الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق والمحاصصة القومية

درويش محمى

2010 / 4 / 23
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


كلنا يتذكر ردود الفعل القوية التي صدرت بعد تنصيب السيد جلال الطالباني رئيساً للعراق, واليوم بعد مرور خمسة اعوام من رئاسة الرجل, وبعد ان افلح في مهماته وكان خير رئيس يجمع بين طوائف العراق وقومياته ومذاهبه, ويحرص على وحدة العراق ولم شمله وشتاته, لم تأت تصريحات نائب الرئيس العراقي السيد طارق الهاشمي بجديد, عدا عن كونها تصريحات اختلطت على صاحبها الامور و"تخربطت" لدرجة لم يعد يفرق بين منصب رئيس الوزراء الذي يعتبر رأس السلطة, وبين منصب رئيس الدولة كثاني اكبر منصب رئاسي بعد منصب رئاسة الوزراء.
تصريح طارق الهاشمي "ان العراق بلد عربي ويجب ان يكون على رأس السلطة شخص عربي", له وقع خاص ويتميز عن غيره من التصريحات المماثلة, ربما لان السيد الهاشمي يشغل اليوم منصباً مهما في العراق الجديد, وربما لان الهاشمي كان اول من مثل طائفة"السنة العرب" في العملية السياسية, وربما لان الاستاذ الهاشمي يأتي من"طينة"اسلامية حيث شغل منصب الامين العام للحزب الاسلامي "إخوان العراق" بين عامي 2004 و 2009, وربما لكل تلك الاسباب مجتمعة, لكن من المؤكد ان تلك التصريحات لا تنسجم مع عراق "المواطنة لا الطائفة", المبدأ الذي يقول عنه السيد الهاشمي انه يلتزم به ويتبناه.
الكاتب العراقي المعروف الأستاذ رشيد الخيون, تعرض لتصريحات الهاشمي في مقالة نشرت أخيرا في صحيفة "الاتحاد" الامارتية, أعرب فيها الخيون عن امتعاضه من دعوة الهاشمي اللامبدئية واعتبرها غير سليمة ومتعارضة مع شعار"دولة المواطنة لا دولة المكونات", لا شك ان الأستاذ رشيد الخيون محق في انتقاده للسيد طارق الهاشمي, فهذا الأخير لم يتراجع عن مواقفه السابقة فقط, بل يريد إعادة العراق الى ايام زمان, عراق القومية الواحدة والطائفة الواحدة, لكن هذا لا يعني ان الأستاذ الخيون نفسه على الصواب, فاذا كان الهاشمي يعمل لإعادة عقارب الساعة الى الوراء, فالاستاذ الخيون مثالي اكثر من اللازم, ولا يعترف بالواقع العراقي المتعدد القوميات والطوائف, ولان الجميع متفق ضمنياً او علنياً بما فيهم الهاشمي والخيون, على ان منصب رئيس الوزراء كمنصب اول من المناصب الرئاسية في العراق, هو من حق الشيعة العرب بوصفهم يشكلون الغالبية, فان منصب رئاسة الجمهورية كثاني منصب رئاسي في العراق, هو حق للكرد بوصفهم ثاني اكبر قومية في البلاد, واذا كانت المحاصصة الطائفية بغيضة ومكروهة, فالمحاصصة القومية في عراق اليوم امر لابد منه للحفاظ على وحدة البلاد والعباد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا فض فوك ..لكنهم للحق كارهون
ريم شاكر الاحمدي ( 2010 / 4 / 23 - 08:03 )
صباح الانوار يا اهل الحوار
ارى ان الكاتب على حق الا ترى معي يا سيدي الكاتب ان ايدوليجية طارق الهاشمي المشهداني الاصل هو حسب شهيته مرة يطالب بان الاغلبية في العراق هم العرب وهو لا يعترف بنفس الوقت بحق الاغلبية من العرب الشيعة وهو لا يدري مرة يفتي عن توجه طائفي ومرة اخرى عن تعصب قومي ومرة ثالثة عن توجه سعودي ...لم يرس هذا الرجل على بر
تحياتي


2 - هيه....لزكه
شمران الحيران ( 2010 / 4 / 23 - 12:32 )
لم يفلح السيد الطالباني في تأدية دورمسؤول يفضي لجمع الطوائف بل التصريحات الاخيرة لسيادته عكست العجب والريبه لهذا الرئيس بما حملت من افق طائفي تحريضي
نال استياء اوساط كثيره بما فيهم اوساط سياسيه كرديه وان تكرار التجديد للسيد الطالباني لمقعد رئاسة الجمهوريه ماهو الا مشروع يفضي لاابقاء العراق في دائرة الضعف الحكومي وطور المراوحه والسنين المنصرمه خير دليل على التراجع في ظل هذه القيادات التوافقيه والاصلح هوان نبتعد عن التوصيفات العرقيه الفئويه وان نعتمد منهج الكفاءه والمهنيه لشغل مناصب المشؤوليه بعيدا عن المسميات المريبه حكومه وطنيه او توافقيه او وحده وطنيه غرضها تمرير المشاريع الاقليميه السعوديه (حتى لاتزعل ريم شاكر)والايرانيه وان ما صدر من الهاشمي بهذا الخصوص يحمل الكثير من الاحقيه رغم تحفضي على السيد الهاشي بما يحمل من انفاس طائفيه ونزعه غير سياسيه ناتجه من جذوره الاسلامويه...تحياتي مع الود

اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا