الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة البطالة..الى أين تأخذ المرأة

قاسم هادي

2004 / 7 / 24
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


ان لتفاقم حجم البطالة آثارا مدمرة على بنية المجتمع الأقتصادية, الأجتماعيةو السياسية وبالتالي فان نتائج هذه الأزمة الخطيرة تترك آثارها المدمرة, ولو بشكل مختلف قليلا بين فئات المجتمع, سواء كانوا ضمن دائرة الأنتاج اوادخلتهم تلك الأزمة بدوامتها وهم خارج تلك الدائرة .
يتاثر دور المرأة في المجتمع بأي أزمة اقتصادية, أجتماعية او سياسية الا ان الوضع العالمي بخصوص ذلك يسوء الآن اكثر من اي وقت مضى لأن الرأسمالية ــ بشكل مباشر او غير مباشر ــ بعد ان كانت تريد ــ في عصر الثورة الصناعية ـ زيادة اعداد العمال, كانت ترفع شعار المساواة وتسمح, بل وتدعم الكثير من البحوث بالأنتشار خصوصا تلك التي تثبت عدم وجود الفوارق البدنية والعقلية بين الجنسين, الا ان التطور التكنلوجي المتسارع حال دون زيادة عدد العمال, بل كانت مميزات القرن الماضي هو كثرة حالات الأستغناء عن العمال والتسريح الجماعي لهم, خصوصا بعد انتشار المعامل التي تعمل بالبرمجة ومكننة الأنتاج الزراعي وسيطرة رأس المال الصناعي على كل مرافق الحياة وبكل بقعة في العالم. كان للرأسمالية توجها آخر نحو الأستغناء عن العمال بطرق مختلفة, بدءا من خلق الحروب والنزاعات مرورا بالطرد الجماعي وحرمانهم من حقوقهم ومكتسباتهم السياسية طوال تلك السنين من النضال, وانتهاءا بالحملة الشرسة بدعم الأنظمة الأستبدادية في العالم خصوصا مااتفقوا على تسميته ( العالم الثالث ), والحملة الشرسة الأخرى على مكتسبات المرأة التي استطاعت عبر الكثير من النضالات والتضحيات تحقيقها على المستوى العالمي, الا ان تلك المكتسبات تم اغراقها باعادة انتاج التقاليد والقيم العشائرية والدينية القاضية بدونية المرأة وتغذيتها بمختلف الوسائل, سواءا بالقوانين الفوقية ــ خصوصا في بلدان الأستبداد التي تحد من النشاطات النسوية الرامية الى التحررــ او بشراء الذمم وتغذية ودعم البحوث التي تحاول عبثا اثبات ضعف قابليات المرأة البدنية والعقلية, وغالبا ماتكون تلك البحوث البايلوجية محصورة بفئة معينة, او منطقة جغرافية تم فيها تهميش دور المرأة اصلا, ففقدت قدرتها على الأبداع, وبالتالي اضهار البحث على انه نظرية لا تقبل الدحض, هذا اذا لم يتم فبركة البحث بالكامل, لذا نرى ان الرأسمالية قد قضت بشكل كامل على كل القيم العشائرية التي لا تخدم ربحية الرأسمال باي حال من الأحوال, والتي تعيق تقدم حركة الرأسمال بحرية .
وفقا لما ذكر اعلاه فان تلك القيم المتعلقة بدونية المرأة تقدم خدمة جليلة لزيادة الربحية, من خلال منح راتب واحد للعائلة متمثلة بحق الزوج فقط في العمل, الذي يرجع الى المنزل ليجد الراحة, وحق ممارسة سلطته الذكورية داخل العائلة, وبالتالي فانه يخرج الى العمل وقد قضى فترة راحة فلا حاجة الى المطالبة بتقليل ساعات العمل, وقد مارس سلطته وافرغ رد فعله تجاه الأضطهاد الذي يراه من مرؤوسيه فلا حاجة له كي يعترض, وقد حصل الرأسمال على عامل مجاني لخدمة عامليه لـ 24 ساعة وحصل على عمال لا يجهدون في المنزل, ويتوجه كل الجهد الى مكان العمل.
إن للبطالة آثارا تترك اكثر من بصمة على المرأة, فهي من جهة بلا مورد لذا عليها العمل لـ 24 ساعة مجانا ومن جهة اخرى فأن عملها في وضع أزمة بطالة كهذه مصحوب بهجمات متعددة لخفض الأجور, نتيجة المنافسة الكبيرة في سوق العمل, ونتيجة لكونها الكائن التابع الذي لا يطالب بفرصة عمل مناسب ولا زيادة الأجور, اضف الى ذلك تأثير الأعراف البالية والتقاليد العشائرية والدينية التي تمنعها من التنظيم والمطالبة بالحقوق التي سلبت او تلك التي لم تحصل عليها اصلا وكذلك فان اغلب محاولاتها تحارب من جهات عديدة, ارباب العمل, السلطات, المجتمع الرازخ تحت التقاليد البالية وكل المنتفعين من دونية المرأة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | يوسف بلايلي يتهجم على حكم امرأة في مباراة ربع


.. صباح العربية | تطور غريب.. انطلاق أول مسابقة لملكة جمال الذك




.. رحاب الفقيرة هي شابة من مدينة المهدية منطقة ملولش شاركت بالو


.. في وقفة احتجاجية مطالبات بإعادة المفقودين في الأراضي الإي




.. رشيدة الباجي أم المفقود أيمن العياري