الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة الحزبية في الاردن تخفق في التأثير على صناعة القرار السياسي

عناد ابو وندي

2010 / 2 / 6
دراسات وابحاث قانونية


برزت الصحافة الحزبية و خصوصا المعارضة كضرورة اجتماعية ، صحافة برنامجيه تطرح البرنامج النقيض لبرنامج السلطة الحاكمة تنشره و تثقف الناس حوله ، و تجميعهم حول هذا البرنامج ، إضافة الى نبش ممارسات السلطة الحاكمة ، و طرح بعض القضايا و المقالات التي لا تقبل ضمن مقص الرقيب في الصحف الرسمية ، كما أن لها رسالة ثابتة و دور اجتماعي وطني كبير ، وبناء ثقافة و وطنية .
ولكن التجربة الاردنية اخفقت فيها الصحافة الحزبية من مواكبة التطور والتغير الذي حصل على مفهوم ومهام الصحافة والعمل الحزبي ، اضافه الى انها قاصرة في الوصول الى الجماهير او تشكيل رأي عام حول قضايا تهم الاصلاح الجذري وعدم نجاحها من لعب دور فاعل في التأثير على صناعة القرار السياسي .
ويعود اخفاق تجربة الصحافة الحزبية الى فشل الاحزاب الاردنية نفسها من مواكبة التطور والتغيير الذي حصل على مفهوم الاحزاب والعمل الحزبي ، كما أن القيادات الحزبية التي قضت عمراً طويلاً بين اللجوء إلى الخارج أو السجون لن تتمكن من لعب دور فاعل .
وتنقسم الاحزاب في الاردن التي تم الترخيص لها بعد الانفتاح الديمقراطي الذي فرضته هبة نيسان المجيدة التي حصلت عام 1989 الى قسمين الاول عاش تجربة العمل السري أما القسم الثاني من الأحزاب والتي تأسست بعد عام 1989 فجاءت على شكل أندية فكرية غلب عليها الطابع الفردي والنخبوي ".
القسم الاول تعاني من ضعف وتهلهل البني التنظيمية ، كما أنها فقدت كثيراً من قاعدتها الشعبية ولم تتمكن بعد ظهورها للعلن من جمع قاعدتها الشعبية ولم تتمكن بعد ظهورها للعلن من جمع قاعدة نسبية لنفسها وإعادة بناء نفسها ديمقراطياً بسبب غياب الديمقراطية الداخلية فيها .
ويشخص العديد من المهتمين في مجال العمل الحزبي الاسباب التي ادت الى اخفاق الصحافة الحزبية و ضعف التأثير في المجتمع هو ضعف تجربة الأحزاب الأردنية نفسها،وعزوف المواطن عن العمل وغياب المهنية عن الصحافة الحزبية ، اضافة الى شح الإمكانات المالية وأحجام المعلنين وعدم مبالاة أعضاء الأحزاب بصحفهم ، مؤكدين على ضرورة مواصلة البحث عن آليات من اجل تنشيط الصحافة والحياة الحزبية في الأردن كمؤسسات مجتمع مدني لاغنى عنها لتطور الديمقراطية في الأردن .
ولفتوا الى أن ضعف الإمكانات المالية للصحف والأحزاب ليس هو العائق الرئيس في فشل الصحافة الحزبية ، وإنما السبب يعود إلى طبيعة وبنية الأحزاب الأردنية نفسها، منتقدين تمويل الاحزاب من قبل الحكومة لانه سيمنعها من لعب دور المعارضة أو الحياد .
ويمكن القول ان تجربة الصحافة الحزبية في الأردن ليست استثناء فالصحافة الحزبية في كل البلدان العربية لا تلعب دوراً مؤثراً في الحياة العامة فيما تجربة الصحافة الحزبية في مصر استطاعت النجاح وتأثير كون العاملين فيها تعاملوا بمهنية عالية .
والحديث عن الصحافة الحزبية يعني الحديث عن الأحزاب نفسها وبأنه لا يمكن وجود صحافة حزبية ناضجة بدون حياة حزبية ناضجة . وللصحافة الحزبية في الأردن إيجابيات بقدر ما عليها من ملاحظات وسلبيات ومآخذ . فمن بين إيجابياتها أنها على امتداد تاريخها منذ الخمسينات من القرن الماضي تبنت الدفاع عن الفئات الفقيرة وتطرقت إلى قضايا لم يكن تتطرف إليها الصحف الرسمية كما أنها تبنت الدفاع عن الحريات العامة وطالبت بعودة الديمقراطية عندما كانت صحف سرية وبعد الانفتاح الديمقراطي عام 1989 شهدنا صدور عدد كبير من هذه الصحف وتقلصت ألان إلى ثلاث فقط ولكنها صحف عبرت عن تجربة حزبية متنوعة وعن مختلف ألوان الطيف السياسي الأردني .
اما اسباب فشلها فيعود لأسباب ذاتية منها غياب التعددية والديمقراطية عن بنية الأحزاب الداخلية وانغلاق بعض هذه الأحزاب وتعصبها ومحدودية انتشارها وعدم قدرتها على طرح البديل الملموس وكذلك عدم قدرتها على الارتقاء بأساليب عملها الإعلامي في ظل ثورة المعلومات بحيث لم تقدم للمواطن ما يشبع نهمة للمعرفة وكذلك ضعف إمكاناتها المالية وغياب العقلانية عن استغلال الموارد المتاحة وكلها أسباب ذاتية أدت إلى إخفاق الأحزاب وإخفاق عملها الإعلامي . أما على صعيد العوامل الموضوعية والمتمثلة بالضغوطات التي كانت تتعرض لها الاحزاب وعدم تجذر الديمقراطية في الأردن حتى ألان وخوف المواطن من الحزبية .
وان غياب المهنية عن هذه الصحافة سببه أن القائمين على هذه الصحف تعاملوا مع أنفسهم كونهم حزبيين اولاً قبل أن يكونوا صحفيين .
وتعود تجربة الصحافة الحزبية في الأردن إلى الثلاثينات من القرن الماضي عندما كانت تصدر " الميثاق" لسان حال اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الأردني ، وصحيفة " الرائد" التي كانت تمثل حزب الشعب الأردني برئاسة عبد المهدي الشمايله ثم صحيفة " النسر " التي يصدرها المحامي صبحي قطب وكانت تمثل الاتجاه القومي العربي أواخر الأربعينات .
ونجاح الصحافة الحزبية في الأردن يعتمد على نجاح الأحزاب نفسها من خلال تعميق الديمقراطية وتوسيع هامش الحريات من اجل تطوير التجربة الحزبية في الأردن وإعادة ثقة المواطن بالأحزاب ، وتحليها اولاً بالمهنية و أن يتذكر العاملون فيها بأنهم صحفيون اولاً ثم حزبيون ثانياً ، و أن تكرس الصحافة الحزبية نفسها لخدمة قضايا الأمة بدلاً من خدمة الأشخاص .
واشار الدكتور يعقوب زيادين أمين عام الحزب الشيوعي الأردني السابق إلى أن الصحافة الحزبية الأردنية كانت في شكلها السري افضل بكثير مما كانت عليه في وضعها العلني . وقال لقد كانت تطرق موضوعات جديدة وتجري تحقيقات جريئة أما الصحافة الحزبية العلنية فلم تستطع تقديم الجديد وغلب عليها طابع المقالات والتحليلات لظواهر قديمة . وبين زيادين أن الصحافة الحزبية سواء في الأردن أو في البلدان الاشتراكية مرتبطة بالأحزاب نفسها و أن انعدام الديمقراطية داخل هذه الاحزاب لافتا الى انها تركيز على القيادات الحزبية وعلى نقل أخبارها كما أشار إلى غياب المهنية عنها والى سوء استخدام الأحزاب للموارد المالية المتاحة لها .
وطالب اخرون بضرورة الاستخدام العقلاني للموارد المالية للأحزاب وإعطاء الصحافة والعمل الإعلامي الأولوية في النفقات . كما اشاروا إلى ضرورة التزام الصحافة الحزبية بمعايير المهنية والى مساهمة أعضاء الأحزاب بالقيام وتحمل أعباء العمل الإعلامي .
واكدوا على ضرورة تحديد الجمهور المستهدف من وراء إعلامها وصحفها كي تستطيع وضع سياسة وخطاب إعلامي تميز بالقدرة على الجمع بين متطلبات المهنة والدعاية للحزب .
يوجد على الساحة الإعلامية في الاردن أربعة صحف حزبية جميعها تتبع لاحزاب المعارضة، ولكنها ضعيفة الانشار وحتى الحضور السياسي لها غير موجود منها صحيفة واحدة اسبوعية وهي الأهالي التي يصدرها حزب الشعب الديمقراطي حشد في حين ان هناك صحيفة الجماهير الناطقة باسم الحزب الشيوعي الأردني والتي تحولت من اسبوعية الى نصف شهرية ، اضافة الى صحيفة نداء الوطن الشهرية التي يصدرها حزب الوحدة الشعبية الديمقراطية الاردنية وصحيفة شهرية هي البديل ويصدرها حزب الحركة القومية .
وكان حزب جبهة العمل الاسلامي قرر سابقا اغلاق صحيفته الرباط التي عملت لسنوات قليلة خلال العقد الماضي . ولكن قيادات في الحركة الاسلامية عادت و اصدرت صحيفة مستقلة وهي صحيفة السبيل ، الاسلامية التي تتبنى مواقف حزب جبهة العمل الاسلامي في كل شيء بل انها صحيفة الحركة الاسلامية وان كانت صحيفة مستقلة بحسب القانون أي بمعنى ان اصدارها يتطلب شروط اصدار اية صحيفة غير حزبية ولكن السبيل التي تحولت من صحيفة اسبوعية الى صحيفة يومية هي الصحيفة الناطقة باسم الحركة الاسلامية وغير معنية في بعض الاحيان بالبحث عن المهنية اذا تعلق الامر بالترويج لمواقف الحركة الاسلامية .
كما ان حزب البعث العربي الاشتراكي الاردني كان قد قرر اغلاق صحيفته (البعث ) التي صدرت لفترة.

انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شيق
مصباح جميل ( 2010 / 2 / 6 - 11:12 )
رفيق عناد الموضوع جد شيق وبحاجة الى مزيد من البحث والدراسة فالسؤال الكبير المطروح هو هل الاحزاب الاردنية اليسارية معنيه بوجود حياة حزبية متكاملة وفاعلة وحضور جماهيرى؟

اخر الافلام

.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا