الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة المجنونة..!وآثارها المنهوبة..؟!

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2010 / 4 / 28
القضية الفلسطينية


غزة المجنونة..! وآثارها المنهوبة..؟!
شاهد الناس عصابات تهريب وتجار الآثار في الأفلام أو المسلسلات التلفزيونية المصرية، وكذلك عرفنا وسمعنا أخبارا كثيرة عن استعادة مصر الشقيقة ودول أخرى لكثير من الآثار المسروقة سواء من العصابات، أو من دول كانت تستعمرها.. ومازالت العديد من الآثار المصرية والعربية التي تلهب العقول، منها ما هو معروض في المتاحف الأوروبية، ومنها ما هو مفقود.. أو لا تعترف الدول التي بحوزتها آثارا عربية بوجوب عودة هذه الآثار إلى مواطنها.. كذلك دار حديث كبير حول سرقة آثار العراق بعد احتلالها .. ولم يعرف حجم تلك الآثار.. ويبدو في حالة الحرب لا أحد يهتم بمثل هذه الأمور لتزداد حجم الجريمة..! وقيل قديما: "إذا أردت أن تسيطر على شعب فلتبدأ بتدمير عمومياته الثقافية .." والعموميات الثقافية هي: اللغة والدين والتراث والمناسبات الوطنية.. وكلها تعزز الهوية للمجتمع، وأي مجتمع لا ماض له فلا حاضر ولا مستقبل له.. أما غزة المجنونة.! لم يصدق أحد إن كان بها آثار ذات قيمة كبيرة.. وقد تكون الأهم في آثار الشرق الأوسط وتأريخ المنطقة.. ولا أحد يصدق أنه يوجد من بين أبنائها أفراد، أو عصابات تقوم بتهريب الآثار خارج غزة.. ولا نعرف إن كان دور لحكام غزة في ذلك..؟ أو أن الأمر لا يعنيهم.. كما لا يعنيهم أشياء كثيرة كلها تصب في طمس الهوية، وطمس تاريخ وحضارة هذا الشعب وتلويثه..
مخيم الشاطئ الشمالي بغزة يجثم على كنز تاريخي كبير يصعب قراءته وتحديده إلا بإزالة المخيم الفوقي والبدء بالتنقيب عن تلك الكنوز وقراءة التاريخ من جديد.. وهذا يحتاج إلى نقل سكانه إلى مكان آخر وإسكانهم فيه بشكل مريح، ومن ثم يبدأ الخبراء بوضع الخطط والبرامج اللازمة لذلك.. من يتجول في المخيم سوف يسمع عن أساطير وإشاعات كثيرة يتداولها الناس؛ فتكاد لا تصدق ما يجري هناك.. آخر هذه الإشاعات وقد تكون حقيقة تقول: أن أحد أبناء المخيم الذي يعمل في البحر قد عثر على تمثال كبير من الذهب الخالص يزن حوالي أربعين كيلوجرام، وبعد أن أخفى التمثال بملابسه قام بعرضه على أحد تجار الذهب في المنطقة، فقال له التاجر لا يمكن بيعه بهذه الطريقة ويمكنه أن يساعده في البيع على أساس المناصفة، فرفض الفتى ذلك العرض وعاد إلى بيته.. وبعد وقت قليل اقتحمت البيت قوة شرطية مدججة بالسلاح وصادرت التمثال..؟! شاب آخر رفض أن يقول اسمه اعترف لي بأنه عثر على تمثال صغير من الذهب أيضا وباعه بثلاثين ألف دولار، وعندما سألته عن المشتري وكيف تم البيع؟ قال: أنه لا يعرفه، وهنا في المخيم أناس يتداولون مثل هذه الأمور فأرسلوا له ذلك الشخص وساومه في البداية على عشرين ألف حتى وافق على ثلاثين؛ فدفع له المبلغ على الفور واستلم التمثال واختفى.. سألته عن ملامح الشخص فأكد لي أنه ليس من سكان المخيم.. سألته أين عثر على التمثال؟ فقال لي: أنه يقوم أحيانا بدفع السمك إلى الشرك المنصوب في البحر، وخلال غطسه في الماء شاهد طرف شيء يومض بين رمال البحر العميقة؛ فما كان منه إلاّ الغوص عميقا وانتشال التمثال. وعن قيمة التمثال التاريخي والوطني وأهميته، قال الشاب: أنه لا يفهم سوى كيف يحصل على لقمة العيش؟؟
تلك قصتين من عشرات القصص التي يتم تداولها بين الناس في المخيم، والكل يعرف منذ زمن كان العديد من الناس يذهبون إلى ساحل البحر في ذلك الموقع للبحث عن كنز، أو عملة قديمة، وكانوا يطلقون عليها مصطلح (سحاتيت) ليبيعونها كمصدر رزق لهم، وربما يوجد العديد من الناس مازالوا يملكون مثل هذه الآثار ويحتفظون بها في بيوتهم.. لكن لا أحد يعرف من يشتريها، وكيف؟ وتحت أي هدف؟؟ ولا نعرف إن كانت سلطة غزة تهتم بهذا الأمر؟؟ ونعتقد أنه لو كان صحيحا يوجد هيئة للآثار، فما مدى اهتمامها بهذه الأمور؟؟ وهل لديها خططا وبرامج لملاحقة عصابات التهريب؟؟ وهل لدينا قانون يعاقب على ذلك؟ أم أن هويتنا منسية يا أصحاب التشريعي؟؟ وعند العثور على آثار من ذلك القبيل هل يتم توثيقها والإعلان عنها..؟ وأخيرا، ما قول المسئولين؟ في الخبر الذي نشرته شبكة ـ العهد الإخبارية على صفحتها الأولي يوم الاثنين السادس والعشرين من أبريل 2010م. نقلا عن موقع كريستشن ساينس مونيتور الأمريكي ـ مفاده: أن قطاع غزة، الذي ارتبط اسمه بالحروب والدماء، يطفو على كنز تاريخي كبير. وبعد أن عثر العمال على كنز من العملات القديمة وجدران مدينة موغلة في القدم في بلدة رفح الجنوبية في كانون الثاني/ يناير، تأكدت الإشارات الجديدة إلى أن هذه الأراضي الصغيرة تحتفظ بماض غني. وأضاف الموقع أنه ما لا يقل عن 12 من الإمبراطوريات الكبرى مرت على هذه الأرض، فقد احتلها المصريون والفرس والرومان والبيزنطيون والعثمانيون والبريطانيون، وخلفوا وراءهم الحصون المسورة والمجوهرات والأسلحة المصنوعة من البرونز وغيرها. وأشار موقع الصحيفة إلى أنه في ظل عدم وجود قوانين، فقد تبين أن الكثير من آثار العصر البرونزي تمت سرقتها وعرضها لاحقا في السوق السوداء. وأضاف أنه يمكن الاطلاع على العديد من القطع الأثرية التي كانت في قطاع غزة ، بما في ذلك توابيت عمرها أكثر من 3 آلاف عام، في متحف إسرائيل في القدس، حيث تم كشفها من قبل علماء الآثار الإسرائيلية خلال احتلالهم للبلاد 38 عاما. وآثار أخرى من غزة موجودة في اسطنبول والمتحف البريطاني في لندن.
أليس هذا ضربا من الجنون لشعب يبحث عن هويته المنهوبة؟! وقادته وأحزابه مازالوا يبحثون في قضاياهم الفئوية الضيقة ؟! ونشك إن كان أحد اهتم بالخبر المنشور وسأل نفسه: كيف عرفت جريدة أو موقع "كريستشن ساينس مونيتور" بما يجري في غزة قبل أن يعرف المسئولين فيها؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تنفع الآثار لمن له حاضر ومستقبل
سيلوس العراقي ( 2010 / 4 / 28 - 11:11 )
تحية
ان الواقع لا يؤيد دائما مقولة من لا ماضٍ له ، لا حاضر ولا مستقبل له...فان العديد من الدول الحديثة والمتطورة جدا لا ماضٍ لها، والولايات المتحدة الاميريكية واحدة من هذه الدول..وانما القول الأدق هو : من ليس له شيء في الحاضر أو في المستقبل فينفعه ما كان له في الماضي، واعتقد أن قولي الأخير أكثر واقعية من القول الذي ورد في المقال ويرد على السنة العامة كثيرا
فان حاضر ومستقبل بلداننا العربية غير مضمومان ليس لأنه قد تم سرقت آثارنا فما نفع الاثار لمن لا حاضر له
مع تقبل تقديري

اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء