الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث الأكاديمي منهجية وقواعد كتابة البحث العلمي ضمن العلوم الاجتماعية و الإنسانية الجزء 4

ساسي سفيان

2010 / 6 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


البحث الأكاديمي
منهجية وقواعد كتابة البحث العلمي ضمن العلوم الاجتماعية و الإنسانية
الجزء 4

قد قمت بتقديم هذه الدروس والتوجيهات للطلاب الجامعيين، الذين هم في مرحلة الإعداد لمذكرة التخرج، و التي يمكن أن تساعدهم في تفادي بعض الأخطاء المنهجية التي لاحظتها من خلال قيامي بالمتابعة والإشراف على مذكرات الطلبة. و إن كنت قد تجاوزت اختصاصي العلمي في وضع أطر منهجية شاملة و جامعة للفروع، الشعب وتخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية، لما ارتأيته من تقارب في منهجية البحث الأكاديمي في التخصصات المذكورة.


وسائل جمع البيانات:

1. وسيلة الملاحظة:
• تعتبر من أهم الوسائل التي يستعملها الباحثون في جمع المعلومات والحقائق.
• لا تقل أهمية عن المقابلة ولا عن الاستمارة.
• تعريف الملاحظة: هي رئيت وفحص الظاهرة موضوع الدراسة مع الاستعانة بأساليب البحث الأخرى.
• هناك عدة تقسيمات وأشكال للملاحظة نأخذ منها:
تقسم الملاحظة وفقا لدرجة الضبط:
1. الملاحظة البسيطة (العادية): ويقوم فيها الباحث بملاحظة الظواهر والأحداث كما تحدث تلقائيا في ظروفها الطبيعية دون إخضاعها للضبط العلمي، أي دون إعداد مسبق لها أو استخدام الوسائل العلمية فيها، هذا النوع من الملاحظة مفيد في الدراسات الاستطلاعية التي تهدف إلى جمع البيانات عن الظواهر والأحداث تمهيدا لدراستها دراسة معمقة.
2. الملاحظة المنظمة (العلمية): وهي النوع المضبوط من الملاحظة العلمية، حيث تخضع لدرجة عالية من الضبط العلمي، بالنسبة للملاحظة والمادة الملاحظة، كما تتحدد فيها ظروف الملاحظة كالزمان والمكان وغالبا ما يستعان فيها بالوسائل الميكانيكية، كمسجلات الصوت والكاميرات ... الخ.
3. الفرق بين الملاحظة البسيطة والعلمية:

البسيطة العلمية
هدفها: جمع معلومات أولية في دراسات استطلاعية. هدفها: جمع معلومات دقيقة عن الظاهرة موضوع البحث، تساعد في اختبار الفروض.

تقسم الملاحظة وفقا لدور الباحث:
1. الملاحظة بدون مشاركة: وهي التي يلعب فيها الباحث دور المتفرج أو المشاهد بالنسبة للظاهرة أو الحدث موضوع الدراسة، وهي تمتاز بالموضوعية لأن بعد الباحث عن الظاهرة يقلل من احتمال تأثيره بها.
2. الملاحظة بالمشاركة: وهي التي يقوم فيها الباحث بدور العضو المشارك في حياة الجماعة موضوع البحث وبتالي فإن الباحث يلعب دورين:
- دور العضو المشارك في حياة الجماعة.
- دور الباحث الذي يجمع البيانات عن سلوك الجماعة.
نقد الملاحظة بالمشاركة:
- احتمال التحيز في البيانات.
- إثارة مشاكل خلقية، كأن يتهم الباحث بأنه جاسوس على جماعة.
- هذه الطريقة صعبة التطبيق في الواقع، كونها تتطلب المهارات الدقيقة.

• مزايا وعيوب الملاحظة:
- مزايا الملاحظة:
1. هي أفضل طريقة مباشرة لدراسة عدة أنواع من الظواهر.
2. تمكن الباحث من جمع بيانات تحت ظروف سلوكية مألوفة.
3. تمكن الباحث من جمع حقائق عن السلوك في نفس وقت حصولها.
4. لا تعتمد كثيرا عن الاستنتاجات.
5. لا تتطلب جهود كبيرة بالمقارنة مع طرق بديلة.
- عيوب الملاحظة:
1. قد تعطي انطباع جيد أو غير جيد خاصة إذا علم الأفراد أنهم مراقبون.
2. كثرة الانتظار قد تكون مرهقة، إذا استغرقت الملاحظة وقتا طويلا.
3. هناك بعض الأحداث لا يمكن ملاحظتها مباشرة خاصة تلك التي تتعلق بالحياة الخاصة للأفراد، وبتالي تستخدم المقابلة أو الاستبيان.
2. وسيلة المقابلة.
• تعريف المقابلة وأهميتها: هي مجموعة من الأسئلة التي يقوم الباحث بإعدادها وطرحها على الشخص موضع البحث وجها لوجه، ويقوم الباحث بتسجيل الإجابات عليها بنفسه.
• يعرفها عبد الباسط محمد حسن في كتابه (أصول البحث الإجتماعي): بأنها تفاعل لفضي يتم بين شخصين في موقف مواجهة، حيث يحاول أحدهم ... أن يستثير بعض المعلومات .... التي تدور حول آرائه ومعتقداته.
• خصائص وأنواع المقابلة: لكي تحقق المقابلة هدفها، تقع على الباحث الذي يجري المقابلة ثلاث واجبات رئيسية :
1. أن يخبر المبحوث عن طبيعة البحث وضرورة تعاونه.
2. أن يحصل على المعلومات التي يرغب فيها. وأن يحدد مصادر البيانات التي لم يحصل عليها.
3. تمكن المقابلة الباحث من ملاحظة سلوك الأفراد والمجموعات، والتعرف عن آرائهم ومعتقداتهم، كما تساعده عن تثبيت صحة المعلومات التي حصل عليها.
• يمكن تقسيم المقابلة وفقا لنوع الأسئلة التي تطرح فيها إلى ثلاث أنواع:
1. المقابلة المقفلة: وتطرح فيها أسئلة تتطلب إجابات دقيقة مثل: (نعم / لا).
2. المقابلة المفتوحة: وتطرح فيها أسئلة غير محددة الإجابة مثل: (ما رأيك في موضوع التعليم المختلط؟). يمتاز هذا النوع بغزارة بياناته وصعوبة تصنيفها.
3. المقابلة المقفلة المفتوحة: وهو مزيج من النوعين السابقين، وهي أكثر المقابلات شيوعا.
• ويمكن تقسيم المقابلة وفقا لأغراضها:
1. المقابلة الاستطلاعية (المسحية): يستعمل هذا النوع للحصول على معلومات من أشخاص ممثلين لمجموعاتهم.
2. الغرض التشخيصي: ويستعمل هذا النوع من المقابلة لفهم مشكلة ما وأسباب نشوئها وكل ما يتعلق بها.
3. الغرض العلاجي: في هذا النوع تستخدم المقابلة للتخطيط لعلاج مناسب للمشكلة، والقضاء على أسباب المشكلة.
4. استشاري: يستعمل هذا النوع من المقابلة لمساعدة الشخص على فهم وحل مشاكله الشخصية بمساعدة الباحث.
• مزايا وعيوب المقابلة:
- مزايا المقابلة:
1. تسعى إلى جعل المبحوثين يتحدثون بطلاقة. كما يسمح بالحصول على معطيات كيفية هامة.
2. تسمح لكل شخص له نية حسنة أن يقول شيء ما، إلا إذا خاف من التورط فيما يقوله. كأن يعتقد أن ما سيقوله سيتسبب له ببعض العراقيل.
3. بإمكاننا أن نعين المبحوث على التعبير عن تلك المواضيع الأكثر حساسية، مع احترامنا لأهداف البحث.
- عيوب المقابلة:
1. الأجوبة الكاذبة: يمكن أن تكون للمستجوب أسباب معينة تدفعه أن يكذب، كأن يخاف أن الأجوبة التي سيدلي بها ستصل للمدير.
2. مقاومة المستجوب: وهي أن يدلي المستجوب بإجابات يضنها أكثر تلاؤما مع الظروف وليست تلك التي تعبر بحق عما يفكر فيه.
3. ذاتية المستجوب أو المبحوث: وهو أن يفكر الباحث في إعطاء معنى آخر للإجابات، كأن يقول أن المبحوث أراد أن يقول كذا وكذا.
3. وسيلة الاستمارة أو سبر الآراء.
• تعتبر الاستمارة تقنية مباشرة لطرح الأسئلة على الأفراد بطريقة موجهة.
• وذلك لأن صيغ الإجابة تحدد مسبقا هذا ما يسمح بمعالجة كمية.
• الفرق بين الاستمارة وسبر الآراء:
 هناك ثلاث فروق وهي:
1. موضوع الأسئلة:
الاستمارة سبر ألآراء
تتناول أنواع عديدة من المواضيع، لمعرفة الوقائع والاعتقادات والتقييمات. يشترك مع بحوث تقصي الآراء بمعنى مساهمة الأفراد حول تقيم ما أو نية القيام بفعل معين.

2. مجموعة الأفراد المستهدفين:
الاستمارة سبر ألآراء
لا تغطي نفس الأهداف لسبر الآراء لأن مجموعة الأفراد المستهدفين عادة ما يكون محصورا. مرتبط بتقنية إحصائية تسمح باستعلام مدى مجموعة كبيرة من الأفراد نسبيا.

3. عدد الأسئلــة:
الاستمارة سبر ألآراء
- تتضمن عشرات الأسئلة وطولها لا يسمح باتساعها وتخاطب فقط مئات الأشخاص كحد أقصى. - يتميز بالقصر ولا يتجاوز عادة صفحة أو صفحتين وتخاطب آلاف الأشخاص.

• مختلف أنواع سبر الرأي (الإستيار):
1. السبر الفوري: وهو تقصي يتم في مدة زمنية واحدة تماما، وهي أكثر استعمالا وأقل تكلفة.
2. السبر المكرر: هو تقصي يجري أكثر من مرة واحدة على نفس الأفراد، وهو قليل الاستعمال، لكنه مهم جدا بنسبة إلى تحديد المتغير. مثل: متبعة تغيرا المجتمع قبل كل عملية انتخابية.
3. سبر الاتجاه: تقصي يتم في فترات زمنية مختلفة بطرح نفس الأسئلة تقريبا على أفراد متغيرين وهو يقع بين السبر الفوري والسبر المتكرر. مثل: متابعة صعود درجة شعبية الأحزاب السياسية وانخفاضها عن طريق السبر السياسي.
• المزايا والعيوب:
 المزايا:
1. تعتبر الاستمارة والتقصي وسيلة ملائمة، للاتصال بعدد كبير من الأفراد في وقت قصير.
2. تهدف إلى الحصول على معلومات دقيقة وبسيطة.
3. تقنية قليلة التكلفة سريعة التنفيذ.
4. إمكانية مقارنة الإجابات، كون نفس الأسئلة تطرح بصيغ مختلفة.
5. تمكننا من تجميع رقمي وحساب النسب المئوية، وعلاقتها بالمتغيرات.
 العيوب:
1. التزييف الإرادي للأقوال.
2. عجز بعض المبحوثين (الأمية لازالت سارية).
3. المعلومات الموجزة.
4. رفض الإجابة. منذ الستينات تراجعت نسبة الإجابة على الاستبارات من 80 % إلى 65 %.
• هناك نوعان من الاستمارة :
1. استمارة الملء الذاتي: وهي وثيقة تملئ من طرف المبحوث نفسه.
2. استمارة بالمقابلة: وهي أسئلة يطرحها الباحث نفسه.



قائمة المراجع المعتمدة.
د. عمار بوحوش و د. محمد محمود الذنيبات، مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث، ط3؛ الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية 2001م.
د. عمار عوابدي، مناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في ميدان العلوم القانونية والإدارية، ط4؛ الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية 2002م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشكر
يحيى الضيقة ( 2011 / 1 / 13 - 16:22 )
شكرا على هذه المعلومات القيمة

اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل