الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بحاجة الى سياسيو قراط

نجاح العلي

2010 / 4 / 8
كتابات ساخرة


السياسة كما هو معروف في الادبيات هي "فن الممكن".. لكن ما يجري في الساحة السياسية العراقية نقيض ذلك.. القوى السياسية في العراق حالها حال بقية القوى والاحزاب السياسية في العالم لديها اهداف ومشاريع ومطالب تسعى لتحقيقها وهو امر مشروع مادام ينحصر بالنقاش والجدل السياسي وبطريقة سلمية بعيدا عن لغة السلاح او التهديدات المباشرة او المبطنة، لكن الغريب في الامر ان هذه القوى لاتعمل وفق مبدأ العمل بالممكن حسب المعطيات في داخل العراق الذي يتميز بالتنوع القومي والديني والمذهبي والاثني وحتى الايديولوجي والسياسي والمتغيرات الاقليمية والدولية..
امام الواقع السياسي هذا، نحن بحاجة الى (سياسيوقراط).. المشتقة من التكنوقراط وهم اصحاب الخبرة والكفاءة (ليسوا بالضرورة من الاكاديميين) ومن السياسيين.. وتعني مفردة "سياسيوقراط"، السياسيين الذين يتمتعون بالمهارة المكتسبة من التجربة والخبرة الميدانية.. وقد انطلقت من استخدام هذه المفردة ليتحول الى مصطلح اعتمادا على النظرية التوليدية للمفكر الامريكي نعوم تشومسكي الذي يقول بانه من حق اي شخص ان يستخدم مفردات جديدة للتعبير عن شيء يدور في خلده لتضاف الى قاموسنا اللغوي.. اي ان المفردات تتوالد لتتحول الى مصطلحات والامثلة عن ذلك كثيرة مثل الاسلامويين وصراع الحضارات.. وغيرها الكثير.
ان تشخيص الحاجة الى "سياسيوقراط" جاء بعد مخاضات التجربة السابقة مع كل ما تتضمنه كلمة مخاض من دماء وتصفيات جسدية وفساد مالي واداري وشراء الذمم او تهديدها وتسقيط سياسي فضلا عن الفئوية والمحسوبية والمحاصصة الطائفية التي طغت على مشهدنا السياسي طيلة سبع سنوات عجاف اعقبت عام 2003.
الان العمل السياسي يحتاج الى سياسيين من نوع اخر.. سياسيون لايستخدون لغة التهديد والوعيد بل الرجوع الى لغة المنطق والعقل والحوار والبحث عن التقاربات وتنازل الاطراف المختلفة في التوجهات عن بعض المطالب وصولا الى ارضية مشتركة يمكن اعتمادها كاساس لبناء مشروع سياسي وطني قابل للتعديل وتصحيح المسارات بما يتواءم ويتوافق وطبيعة كل مرحلة لها تبعاتها واولوياتها ومتغيراتها داخليا واقليميا ودوليا.
ليس بعيدا عنا ما حصل في قيرغيزيا، هذه الدولة الناشئة التي تشترك مع العراق في غناها في ثرواتها (تمتلك قيرغيزيا مخزونات هائلة من الذهب غير المستثمر ويملك العراق احتياطي نفطي هائل غير مستثمر) وموقعها الستراتيجي في مناطق تعاني من نزاع وتوتر وارتباطها مع امريكا باتفاقيات ومعاهدات (الدولة الوحيدة التي فيها قاعدتان عسكريتان واحدة امريكية واخرى روسية)، ونظامها السياسي الذي جاء قبل سنوات معدودة تحت شعار الانقاذ من الدكتاتورية والفساد وتحقيق دولة الرفاه الاجتماعي.. ووجود معارضون ومتربصون يتهمونها بالفساد والعمالة ويشككون باستمرار بادائها السياسي وتخبطها في ادارة الحكومة.
انطلاقا من هذا الامر واستفادة من تجارب الامم والشعوب الاخرى.. وحفاظا على المصلحة العليا للبلاد لتحقيق الاستقرار الامني الذي قاعدته الاساس الاستقرار السياسي، على الائتلافات الاربع الفائزة في انتخابات مجلس النواب المقبل اختيار مفاوضين من السياسيوقراط للوصول وفق وقت معقول الى تفاهمات مبنية على برامج سياسية مقبولة من كل الاطراف وهذا امر ليس صعبا او مستحيلا بعد ان تجاوزت النخب السياسية شعارات الاقصاء والتهميس والاصطفاف الطائفي والاثني.
اما اذا بقي الحراك السياسي يراوح في مكانه فان الساحة العراقية لاتتحمل مزيدا من الاختراقات الامنية التي ستؤدي الى نقمة شعبية ضد القوى السياسية وضد عناصر الامن العراقية واتهامها بالتقصير والتلكؤ في العمل مما يخلق جوا ايجابيا للجماعات المسلحة النائمة لاستغلال هذه الحالة ومحاولة استدرار عطف العراقيين او على الاقل تثبيط عزيمتهم ورغبتهم في اسناد ودعم قواتنا الامنية.
*اعلامي واكاديمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا