هل يوجد موساد عند الأكراد ، طبعا المقالة تتحدث عن موضوع هام جدا وخطير جدا بنفس الوقت، ومن عادتي أن أقوم بإرسال المقالات المهمة لكل العناوين الموجودة في دفتر بريدي، وهذا ما فعلته مع مقالتي عن الموساد والأكراد.
أولا وقبل أي شيء حاولت ان أكون عادلا ومنصفا بحق الأكراد الى أقصى الحدود، لذا لم اتهمهم بالتعامل مع الموساد بل نقلت خبر عن صحيفة نيويوركر المعروفة، وقمت بتوجيه أسئلة واستفسارات بالذات للجانب الكردي، وهذا حق طبيعي لكل عربي عامة ولأي عراقي عربي خاصة. فالتعامل مع إسرائيل ليس كالتعامل مع دول الجوار العربية أو الإسلامية، فهؤلاء شيء وكيان الصهاينة شيء آخر يختلف تماما. وذكرت في مقالتي تجربة عملاء لحد في جنوب لبنان كمثال على نهاية من يترك أهله وجواره ويلتحق بالغرباء، ولم يكن هذا المثال سوى تذكير لمن يكونوا قد نسوا سنوات المصير المشترك، وبالتأكيد ليس هؤلاء من الأكراد وحدهم ولا الأكراد كلهم.
طبعا مقالتي لم تعجب بعضهم من العرب والأكراد، فكتب السياسي الكردي السوري المعروف صلاح بدر الدين في موقع كردي بالعربية موزعا التهم حسب مزاجه ووفق قلمه الذي ينم عن عداء وعنصرية حقيقية تجاه أي كاتب يتحدث عن الأكراد.

نورد لكم التجنيّات الصلاح بدر الدينية:

( يبدو أن بعضا من الكتبة والمثقفين العرب من الذين يعتنقون التعاليم والمعتقدات العنصرية العدائية تجاه الكرد وقضيتهم التحررية العادلة كانوا بانتظار – خبرية- أو اشاعة أو مادة تسيء للموقف الكردي حتى ينطلقوا منها في معركتهم المتواصلة ويشحذوا سكاكينهم ويستنفروا اقلامهم ويسترسلوا في سرد القصص والحكايات الوهمية المسيئة للشعب الكردي وحركته القومية المناضلة في سبيل الحرية.

هذا مالمسناه من مقالتين منشورتين باسم كل من السيدين " نضال حمد " و" د. عصام نعمان " مستندتين الى مقالة السيد – هيرش – المنشورة في الصحيفة الامريكية – نيويوركر – والمتضمنه تقديرات واحتمالات وبدون اية اسانيد أو وثائق أن تكون الاجهزه الاسرائيلية قد تغلغلت في كردستان العراق من اجل دعم الكرد في العراق والمنطقة وخاصة في سورية .

السيد" حمد" ومن شدة شغفه با – الخبرية – من منطلق التشفي الاتهامي يطور محتواها على طريقته الخاصة المجربة والخبيره في مثل هذه القضايا بالتطوع حتى لتزييفها وتحويرها من كون ان – الموساد- يتنشط في كردستان العراق كما جاء با- الخبرية- ويعمل على تدريب – البيشمةركة – بالامور العسكرية الى توسيم مقالته : هل يوجد موساد عند الاكراد؟ والقول " أن العملاء الاسرائيليين تدرب فرق استعراب كردية عراقية على غرار فرق الموت والاستعراب اليهودية في فلسطين المحتله" ويتمادى السيد- حمد- في غيه وجهالته وتحريفه ليقول : " اما الاكراد في العراق الجديد فعم يلعبون دوراً خطيراً قد يرتد عليهم سلباً ... وسيلقون مصير جيش لحد بعد تحرير جنوب لبنان.." " ان اسرائيل قررت الدخول بنفسها ( مستند الى تصريح احد القاده الكبار في الس آي اي دون ذكر اسمه ) الى ساحة الحرب في العراق وقررت أن تستعين بالاكراد في حربها ضد العرب لكن هل سيقبل الاكراد لعب دور الخائن والعميل ؟.)

أدعى صلاح بدر الدين انني عنصري ومن الكتبة والمثقفين العرب العنصريين والعدائيين تجاه الكرد وقضيتهم التحررية، كما اتهمني بالكذب والجهل والتحريف كما هو ظاهر أعلاه، وهو يجهل طبعا أنني كنت واحدا من المدافعين عن قضية الأكراد إن كان في بلاد العرب أو في بلاد الأجانب. ففي بلاد الجانب كان معظم اصدقائي من الاكراد السوريين والعراقين، وكنا رفاق وكانت القضية عالية ولم يكن بيننا مكان للنفاق... وكنت أؤيد حق الأكراد في الحرية والاستقلال في ايام حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ويوم كانت امريكا تدعمه وتسانده ضد الأكراد والعرب والفرس ولازلت مع حق تقيرر المصير للشعب الكردي المعذب.

امريكا تتلاعب بالورقة الكردية وتضع القضية الكردية في جيوبها الداخلية.كما اوقل للسيد صلاح بدر الدين أن لي صداقات كردية لازالت قائمة حتى يومنا هذا ومنها من هم مع البرازاني والطالباني وغيرهم. أما المشكلة فهي في كون صلاح بدر الدين ليس وحده من المهووسين بالحرية على الطريقة البريميرية، فهو من اليسار الذي لا يختلف عن اليمين سوى بالتسمية،يساره يمينه ويمينه يساره،مات الرفاق في المعسكر الاشتراكي يحيا الرفاق في المعسكر الأمريكي، والعراق المحتل والمختلّ التوازن أصبح شماعتهم وعلاّقة آرائهم التي ترحب بأمريكا الغازية وبكل من يعادي العرب، وهم بهذا يعادون أنفسهم أولا لأنهم شاءوا أم أبوا جزء من هذا الشرق العظيم. وفي تربة شرق المتوسط دفن الغزاة وقبرت جيوشهم، وهذا ما سوف يحدث للوحوش المعدنية الأمريكية في العراق.

أخونا صلاح بدر الدين ليس حالة فريدة إذ هناك مثله عرب و كرد حتى في دفتر بريدي، فقد جاءتني رسالة من شخص آخر يدعى الاسدي، أظنه كرديا، يرفض استلام رسائل جديدة من موقعي الإعلامي، وذلك احتجاجا على مقالتين لي عن الموساد والأكراد وعن سحب الحنود النرويجيين من العراق المحتل، يقول فيها حرفيا :
(تريد سحب القوات الأمريكية على مود البعثية يرجعون ... رجاء عدم ارسالى رسائل..) مع وصلة لموقع يظهر ضحايا مجزرة حلبجة وبنفس الوقت يظهر المساعدات الأمريكية للأكراد في شمال العراق...

طبعا الاسدي تجاهل تماما أو أنه جاهل بالفعل ان صفقة الكيماوي والمبيدات التي نزلت على حلبجة فيما بعد وحصدت الضحايا الأبرياء كانت صفقة عسكرية وسياسية بين النظام العراقي السابق ووزير الدفاع الأمريكي الحالي رامسفيلد، محرر العراق من صدام حسين وحزب البعث.. رامسفيلد الذي كان موفدا من قبل الإدارة الأمريكية لمقابلة الرئيس صدام حسين وإبرام الصفقات العسكرية والاقتصادية معه.

هذه هي اللعبة الأمريكية يا أسدي،الأمريكان يقطعون أطراف أبناءكم الطبيعية ثم يزودونكم بأطراف صناعية. الأمريكان ليسوا أفضل حالا من الطغاة الآخرين بل اظنهم أسوأ، فهم أول من أباد شعب(الهنود الحمر) كامل في عصرنا الحديث، وهم اشدّ من استعبد السود (الزنوج)، وهم أول وآخر من استعمل القنابل الذرية (هيروشيما) وأكثر من يملكها حاليا... ثم حتى الجاهل يعرف أن كل طغاة شرق المتوسط بضاعة أمريكية و نتاج مدرسة همجية واحدة، يتساوى فيها المجرم بغض النظر عن دينه وعرقه وقوميته..

الم يسلم بعض الأكراد جماعة حزب العمال الكردستاني (التركي) التابع لعبد الله اوجلان للقوات التركية؟ الم يشنوا عليهم حملات ابادة عسكرية؟ الم يفعلوا نفس الشيء مع الأكراد من الحركات الإسلامية؟ أليس قصف مقرات الجماعة الإسلامية الكردية وأنصار الإسلام بالصواريخ والقنابل الموجهة والفتاكة مثله مثل مجزرة حلبجة ؟؟ لقد تعددت الأسباب وتعدد القتلة لكن الموت واحد ومصدر السلاح أيضا واحد.
ثم هل ينكر السيد صلاح بدر الدين وهو قائد سياسي كردي معروف وجود عناصر إسرائيلية في العراق كله وليس عند الأكراد فقط ؟ وان العراق محتل صهيونيا وغربيا وليس محررا مثلما يريد البعض تصويره،لو كان العراق حرا سيدا لكامل سكانه لما كان الأكراد انسحبوا محتجين على تقسيمات أمريكا للوظائف في حكومتها العميلة. ثم ألم تذهب الآثار العراقية إلى ايدي اليهود والصهاينة والى متاحف تل أبيب ومقرات المخابرات الصهيونية الموساد؟؟ ولعلمكم فهناك عشرات أو مئات الشركات الصهيونية التي تعمل في العراق، وهذه تقارير نشرتها وسائل الإعلام.

في الختام نذكر الجميع بأنه في الماضي كان هناك لقاءات كردية إسرائيلية لم تعد سراً يخفى على احد، ونحن نتمنى على الأكراد في كردستان أن يبقوا الناس الطيبيين الذي عرفناهم وأحببناهم دائما...

انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة