الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التلميذ لا يتحمل مسؤولية الغش في الامتحانات وحده.

محمد كشكار

2010 / 4 / 8
التربية والتعليم والبحث العلمي


نذكّّر أولا بالحلول التأديبية المطبقة الآن سنة 2010 في تونس: يحال التلميذ المتهم بالغش على مجلس التربية في معهده و إذا تبين بالحجة و الدليل أنه قام بالغش في الامتحان يرفت لمدة تتراوح بين 4 و 15 يوم و في صورة إعادة الكّرة يمكن أن يرفت نهائيا من المعهد مع العلم أن للتلميذ حق الدفاع عن نفسه أمام المجلس لكن دون محام رغم فداحة العقوبة التي قد يتعرض إليها.
نطرح الآن بعض الاشكاليات الموضوعية وبعض الحلول العلمية لظاهرة الغش :
1. الاكتظاظ في القسم: هل يعقل أن نضع 40 تلميذا في قاعة تسع 20 و نطلب من كل تلميذ أن لا يسرق النظر الى ورقة زميله ؟ هل التلميذ هو المسؤول عن الاكتظاظ في القسم ؟
ربما يكون من الأفضل توفير قاعات واسعة لعدد قليل من التلاميذ قبل محاسبتهم علي الغش.
2. طريقة إلقاء الأسئلة: أنا أتساءل: ما ضّر لو أدخل التلميذ معه ورقة مكتوب عليها أبياتا شعرية في امتحان الإنشاء أو ورقة مكتوب عليها بعض القواعد في امتحان الرياضيات أو الفيزياء؟
ربما يكون من الأفضل عدم محاسبة التلميذ علي الحفظ في امتحان توظيف المعلومات.
3.مضمون البرنامج أصبح قد يما: لماذا نفرض على التلميذ برامج قديمة لا تراعي اهتماماته ؟ و من بعد نحاسبه على حفظها و فهمها.
ربما يكون من الأفضل استشارة التلميذ قبل إعداد البرامج المدرسية.
4."المدرسة السلوكية المنسوبة إلي واتسون و سكينر" [ le béhaviorisme de Watson et Skinner ]: نعّلم التلميذ بالتلقين والسؤال و الجواب و الجزاء و العقاب طوال حياته الدراسية و نرسم له مستقبله دون أن يشارك هو في بنائه. نعامل التلميذ مثل ما يعامل الباحث السيكولوجي الفأر داخل المتاهة حتى أصبح التلميذ يردد العبارة المشهورة "بضاعتكم ردّت إليكم" و له ألف حق فهي بضاعتنا نفرضها عليه. نجحنا في خلق أجيال تقلّد جيّدا و لا تبادر أبدا.
ربما يكون من الأفضل تطبيق "المدرسة البنائية المنسوبة إلي بياجي و فيقوتسكي" [ le constructivisme de Piaget et Vigotsky ] و الّتي تعلّم التلميذ كيف يتعلم بنفسه خاصّة في عالم الانترنيت اليوم و عالم الموسوعات حيث يستطيع التلميذ أن يتفوّق على أستاذه في بعض المجالات. تعلم "المدرسة البنائية المنسوبة إلي بياجي و فيقوتسكي" التلميذ المبادرة والاستقلالية عن الأستاذ وتفرض على المربين بجميع أصنافهم اعتبار التلميذ عقل مستقل يفكّر و ينتج و له وجهة نظر محترمة و ليس إناء فارغا نملؤه بما نريد.
5.بيداغوجيا الأهداف [ PPO : Pédagogie Par Objectif]: ترسم الوزارة أهدافها و يحضّر الأستاذ درسه و أهدافه دون معرفة تصوّرات التلميذ و يقو م بإنجاز درسه على أحسن ما يرام رغم أنف التلميذ و يكمل برنامجه. أنا أتساءل: هل أهداف الدرس هيّ أهداف التلميذ أم أهداف الأستاذ أم أهداف الوزارة ؟
ربما يكون من الأفضل اعتماد "بيداغوجيا المشروع" [Pédagogie de projet ], مشروع التلميذ لا مشروع الأستاذ و لا مشروع الوزارة. أقصد مشروع البحث العلمي المشترك بين مادّتين أو أكثر كالفيزياء و علوم الحياة و الأرض.مشروع يختار موضوعه التلميذ و ينجزه التلميذ داخل فريق بإعانة الأستاذ و يقدمه التلميذ أمام زملائه فلا حاجة إلي حراسة و لا عقاب فنقضي على الغش وعلى الأنانية من جذورهما فينشأ التلميذ واثقا بنفسه و بالآخرين. أروي لكم ما شاهدت بأم عيني في معهد في نانسي بفرنسا. رأيت فريقا من تلاميذ السنة ثالثة ثانوي يعني عام قبل الباكلوريا يقدّمون مشروعهم في نهاية السنة مستعملين الوسائل الحديثة و هم يتداولون على أخذ الكلمة و يشرحون تجاربهم فخلتهم طلبة المرحلة الثالثة يدافعون عن أطروحتهم. اشتغل التلامذة على المشروع عاما كاملا مع بعضهم, تبادلوا المعلومات واستشاروا أهل العلم و قاموا بالتجارب وحدهم في المخبر و وظفوا المعلومات في حلّ مشكل واقعي كـ"تأثير الأمطار الحامضة على النباتات" مثلا. "بيداغوجيا المشروع" جعلتهم يعدّون أنفسهم بأنفسهم للبحث العلمي و العمل مع الآخرين.
خلاصة القول: للغش حلول علمية يتغافل عنها المسئولون و المربون و لا يطبقون إلا للحلول التأديبية على التلميذ أضعف حلقة في سلسلة المسؤولين على الغش في الامتحانات. أقر أن التلميذ مسؤول نسبيا على عملية الغش و يجب تأديبه لأن غياب التأديب فيه سوء تهذيب [ l’absence d’autorité est une forme de maltraitance ]. لكن عندما لا تطبق الوزارة الحلول العلمية و تكتفي بالعقاب يصبح التلميذ ضحية بعد ما كان مسؤولا.
في النهاية أنا لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد لا بالعنف لا اللفظي و لا المادي.
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التعليم اقرب الى اللغو من العلم
طه طه ( 2010 / 4 / 8 - 19:56 )
افرزت المدرسة الجزائرية جيلا اقل ما يقال عليه انه معوقالالسبب سوى انه كان ضحية برامج تربوية متعفنة فالنظام التربوي الحالي ابان عقمه وفشله والانكى والامر انه يوهم التلميد بالتفوق والنجابه وذلك عن طريق منحه ارفع العلامات واعلاها فالاستاذ الدي يضع مستوى التلميذ على المحك قصد تطويره وترقيته يعد استادايفتقر للكفاءة والاداء الحسن فالدولة تسعى جاهدة لتحقيق اكبر نسبة من الناجحين بفعل تضخيم النقاط فيتخرج المسكين وهو لا يدرك من اصول العلم شيئا سوى ورقةجوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع فيصطدم عند اول مواجهة في اي ة مسابقة توظيف بشطب اسمه من قائمة الناجحين فيقظي ما تبقى من عمره عبئا على نفسه وعائلته. كما ان عملية تخزين المعلومات وخاصة التافهة منها كالتاريخ الجزائري المزور فان الطالب الجزائر مرغم على مذاكرته رغم شدة كراهيته له لانه يعلم بان الجزائرتريد ان تبني مجدا وهميا باستحضار التاريخ الدي كتبته ايادي مرتزقة والدي افرز شريحة سميت بالمجاهدين اكلت الاخضر واليابس باسم النضال الدي لااساس له من الصحة فاغلب مصادر التعليم ينبغي ان ترمى في سلة المهملات ه .


2 - أوافقك التقييم و اشد على اياديك
محمد كشكار ( 2010 / 4 / 9 - 07:26 )
صباح الخير من تونس. لقد تحصلت على الباكلوريا علوم من عنابة عام 80 و أكملت دراستي بتونس و فرنسا حتى الدكتورا في تعلمية البيولوجيا سنة 2007 و درّست علوم الحياة و الأرض في الجزائر لمدة ثماني سنوات و أعرف جيدا التعليم الجزائري في الثمانينات و ها أنت تعلمني أنه ما زال على حاله أو اسوا و هذا حال كل الدول العربية مع فروق بسيطة. أؤكد لك أن الارتقاء الالي يطبق في تونس أيضا و هو سبب من اسباب انحطاط التعليم عندنا. أوافقك في تقييمك لدراسة التاريخ المزور و النفخ في نضالات المجاهدين. أما المتخرجين العاطلين عن العمل فعندنا منهم مئات الآلاف. كل ما أذكره من جميل للجزائريين هو دماثة أخلاقهم و حسن ضيافتهم خاصة في مدينة جامعة ولاية واد سوف اين عملت 7 سنوات و السلام

اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة