الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشككون في نتائج الانتخابات .. التهنئة والمصافحة ام الشتم والمناكفة

نجاح العلي

2010 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو ان الطبقة السياسية ماتزال تحبو في طريق الديمقراطية الذي بلاشك غير معبد بالورود.. فلو اطلعنا على تراث الديمقراطيات العتيدة سنراها تتمتع بالشفافية والتقبل والتعامل الحضاري ويتمثل جل ذلك بالقبول بنتائج الانتخابات بل والتهنئة للخصم في حال فوزه مما يضفي بنوع من التحضر في احترام التنافس والخصومات السياسية على اساس المشاريع والبرامج السياسية لا على اساس الامور الشخصية فربما يكون خصوم اليوم اصدقاء الغد وكم شهدنا ـ وسنشهد مستقبلاـ من اصدقاء اليوم كانوا في الامس القريب خصوما بل اعداء متقاتلين.
الصدفة وحدها جمعت الانتخابات العراقية مع الانتخابات الفرنسية وهزيمة تيار اليمين الذي ينتمي اليها نيكولا ساركوزي بعد ان حصل على 35% من الاصوات وصعود تيار اليسار الذي حصل على 45% من الاصوات.. ولم يحدث اي اعتراض او انشقاق من قبل المتنافسين الذين ارتضوا الركون الى صناديق الاقتراع والقبول بالنتائج مرت العملية بسلام.
قد يقول قائل: لكننا نشهد مظاهرات واعتراضات في العديد من التجارب الديمقراطية في عدد من الدول الناشئة؟
والجواب ببساطة اننا لو تتبعنا هذه المظاهرات والاعتراضات لوجدناها ناشئة في اغلبها من المعارضة وفي الدول النامية والمتخلفة، اما الحال العراقية فان المعترضين هم ممن يقبضون على السلطة وهم جزء اساس من تشكيلة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات التي هي هيئة مستقلة صادق عليها مجلس النواب العراقي وجاء تشكيلها على اساس القسمة الطائفية بترشيح كل مكون شخصية مستقلة منعا للتسلط وتحقيقا للنزاهة وعدم تجيير المفوضية لصالح جهة معينة.
كم جميل لو ان الخصوم السياسيين في بلدنا قاموا بتهنئة بعضهم البعض بان يبادر الخاسر بتهنئة الفائز لانه في المحصلة النهائية الجميع فائزين وذلك لاعتماد التداول السلمي للسلطة بعيدا عن الاغتيالات والانقلابات العسكرية التي ولى زمانها واكل عليها الدهر وشرب، هذا الانتقال السلمي بحد ذاته تطور كبير في مسيرة العملية الديمقراطية التي ارتضاها العراقيون طريقا ومنهجا وجاء تضمينها في الدستور كاساس جوهري ينظم مجمل النشاط السياسي والتشريعي.
ان التلويح باستخدام النفوذ الحكومي وبابداء التخوفات من امكانية تردي الوضع الامني لا يخدم احدا خاصة وان جروح الفوضى الامنية مازالت لم تندمل بعد بشكل كامل فضلا عن الترقب الحذر للمجاميع الارهابية لاستغلال الخصومات السياسية لمحاولة ترتيب صفوفها والعودة بقوة للعبث بارواح وممتلكات المواطنين تزامنا مع الخطة الامريكية بسحب خمسين الف جندي مطلع الصيف المقبل.
ان التحديات التي تحدق ببلدنا خطيرة وان هناك طريقين لاثالث لهما طريق الديمقراطية وصناديق الاقتراع وان شابها بعض الاخفاقات التنظيمية وطريق الفوضى والعنف والميليشيات التي مرت على بلدنا وذقنا مرارتها.
لذلك من الضروري الابتعاد عن التسقيط السياسي والشتم والمناكفة والرجوع الى السلوك الحضاري الذي هو جوهر عراقيتنا وانسانيتنا في التعامل مع خصومنا السياسيين لنثبت لانفسنا ولاجيالنا وللعالم اجمع اننا شعب متحضر.
*اعلامي واكاديمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا اعتقد انهم يقبلون
وائل نعمة ( 2010 / 3 / 23 - 19:47 )
الطبقة السياسية العراقية لاتؤمن بالديمقراطية بل اغلبهم يميل الى التسلط والامساك بالسلطة بيده واسنانه ولايفرط بها حتى لو اضطره الامر باستخدام القوة وحرق الاخضر واليابس لتحقيق مصالحه ومصالح حزبه


2 - ايعقل هذا
مازن حربي ( 2010 / 3 / 23 - 19:55 )
هل تريد من السياسيين ان لايعترضون على التزوير والخروقات التي تشهدها الانتخابات
ارى من الضروري التدخل لتقويم مسار الديمقراطية ومنع التزوير ومنع انحراف مسيرة الديمقراطية الناشئة في بلدنا

اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة