الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية ابو خلف في الإعلام

لهيب خليل

2010 / 5 / 16
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


في سبعينيات القرن الماضي وعند دخول البث الملون إلى بيوتنا كان جهاز التلفاز واحد في أكثر البيوت وهو عادة ما يوجد في صالة البيت وكان قناة واحدة الأمر الذي جعلنا ننظر إليه بشيء من التبجيل والسحر خصوصا إذا طلت علينا من شاشته امرأة تحمل شيء من الحسن والملاحة راح الجميع يتكلم عن شكلها وطولها وعرضها ولون عيونها ومن هي وابنة من،وتبقى حديث الناس رجالا ً ونساءً والنساء يهتمن للموضوع أكثر لان البث الملون طير عقل الرجل الذي لا ينظر إلى الشاشة وإنما يبحلق فيها بعينين مفتوحة وكأنه يريد أكلها فتأخذ الغيرة تعمل ، كانت لنا جارة تدعى أم خلف وهي من السيدات المسيطرة على كل صغيرة وكبيرة في البيت لذا فهي ومع كل برنامج تظهر فيه امرأة جديدة كانت تشعر أن الزوج ابو خلف سيفلت من الأيادي لذلك راحت تمنع زوجها من متابعة البرامج بشكل مستمر وهكذا وفي إحدى المرات طهقت روح الزوج وكسر باب غرفة الضيوف (لان أم خلف قد وضعت التلفاز في غرفة الضيوف وقفلت عليه بالمفتاح ) ولأنه كان يريد معرفة ما يدور في احد المسلسلات لأنه تابعها من خلال رواية زوجته ولان زوجته مريضة وهي طريحة الفراش شاهد بأم عينيه المسلسل وهنا كانت الفاجعة (وكام الداس ياعباس)** فهمنا بعد التي واللتيا انه لم يكن يدري أن بطلة المسلسل بهذا الجمال والرقة (حلوة أتخبل ) وان زوجته لم تكن تنقل له الأوصاف الحقيقية للبطلة وقد كذبت وقالت له أنها تشبهـُها (تشبه أم خلف لكنها ولكن على العكس طبعا ً) ولم تنقل ملامح الصورة بالكامل ولأول مرة شعرنا أن أبو خلف رجل ويستطيع أن يهدد اذ قال جملة غريبة مثل تلك التي تشبه تصريحات السياسيين (أقولها للتاريخ ياناس أن الرجل يحسب عمره بالنساء الجميلات التي يراهن في حياته وإذا المرية *1 مو حلوة أتخبل أشعدنا أندحج*2 عالتلفزيون) راح الجيران الرجال طبعا ً يتهامسون لكلام ابوخلف واخذوا الأمر بجدية (زايدة عن اللزوم) وعده ُ نظرية جديدة ، وعندما أرادت الزوجة استعادت الزوج الفار أرسل من يبلغ الزوجة انه لن يعود إلا بشرط أن تشتري له جهاز تلفزيون خاص به وحده ُ ,وإلا..! من فضائل الديمقراطية جعلت العراقيين يلتصقون بالتلفزيون أكثر من قبل بعد أن أصبحت عدة آلاف القنوات بفضل البث الفضائي، لي جار مهووس بالإخبار والسياسة ولكنني اكتشفت من مدة انه يتابع أخبار القنوات التي تذيع نشراتها الحسناوات تحديدا ً وعند سؤالي له عن ذلك اجاب بدهاء دبلوماسي ليس هناك سوى الموت والقتل والدمار الشيء المفرح الوحيد في الأخبار هو المذيعة الجميلة الحسناء وليس هذا فحسب بل أكد أن أية نشرة أخبار تبقى في البال (حتى أخر العمر) اعلم أن مقدمة تلك النشرة كانت أجمل من الباقيات وقال أيضا ً : في السابق لم تكن سوى قناة واحدة مجبور المشاهد أن يشاهدها ويحفظ كل التفاصيل ألان اختلف الأمر هناك مئات القنوات الفضائية عليك أن تبحث عن الأفضل والأجمل (وعلى كيفك وبحجة الأخبار ) قلت وما علاقة الأخبار بالجمال والحلاوة قال لا اعرف ولكن( لابد اكو فد نظرية) أتفسر هذا الأمر وهنا تذكرت كلام أبو خلف رحمة الله عليه الذي أصبح نظرية للطرف وأهل المحلة وهكذا اعتبر أبوخلف منظرا ً مغوار بعد موته وراح فقهاء الإعلام يستأنسون بنظريته كلما ذبل وهج أي قناة طلوعوا واحدة من الصبايا ليعد الرجال أيامهم من جديد وبحجة الأخبار .
*1:ــ يقصد بها المرأة *2:ــ ينظر **مثل عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظمة سارا تطالب بوقف الانتهاكات الممارسة بحق النساء ومحاسبة


.. -لن نتراجع عن احتجاجنا ما دامت مطالبنا لم تتحقق بعد-




.. استشهاد امرأة وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي على منزل بحي السلام


.. الإهمال والتمييز يفاقم معاناة نساء غزة




.. إحدى النازحات في أماكن اللجوء ذكريات المعصوابي