الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تغير طعم الرارنج ؟

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)

2010 / 4 / 1
الادب والفن



زمان كانت أسماؤنا أحلى... حين النساء أكثر أنوثة، ورائحة البامية تتسرب من شبابيك البيوت، وساعة "الجوفيال" في يد الأب العجوز أغلى أجهزة البيت سعراً وأكثرها حداثة، وحبات المطر أكثر اكتنازاً بالماء.
زمان .. حين أخبار الثامنة أخف دماً، ومذاق الشمس في أفواهنا أطيب، والطرقات أقل ازدحاماً، وبنات المدارس يخبئن أنوثتهن في صفحات دفتر العلوم.
لما كانت غمزة "سميرة توفيق" أكثر مشاهد التلفزيون جرأة، و"مجلس النواب" حلماً يداعب اليسار المتشدد، وأجرة الباص 25 فلس، والصحف تنشر كل أسماء الناجحين بالبكالوريا. عندما كان المزريب يخزّن ماء الشتاء في البراميل، وكُتّاب القصة ينشرون مجموعات مشتركة، ودعوات العرس توزع في منديل وفيه "جكليت" مغلف بسيلفون وتسمى "جفية"، والجارة تمدّ يدها فجراً من خلف الباب بقوري جاي حار للزبّال فيمسح عرقه ويستظلّ بالجدار! زمان.. عندما كانت "الدورة والبياع" آخر الدنيا، و"فكر واربح" أهم برامج المسابقات، ولم نكن نعرف بعد أن ثمة فاكهة تتطابق بالاسم مع ملمع الأحذية "الكيوي" فلم نكن نعرف سوى "ابو التمساح"، وأننا يوماً ما سنخلع جهاز الهاتف من "وايره" ونحمله في جيوبنا!! كان"الكمون" يوصف علاجاً للمغص، والأولاد يقبلون يد الجيران صباح العيد، والجكليت وال "ويهلية" وصينية "الزلابية" في مقدمة أحلام الطلبة المتفوقين! كانت "جريدة الراصد" لصاحبها الفكيكي أهم الصحف وأجرأها على الإطلاق، و"ألمانيا وبريطانيا وامريكا"لم يكونا بلاد الأحلام، وصورة المطربة صباح على ظهر المرآة اليدوية المعلقة على الحائط. حين تصحو على صوت "فيروز" وبرنامج "ابو رزوقي" يعطي نصائح المرور للسائقين ومخالفاتهم الصباحية ويقوله له "عيني انت ابو الموسكوفج الزركة لو شوية على كيفك بالسرعة مو احسن احنا نخاف عيك وعلى سلامة الناس الماشين بالشارع"؟
ولمن نكن ندري ان ياتي يوما سيكون "ار بي جي 7" يحمل من قبل "زعاطيط" في وسط الشارع ويرهبونا ويقتلونا بدم بارد ومساء تترقب "خيرية حبيب" او " كامل الدباغ"او "عمو مؤيد البدري" والتلفزيون يغلق شاشته في موعد محدد مثل أي محل أو مطعم! عندنا "مدينة للألعاب" هي وجهة الأثرياء والفقراء سواء للعب وتسلية العائلة، والسفر إلى الشمال او البصرة يحتاج التحضير قبل يومين، وجامعة بغداد والمستنصرية كعبة الطلاب في العالم العربي! حين أقلام البيك الأحمر هي الوسيلة الوحيدة للحب قبل اختراع الموبايلات، وعندما كانت المكتبات تبيع دفاتر خاصة للرسائل أوراقها مزوّقة بالورد ومعطرة،..أما الورد ذاته فكان يباع فقط في المشاتل او الفنادق الفخمة والأرسترقراطية الباذخة في ذلك الزمان!!
حين جوازات السفر تكتب بخط اليد، والسفر الى سوريا وتركيا بالقطار، وفيزة امريكا وبريطانيا وفرنسا تاخذها وانت تشرب الشاي امام مبنى السفارة وقمصان "النص ردن"للرجال تعتبرها العائلات المحافظة عيبا وتخدش الحياء!
كانت البيوت تكاد لا تخلو من صوبة "علاء الدين" ذات البرج الفستقي المتكسر الالوان لعدم اختراع الالوان الحرارية بعد، ومبردات الهلال حلم كل منزل لان "الواتر بمب" احسن من غيرها من الانواع, والأمهات يعجنّ الطحين في الفجر ليخبزنه في الصباح،و"حليب طازج" نشتريه "ابو السيفونة الحمرة" وحليب "ابو الموز ابو السيفونة الصفرة"، والجارة الأرملة تجلس من أول النهار لصق الجدار مهمومة ويدها على خدّها!
كان مسلسل "الذئب وعيون المدينة" للفنان خليل شوقي و سليم البصري وقاسم الملاك وطعمة التميمي ومي جمال "حسنية خاتون" تلعب باحاسيسنا الغير بريئة يجمع الناس مساء، ومباريات "الشرطة والزوراء" تجمعنا في ملعب الشعب بين 60 الف متفرج لايستطيع اي قمر صناعي تحديد من هو السني ومن هو الشيعي بينهم، وكان "رعد حمودي" أفضل حارس مرمى في كرة القدم! ولم نتخيل انه سيرشح في الانتخابات كانت الناس تهنئ أو تعزّي بكيس شكر "أبو خط أحمر" ابو 50 كيلو غرام، والأمهات يحممّن الأولاد في الطشت، و"الصوغة" يحملها الناس لزيارة المرضى!
كان "الانترنت" رجماً بالغيب لم يتوقعه أحذق العرّافين، ولو حدّثتَ أحدا يومها
عن "العدسات اللاصقة" لاعتبرك مرتدّاً أو زنديقاً تستحق الرجم، أما "الماسنجر"
فلو حملته للناس لصار لك شيعة وأتباع!! حين مذاق الأيام أشهى، والبرد يجعل أكفّ التلاميذ حمراء ترتجف فيفركونها ببعضها، وعندما "بدري حسون فريد" في دور "الجلبي" أعتى رمز للشر قبل أن يعرف الناس أن في الغيب رجلاً يدعى "جورج بوش"! كانت لهجات الناس أحلى، وقلوبهم أكبر، وطموحاتهم بسيطة ومسكينة وساذجة! الموظفون ينامون قبل العاشرة، والحزبيون يلتقون سراً محاطين بهالة من السحر والبطولة، والزوجة في يوم الجمعة تخبئ كبدة الدجاج وقوانصها لتقليها للزوج دلالة على تدليله! الشمس كانت أكثر صرامة في التعامل مع الصائمين، والمطر لم يكن يخلف موعده السنوي في اذار "ابو الهزاهز والامطار"
كانت الحياة أكثر فقراً وبرداً وجوعاً، لكنها كانت دائماً خضراء
اي حياة احلى حياتهم ام حياتنا !









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا التحريف ؟
محمد الزبيدي ( 2010 / 4 / 2 - 19:59 )
الساده الحوار المتمدن
احيطكم علما بان موقع التجمع العراقي من اجل الديمفراطيه قد اعاد نشر هذه المقاله يوم 2 نيسان دون الاشاره الى كونها منشوره مسبقا في موقعكم ولا الى اسم السيد رياض بدر ككاتب للمقاله
وقد نشر المقاله بتحريف مقصود وغير نزيه
ارجوكم مراجعة الرابط الاتي للتاكد من ذلك
http://igfd.net/?p=5127
وعملا بحرية الراي ارسلت هذا التعليق الى موقع التجمع العراقي من اجل الديمقراطيه, اعيد ارساله اليكم بهذا الجزء الاول من تعليقي وساعقبه بالتكمله بالجزء القادم لعدم كفاية المجال المسموح به للتعليقات

اعزائي
استغربت من نشركم لهذا المقال دون الاشاره لا من بعيد ولا من قريب لكاتبه السيد رياض بدر وكون المقال سبق وان نشر في موقع الحوار المتمدن يوم الاول من نيسان اي قبل يوم واحد من نشره لديكم.
وتحول هذا الاستغراب الى اشمئزاز حين اكتشفت انكم قد تلاعبتم بمحتوى المقال واعطيتموه صبغه طائفيه مقيته باستبدالكم تسمية -جورج بوش- الوارده بمقال السيد رياض بدر بتسمية - صولاغ- التي لم ترد في المقاله الاصليه.
ان الجمله الاصليه في مقال رياض بدر هي:
التكمله في التعليق القادم


2 - لماذا التحريف؟
محمد الزبيدي ( 2010 / 4 / 2 - 20:08 )
تكملة التعليق السابق

ان الجمله الاصليه في مقال رياض بدر هي
وعندما -بدري حسون فريد- في دور -الجلبي- أعتى رمز للشر قبل أن يعرف الناس أن في الغيب رجلاً يدعى -جورج بوش-.
حولتوها الى:
يعرف الناس أن في الغيب رجلاً يدعى “صولاغ”!
ان هكذا استبدال لا يخلو من التعمد المقصود واستخدام كلمة صولاغ لمسؤول في حكومة العراق المنتخبه فيه تمجيد لاعوان البعث الذين اخترعوا هذه التسميه كجزء من طبيعتهم المنحرفه وامتداد لمهزله اعلاميه امدها اكثر من ثلاثين عاما لم تستند سوى الى الاكاذيب الرخيصه
ان تحريفكم لمقالة السيد رياض بدر بهذا الشكل عيب وانحطاط لمن يعرف العيب ويدعي الديمقراطيه
سامحكم الله
ما ابعدكم عن الوجدان العراقي الشريف
سوف انشر نفس التعليق في موقع الحوار المتمدن وارسله ايضا الى السيد رياض بدر لاجعل من عدم نشركم تعليقي هذا اكثر احراجا
انتهى تعليقي الى التجمع العراقي من اجل الديمقراطيه
وددت ان الفت انتباهكم لذلك وساراسل السيد رياض بدر حول نفس الموضوع
علما باني لم اجد لحد الان ما يشير الى نشر موقع التجمع العراقي من اجل الديمقراطيه لهذا التعليق
ساكون ممتنا لو نشرتموه لديكم
تحياتي


3 - عطر عراقي كاد أن يخبو
عواطف تركي رشيد ( 2010 / 4 / 3 - 18:20 )
. شكرا لأنك حملتنا ونحن ننوء بأثقال التجارب المريرة لأجواء العراق النقي مقال رائع يفوح بعطر العراق


4 - لا باس
محمد الزبيدي ( 2010 / 4 / 3 - 20:30 )
الساده الحوار المتمدن
اعلمكم ان موقع التجمع العراقي من اجل الديمفراطيه قد اعاد نشر المقاله اعلاه بعد تصحيح التحريف الطائفي الذي اقحموه يوم امس ووضع اسم كاتب المقاله
وقد ارسلت لهم لتوي هذه الرساله
لا باس
لقد اعدتم نشر المقاله بذكر اسم كاتبها وارجعتم جورج بوش محل صولاغ الذي اقحمتموه بلفته طائفيه كلفتكم جزء من سمعتكم
وعلى الرغم من عدم نشركم التعليق الذي نوهتكم به بهذا التحريف الطائفي والذي نشره يوم امس موقع الحوار المتمدن وارسلته الى كاتب المقاله السيد رياض بدر , اقول على الرغم من ذلك ومن عدم استيعاب بعدكم الديمقراطي لنشر هفواتكم الا اني اشكر من صحح نشر هذه المقاله واجر اذن الشخص الذي حرفها واقول له بلهجتنا البغداديه” استحي عله نفسك والعراق كفا دس وتضليل لاكثر من 30 سنه , لتسويهه بعد ابني وصير ابن العراق من صحيح مو ابن التعصب الاعمى”
سوف اعلم موقع الحوار المتمدن والسيد رياض بدر بهذا التصحيح.
تحياتي
وتحياتي لكم ايضا

اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا