الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا معنى للغياب

حبيب فارس

2010 / 3 / 4
الادب والفن



ما هذه الأصوات الطاغية؟
أنا على مسافة خمسمئة ميل من مدينتين
لا شيء هنا سوى المراعي والبراري وقفزات الكانغرو
هدير الشاحنات العملاقة
بيوت وزوارق مقطورة بالسيّارات الفخمة
نساء يعلّقن أقدامهنّ خلف مسّاحات الزجاج
رجالٌ طلوا أنوفهم وشفاههم بالمراهم الواقية
لكن الشّمس ما زالت كما هي منذ آلاف السنين
كرة صفراء ضاحكة
رغم غياب الوجوه والشّفاه الخضراء
لعلّها السّخرية من الفناء

***
أصوات غريبة تخترقني كرصاصات حنين
زخّات من جانبيّ الأوتستراد تصفعني كالبَرَدْ:
لا تخشى على جلدك من حرارة الشمس
فها أنت تسْمَعُنا

***
رأيت بقاياهم في المدينة
تتكلّم بلا أصوات
ترشف النبيذ الرّخيص
لا لون للبسمة على الشفاه

***
هنا وسط اللاّهنا
أسمعهم
أراهم دون أن أراهم
يرسمون على شفتيّ الشمس البسمات
تؤنسني أصوات الجغرافيا الباطنيّة
يغمرني التاريخ متقمّص الموسيقى
كأنّ الأرض لا تعترف بفلسفة الذهاب
كأنّ الشمس تعتنق عقيدة الإياب

***
لا بيتًا نقّالاً وراء عربتي
لا زورقًا يمتلك المحيط
لست خائفًا حرّ الشمس
أتابع رحيلي على أنغامهم
أبدية الحياة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب


.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل




.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال