الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراسيم لدفن القط ريكي!

هادي جلو مرعي

2010 / 5 / 8
كتابات ساخرة


إتخذ زميل صحفي بالاضافة الى صفته الاكاديمية قرارا متسرعا ينم عن عدم مبالاتة بارواح المخلوقات التي كرمها الله سبحانه.
وبعد عامين قاحلين قضاهما والاسرة في بلد مجاور قرر العودة الى بغداد.وليس في القرار من جريمة .لان العود الى بغدادانتصار.لكن المثير للدهشة انه قرر اصطحاب القط الاثير( ريكي) الى العاصمة العراقية وهو المهدى اليه من احدى الجارات الطيبات في الاردن دون ان يتحسب للعواقب وللتغير الذي يمكن ان يطرأ على سلوك وصحة القط.وكان يظن انه سيعيش مع بقية البزازين العراقية التي تعودت القهر والضيم كحال البشر..ومع تعلق ابنته الصغرى بالقط وتعود القط على الاسرة واعتناء الزميل به فانه تحمل الظروف الصعبة وتغيرات الاجواء والتراب وحرشة اناث البزازين اللاتي يتحرشن بريكي في الطالعة والنازلة عدا عن غيرة وحسد ذكور البزازين الذين يرونه المدلل بينما يتسكعون في درابين حي البلديات شرق بغداد.. وريكي جميل المنظر قد خلب لباب الاناث واستحوذ على قلوبهن..ومضت الايام واذا بريكي يمرض فجاة ويرتمي على الطاولة ويفتح ذراعيه الرقيقين ويكشف عن بطنه ويقوم الزميل بفحصه دون ان يدرك علته فهو دكتور اعلام لادكتور اجسام ..ويفزع جميع من في المنزل ويسارع الى الطبيب البيطري الذي رأى انتفاخ بطنه وتغير لون وجهه ونحوله وبؤس حاله وطلب ابقائه في العيادة البيطرية..

ومرت ثلاثة ايام وعاد الزميل الى عيادة الطبيب البيطري ليجد ان ريكي قد مات لتنزل الدموع وتنشغل العائلة التي صدمها موت القط الاثير والبزون الاصيل .وربما كان الاهمال سبب الوفاة مثلما يحدث للبشر في مستشفياتنا الحكومية والاهلية .. ..حينها تذكر الدكتور نصيحة شقيق زوجته المقيم في لندن الذي حذره من اصطحاب البزون الى بغداد.قائلا: أحذرك من أخذه الى العراق فهذا بلد لايتحمل العيش فيه البشر فكيف بالبزازين المسكينة!..نعم .ادهشني ان بيننا من يحترم المخلوقات الضعيفة ويحزن لمرضها وفقدها..فكيف يستطيع البشر عندنا ان يتحملوا مآس ابناء شعبهم التي تحدث في كل مكان من ارض السواد التي يفترض انها رسخت الحرية ومفاهيم حقوق الانسان بعد التغيير..الزميل والاسرة اقاموا مراسيم عزاء متكاملة احتراما لخلق الله وارادته في مخلوقاته..الناس استهجنوا تلك المراسيم لانهم تعودوا احترام اشياء عديدة الا الحيوانات!

كل شئ يمكن ان اتوقعه من الصحفي المثير للمشاكل والطلايب إلا ان يتسبب في قتل قط.... 15 /3/2010 كان موعد انتقال روح القط الى عالم الموتى ليعيش بصحبة رفاقه وعسى ان لايجعله الملائكة بصحبة قطط عراقية..

وكنت كتبت مقالا في رثاء قطتي الحبيبة عندما كنت طفلا في ثمانينيات القرن الماضي حين كانت الحرب مستعرة ودفنتها في مراسيم مهيبة على تلة قريبة وكنت جائعا حينها..أسميت المقالة( في رثاء قطة)..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزاء للقطط
محمد شفيق ( 2010 / 5 / 8 - 18:46 )

تحية طيبة

اتقدم بخالص العزاء والمواساة الصادقة الى عالم البزازين لوفاة شقيقتهن القطة ريكي .. متنميا ان تحشر مع من احبت
بالفعل استاذ هادي العراق بات لايصلح حتى ان يسكن فيه البزازين وذلك للقسوة التي تمكنت من ابنائه .. ذات يوم رأيت شخصا يسحل كلبا بعربته ( الستوتة ) بضعة كيلو مترات ما ادى الى موت الكلب
اذا كان البشر يقتل فماذا يصنعون بالحيوانات

لك مني خالص الحب والتقدير


2 - رائع
أيمن قـدرى ( 2010 / 5 / 8 - 19:47 )
تحياتى للكاتب على المقال الجميل
والفكره يمكن تعميمها على بلاد كثيره وليس على العراق فقط


3 - مراسيم حقيقية
بشار السلامي ( 2010 / 5 / 9 - 11:03 )
عزيزي محمد القط ريكي مذكر وليس مؤنث كما ورد في تعليقك ..هادي كاتب رائع ويعد اليوم الكاتب رقم واحد في العراق اتمنى له النجاح ابدا


4 - شكرا
محمد شفيق ( 2010 / 5 / 9 - 18:12 )

تحية طيبة

الاخ العزيز بشار السلامي .. لكم اجمل تحية

شكرا فأنني لم انتبه لهذا .. واشاطركم الرأي في الاستاذ العزيز هادي .. ونتمنى له دوام النجاح والتقدم

لك شكري واحترامي


5 - درابين امريكا
نوار احمد ( 2010 / 5 / 9 - 20:19 )
الاخ هادي
لم تتحدث لنا عن درابين امريكا التي زرتها مؤخراً لمدة شهر ان كان فيها بزازين ام لا ؟؟ وما سبب تجاهلك للقطط السمان في امريكا ؟؟ ام ان الحديث عن البزازين هو الافضل عن تفاصيل زيارة امريكا ؟؟ بعدين انت شوداك لامريكا يا مرصد للحريات الصحفية ؟؟هل للمطالبة بدماء الصحفيين العراقيين الذين قتلتهم القوات الامريكية ؟؟ اتمنى ذلك ؟

اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه