الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متنكر في ثياب التنويريين....او اركلجة الخرافة

احمد القاضي

2010 / 5 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ثمة تضليل يتنكر في ثياب التنويريين...اذا كانت الخرافة لا تحارب الا بالاركيلوجيا فما وظيفة القياس العقلي..فمثلآ بدون اركيلوجيا وبالمقاربة فان عبارة ( حصب جهنم ) صحيحة في سياقها القرآني,..ففي مختار الصحاح (( الحصب بفتحتين ما تحصب به النار أي ترمي وكل ما القيته في النار فقد " حصبتها " به وبابه ضرب )) انتهى...وهناك خمس آيات وردت فيها كلمة ( حاصبآ ) (أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) ) (أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) ) ونفس الاستخدام في سورتي " القمر " و" الملك " ..اما كيف تكون الحصى وقودآ للنار فاجابته في سورة ( البقرة ) حيث يقول محمد ( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) )..فاذا كانت النار وقودها حسب الخيال المحمدي ونصه الحجارة والناس.فان الحصى من جنس الحجارة وبذا يستقيم المعنى في السياق العام ..وان كان مجافيآ للذوق السليم

نعود لموضوع اركلجة الخرافة...فاذا كان لابد من استخدام الاركيلوجيا لنقد الدين فكيف استطاع سقراط ان ينهض بدونه ضد آلهة الاغريق ويستقطب الشباب بعيدآ عن الخرافة...وكيف استطاع فولتير ومفكرو عصر التنوير ان يستأصلوا الخرافة اوبالاحرى ان يبدأوا مشروعهم الكبير الذي انتهى بالثورة التي حجمت الكنيسة واعادت اوربا الى عقلانية فلاسفة الاغريق بدون اركليوجيا ...ثم ان كاتبنا الهمام يمسك بالصحيفة بالمقلوب :...من هم الملزمون بالاستعانة بالاركليوجيا لاثبات صحة ما يقولون ؟ اصحاب الخرافات ومصدقوها ومروجوها ام نقّاد تلك الاساطير؟..اذا كنا لا نصدق خرافة الطوفان فعلى اصحابها ان يأتونا بالدليل الاركيلوجي لذلك...وقد زعم من زعم عن العثور على سفينة نوح عند جبال ارارت .وعلى كفن المسيح وهلم جرآ وبقيت الخرافة خرافة والاسئلة ما زالت قائمة... اما نحن، لا نعرف كيف نقيم الدليل الاركيلوجي على عدم تصديقنا للخرافة!... ان مشكلة المشكلات شرح البديهيات

ثم ان على الكاتب الهمام بدلآ من ان يطلب من نقاد الدين الاسلامي الاستعانة بالاركيلوجيا في نقدهم للدين عليه ان يطلب من المسلمين فتح الطريق امام اعظم كنز اركيلوجي يوجد في يثرب ( المدينة ) ....فالمسلمون وشيوخهم يزعمون ان جثة محمد موجودة بهيئتها الكاملة، كما لو انه مات اليوم، دون ان تتعرض لعوامل التعرية والتآكل ..بل يذهب البعض من الشيوخ الى ان كل من يدفن في مقبرة البقيع تبقى جثته سالمة كما هي....اليس من الحكمة فتح هذه المقابر امام الاركيلوجيين...ففي العام 2003 حملت الانباء ان فريقآ من جامعة يورك تقوده الدكتورة جوان فلتشر استخدم ما سمي بــ ( الاشعة المتنقلة ) لفحص مومياء نفرتيتي وتعطي تلك الاشعة صورة كاملة للجسد...اليس استخدام تلك التقنيات ستسمح للاركليوجيين الحصول على صورة كاملة لمحمد ومضاهاتها بما كتب عنه في وصفه في كتب السيرة المحمدية...هذا في حالة اذا كانت الجثة متآكلة وبقي شئ من الهيكل العظمي ام اذا كانت الجثة سالمة فان ذلك سيدعم قول الشيوخ والمعتقد الشعبي الشائع...اليس هذا هو العمل الاركيلوجي الصحيح الذي سيبدد الخرافات ام ان الامر سيثير اشمئزاز الكاتب الذي ينادي باحترام الرموز...وكيف يمكن الفصل بين الرمز ومرموزه ؟!..اسمعتم بتنويري يريد ان يجعل نقد اي رمز من التابوهات ..والادهى انه يريد ان يحرمنا من نقد رمز ديني يعاني العالم اليوم من شرور ميراثه واسلامه...اليس مطلب الاسلاميين دائمآ هو ضرورة احترام الرموز الدينية ؟.

وثالثة الاثافي ان يستنتج ان ما اوردته عن قصة النائمين السبعة ( اهل الكهف ) في الادبيات الاسلامية في مقال ( المثقف المكي الذي هزم محمد ) وراءه عقل دوغمائي متعصب ليغمز بمسيحية كاتبه......ثبتنا انها قصة خيالية كتبها رجل دين مسيحي بزينطي في القرن السادس الميلادي وهذا هو جوهر الامر....فقال انها كانت في الماضي كالحقيقة وان كهف افسس المفترض كان مزارآ للمسيحيين يحجون اليه ومن الضروري فهم التاريخ الديني في نسقه المعرفي...هل كنا امام محض تاريخ ديني ام امام نص ديني مقدس يراه مليار مسلم ان لا باطل يأتيه من امامه ولا من خلفه...واذا كان بعض المسيحيين قد البس القصة الخيالية لباس الواقع وزار كهفآ افتراضيآ في افسس فهل كان على اله محمد ان يفعل كما فعل دهماء المسيحيين آنذاك...القصة ببساطة ان محمدآ قد سقط في الامتحان الذي اعده له المكيون بقيادة النضر بن الحارث ..لم يأت في الموعد المحدد وفشل الهه في تحديد عدد اهل الكهف بالضبط ..يقول قالوا ثلاثة او خمسة او سبعة والمفارقة المضحكة ان نفس الاله يقول والله اعلم بعددهم !!! ..هذا ببساطة بيت القصيد الذي يريد الكاتب المتنكر في ثياب التنوريين ( واشدد على هذا ) ان يبعدنا عنه بتهويمات ومصطلحات ( النسق المعرفي )..لماذا هذا الحماس لتكريس الخرافة والمحاولة الفاشلة لانقاذ قرآن محمد من سقطته ؟

في بلدان مثل ايران وغزة والسودان والصومال واجزاء من افغانستان وباكستان يحكمها عتاة الاسلاميين لا يخرج البعض مع زوجته الا ومعه ما يؤكد انهما زوجان حرصآ على الا يتعرض للمساءلة و( البهدلة ) وربما الجلد تحت دعوى الخلوة غير الشرعية...ويبدو ان على الكتّاب الذين ينتقدون الدين الاسلامي واساطيره وشريعته القرون اوسطية في ( الحوار المتمدن ) ان ينشروا مع كل مقال شهادة ( خلو ) من المسيحية والصهيونية ...وبما ان للكاتب الهمام ماض عريق في توزيع اتهامات المسيحية والصليبية والصهيونية دون اي دليل ( اركيلوجي ) كما فهمت من بعض التعليقات على كل من ينتقد الاسلام فانه بذلك يؤكد انه طبعة منقحة من شيوخ الفضائيات...انا في الصبح علماني وبعد الظهر اسلامي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما له و ما عليه
كاره المذلّ المهين ( 2010 / 5 / 17 - 10:30 )
المؤسف هو ما جاء بمقال هذا الكاتب المتميّز بأن قصة أهل الكهف كانت دوغما مسيحية (لا يقل جوهرية عن قيامة المسيح وعذرية مريم) !!!
فهل قرأ ذلك في قانون الإيمان المسيحي الذي قامت حروب بسبب الخلاف على حرف فيه (يوتا أثناسيوس لمن يريد البحث)..لم يفهم أستاذنا للأسف أن المبالغة دليل عجز وفساد منطق..
كذا كلامه عن (إلوهيم) التي يرى المسيحيون فيها دليلا على الثالوث في الصفحة الأولى من التوراة ويفهمها اليهود كتعظيم و تبجيل مثل ما نقول (جلالتكم كنتم...)لمخاطبة شخص الملك

لكن يحسب له اسراع السيدة (داليا علي) للثناء على مقاله بما يظهر موافقتها الضمنية على أن قصة أهل الكهف في القرآن خرافة وأن أصول الدين الإسلامي سورية فارسية تعود لقرون بعد هجرة مزعومة لا علاقة لها بجزيرة العرب إطلاقا و أسطورية شخص النبي !
استطاع إذن بأسلوب لولبي أن يخدع كاتبة ومن ورائها آخرين


2 - تكملة
كاره المذلّ المهين ( 2010 / 5 / 17 - 12:03 )
يغيب عن هذا الكاتب وهو الداعي إلى العقلانية والابتعاد عن التهكّم أنه بمقالاته ينضح استفزازا و عدوانية ضد من يخالفه الرأي.
ينصب نفسه حكما لا مجرّد صاحب رأي.ناقضا لا ناقد و يستسهل تحويل المفكّرين المسالمين إلى أعداء بدلا من مواجهة سرطان الأمة الذي يخشى بطشه و بطش دراويشه لو أعلن تصديه له .يلتف ويحاور ويناور ويداور بمهارة فائقة يحسد عليها تمزج الحق بالباطل فيخرج القارئ من المقال بما يريد أن يفهم ويثني عليه المؤمن الغافل والملحد الجاهل وينعتون كتاباته بالمتوازنة وأي اتزان هناك بين الخطأ والصواب؟..
لكن التجارة شطارة كما يقولون


3 - المهدئات جزء من العلاج؟؟؟؟؟؟
العقل زينة ( 2010 / 5 / 17 - 15:58 )
يا أستاذ المهدئات ضرورية لبعض الوقت مع مضاداتكم الحيوية ... لوقت أطول...الجروح مؤلمة و متقيحة وعميقة جدا ...الوباء متفشي وعدواه تصيب ملايين ..والغريب أن مرضاه يعتقدوا بأنه عطية الآلهة ولذا عليهم محاربة كل من يحاول تشخيص الداء أو وصف العلاج


4 - على التنوير السلام
احمد القاضي ( 2010 / 5 / 17 - 21:21 )

الاخ / كاره المذلّ المهين
صدقت ..فمقاله جملة من التناقضات ومفتقرة الى المنهجية والموقف...انه يؤشر في اتجاه اليسار ثم يعطف ناحية اليمين...يعترف بان قصة ( النائمين السبع ) قصة خرافية ولكنه في مضمون كلامه يريدنا ان نعذر القرآن على خطئه لان بعض المسيحيين صدقوا الخرافة وحجوا الى كهف في افسس بزعم انه كهف النائمين وذلك تحت يافطة معالجة التاريخ الديني في نسقه المعرفي....ان المتمعن في مقاله ويقرأه بشئ من الانتباه سيدرك انه يدافع باستماتة عن الاسلام ونبي الاسلام وقرآن الاسلام ....ولكن ما اثار استغرابي اكثر ان يناشده البعض بان يتحفهم بمزيد من المقالات التنويرية...هل يعقل ان يقول رجل تنويري (((أما الإساءة والتجريح لرموز الإسلام فتلكم حماقة وإبتذال،)))....اذا كان من يقول مثل هذا تنويري فعلى التنوير السلام.


5 - عن اي نقوش يتحدث
احمد القاضي ( 2010 / 5 / 18 - 02:03 )
الاخ العقل زينة
اتفق معك في ان العلة مزمنة وتحتاج الى زمن طويل ليتم استئصالها...ولكن العلة الفكرية للكاتب الهمام هي من نوع ( اعيت من يداويها ) لانه يدعي انه صاحب خطاب حداثي بينما اطروحاته سلفية رجعية...تأمل في ما يقول : ((( فإن الأديان ليست أفكارا ومقولات لتُدحض بل رابطة ووجدان جمعي لا يجوز الإستهتار برموزه))) ...هل يختلف هذا الكلام عن كلام اي اصولي اسلامي...والادهي انه يطالب بعدم نقد الاسلام من موروثه بل ينبغي كما يقول نقده من خلال تأويل الموروث والنقوش والمخطوطات...وهل ترك الاسلام نقوشآ؟؟!...الاسلام نشأ في بيئة صحرواية خالصة معادية للنقوش...الاسلام يتم نقده ومحاكمته من خلال شخصية محمد وسلوكياته واخلاقياته لانه الشخصية المهيمنة علي حياة المسلمين في حركاتهم وسكناتهم منذ 1400 سنة.....ويحاكم من خلال القرآن باساطيره وتشريعاته التي ما زالت نافذة في حياة المسلمين في كل جوانبها...ولعله لا يدري ان المسلم الي يومنا هذا لا يستطيع ان يفعل شيئآ دون فتوى بــ اهو حلال ام حرام ! وليستمع الى برامج الاذاعات والفضائيات المتخصصة في الفتاوي..فعن اي نقوش يتحدث.

اخر الافلام

.. عشرات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى


.. فلسطينية: العالم نائم واليهود يرتكبون المجازر في غزة




.. #shorts - 49- Baqarah


.. #shorts - 50-Baqarah




.. تابعونا في برنامج معالم مع سلطان المرواني واكتشفوا الجوانب ا