الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زوبعة دكتور حجي....يا قلبي لا تحزن !

احمد القاضي

2010 / 6 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



المقال الذي كتبه السيد حمادي بلخشين بعنوان ( رد على مقال زوبعة د. طارق حجي ) والذي استشهد فيه بــ مايكل هارت وكارليل ولامارتين لدعم موقفه وموقف السلفيين والتوفيقيين الذين اصطفوا لمناصرة الدكتور حجي به الكثير من التخليط والتدليس...وقد وقع السيد بلخشين ضحية للتدليس المفضوح الذي مارسه الكاتب المصري انيس منصور في ترجمته لكتاب هارت ..فلو كان السيد بلخشين رجع الى المصدر الاصلي باللغة الانجليزية ولم يكتف بترجمة انيس منصور لما تحمّل جريرة نقل هذه البضاعة المغشوشة التي ينشرها الاصوليون واشباه الاصوليين بكثافة في الفضاء الاسفيري.....وتكون الجريرة اكبر عندما ينقل الى موقع بحجم الحوار المتمدن وسنعود لاحقآ اليه، لنتوقف اولآ عند زوبعة الدكتور طارق حجي

لا مندوحة ان الغضبة الكبرى سببها ما اعتور مقاله ما لم يكن متوقعآ من الفظاظة برميه نقاد الدين الاسلامي بالسايكوباثية واتهام بعضهم بالجهل وقلة المحصول وما الى ذلك....اما في ما يتعلق بموقفه من الدين فلا شئ يدعو الى الصدمة فمقالاته بهذا الموقع تشي الى عميق ايمانه به فهو يقول عن نفسه انه مسلم و يعتبر الاسلام من مكونات الهوية المصرية ضمن كوكتيل من المكونات الاخرى ( راجع مقاله عن الهوية المصرية ) ....وفي مقال له بعنوان ( بماذا اؤمن ؟ ) يقول انه يؤمن بان الاديان مصدر للقيم الامر الذي يتعارض مع فكر الحداثة والتنويروعلم الاجتماع والماركسية التي قيل انه كان يومآ من معتنقيها ....فالمجتمع هو مصدر القيم والاديان نفسها فعند دوركايم وماكس فيبر تعتبر القيم والاديان نتاج العلاقات الاجتماعية، فالمسيحية عند فيبر هي نتاج جماعة من العمال الحرفيين بينما اليهودية هي نتاج شعب منبوذ.....وقول الدكتور حجي بان الاديان هي مصدر القيم يجعله متصالحآ وان ابدى غير ذلك مع المادة الثانية من الدستور المصري التي تقول بان الشريعة الاسلامية هي مصدر التشريعات في جمهورية مصر...وليته نذر وقته لحشد الرأي العام ضد تلك المادة التي اغرقت مصر في الظلام بدلآ من توجيه السهام الى منتقدي الدين الاسلامي....... ان الدكتور طارق حجي ينتمي الى المدرسة التي تحاول التوفيق بين الحداثة والدين الاسلامي وهي المدرسة التي بدأها في اواخر القرن التاسع عشر الشيخان، جمال الدين الافغاني ومحمد عبده ...وهي مدرسة لها انصارها ومريدوها في مصر ومختلف البلدان الاسلامية...وبالطبع هي تتعارض مع مدرسة الدكتور طه حسين الذي اقتحم بجرءة في بداياته عش الدبابير واتجه رأسآ بقلمه الى مصدر الخرافات والاساطير وينبوعها الذي لا يجف اي القرآن نفسه بلا لف ولا دوران.في كتابه الاشهر ( فى الشعر الجاهلي ) وحتى وهو تحت عز القمع والحصار ابى الا ان يقول ان بلده مصر جوهر هويتها هي الفرعونية وانها تنتمي الى حوض البحر المتوسط لا الى الشرق....ومن حق الدكتور طارق حجي ان ينتمي الى المدرسة التي يشاءها ويحاول التوفيق بين الحداثة والدين الاسلامي رغم انها مدرسة اثبتت فشلها على امتداد اكثر من قرن...فاما ان تكون حداثويآ او اسلاميآ...فالقرآن نفسه يمنع الخلط والانتقائية حيث يقول ( أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعضه )... فالدكتور حجي حر في اعتناق ما يشاء من افكار والانتماء الى ما يريد من المدارس الفكرية ولكن ليس من حقه محاولة اسكات الاصوات التي تنتقد الدين الاسلامي في صلب نصوصه المقدسة بتعرية اساطيره وخرافاته وتشريعاته الظلامية القرون اوسطية .....وهنا اختلف مع الذين قالوا ان الدكتور حجي كان يقصد فقط ضرورة الارتقاء بلغة النقد ولا يقصد نقد الدين في ذاته..وهذا غير صحيح كليآ لانه قال (( ان ما يكتب وينشر تحقيرا واهانة وادانة للإسلام لا يعجب به الا اقران وامثال كتابه بدون استثناء )) انتهى....وعلينا ان نتوقف عند عبارة (( ادانة الاسلام )) تحديدآ لندرك انه يرفض مبدأ ادانة الاسلام وان الامر لا يتعلق بصعود اللغة او هبوطها.....فالقرآن اذن من منطلق رأي دكتور حجي ينبغي الا يدان لانه برئ من اوضاع المرأة في المجتمعات الاسلامية رغم انه يقول: ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي ) .ويقول.( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34).).ويقول ايضآ.( وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى ).....والقرآن اذن برئ في رأي الدكتور حجي من بث الكراهية ضد اليهود والمسيحيين رغم انه يصف اليهود بابناء القردة والخنازير..ويقول بان الذين اتبعوا عيسي كثير منهم فاسقون ويدعو الى قتالهم باعتبار ان الدين الاسلامي هو دين الحق ولا يقبل الله غيره حتى يسلموا او يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون.....وهناك سؤال يلح لكون الدكتور حجي اخصائي في ادارة الاعمال ويراوده حلم تحديث الادارة في بلده مصر بالمعايير الحداثية الغربية وهو : كيف سيتأتى له ذلك قبل انتشال الشخصية المصرية الغارقة حتى اذنيها في لجة الغيبيات...ففي منظور هذه الشخصية يعد نجاح اي عمل رهن باردة الله وليس بارداة الانسان وتصميمه وتخطيطه.....فاذا نجح فانه توفيق من الله واذا فشل لا يبحث عن الاسباب ..فالفشل سببه القضاء والقدر وعدم التوفيق الالهي او ربما لانه لم يقل ( ان شاء الله ) حين بدأ العمل...واذا ذهبت لانجاز عمل ما قال لك الموظف ( تعال بكرة ان شاء الله ) والعمل لا ينجز...واذا تساءلت عن سبب عدم الانجاز قال لك ( ربنا ما اردش كلو بامر الله )...وكل هذا له جذوره واستدلالاته في القرآن الذي يبخس الدنيا ويعبئ المسلم بكراهيتها ويعظم نعيم الآخرة التي هي بزعمه الحياة الحقة!...يقول المستشرق الروسي المعاصر اليكسي فاسيليف في كتابه ( مصر والمصريون ) اصدار دار التقدم بموسكو 1989 (( وعندما يخطط المصري لعمل شئ او يعد بعمله فانه يردد حتمآ العبارة الشائعة التي يعرفها كل من زار البلدان العربية: " ان شاء الله ". سوف يجيئون اليك بعد ساعة،ان شاء الله. ويعدونك باصلاح الثلاجة او الحذاء، او احضار المشروبات، او حجز بطاقة، او تحديد موعد لقاء، وفي كل مرة لابد من عبارة " ان شاء الله" )) انتهى....ويقول في مكان آخر (( وتنطق كلمة "الله" في الاحاديث والحوارات والمنلوجات وفي مناجاة الناس بسبب وبغير سبب وفي اللقاءات الرسمية. فالله مع الناس دائمآ في الاسرة والمعيشة، في العمل، في الدراسة، في الحب والكراهية وفي المنام وعلى مائدة الطعام.الا ان ذكر الله هو في اغلب الحالات – عادة مثل كلمات التعجبوالنداء الروسية )) انتهى....ولعل هذا يقود الى سؤال آخر : لماذا فشلت الحداثة في مصر؟ ولماذا عادت مصر محجبة منقبة؟..ولماذا تنتشر الغيبيات والافكار السلفية الرجعية في الجامعات المصرية بين اساتذتها وطلابها وفي مراكز البحوث وبين القضاة والمحامين والقانونيين عمومآ بصورة اكبر واعمق مما هو في الشارع المصري المتخم بالافيون الديني ؟ من يصدق ان مجمع البحوث الاسلامية التابع لمؤسسة الازهر اباح قبل ايام (( فقط )) اي في شهر يونيو حزيران من القرن الحادي والعشرين صناعة التماثيل والتحف ان لم تكن لغرض (( التعبد ))... بينما تم في امريكا قبل اسابيع تخليق خلية حية واعلنت روسيا انها تجري تدريبات لرواد فضاء لارسالهم الي المريخ!!.... (( ايد علماء دين فتوى مجمع البحوث الإسلامية بإباحة صناعة التماثيل والتحف بغرض تنشيط السياحة وجذب السائحين وإظهار الحضارات وتاريخ الأمم، مشيرين إلى أن هذه الفتوى «تقطع الطريق على المتشددين الذين يُحرّمون كل شىء». وأكد الدكتور عبدالمعطى بيومى عضو مجمع البحوث، عميد كلية أصول الدين الأسبق، تأييده للفتوى، وقال: « إن التماثيل لا تـحرم صناعتها إلا إذا كان الغرض منها هو التعبد بها أو لها »، جريدة. " المصري اليوم " بتاريخ 5 يونيو 2010 )) انتهى.....وهل يستطيع الدكتور حجي تطبيق افكاره الاداريةالاصلاحية الحداثوية على النمط الغربي في مجتمع يتجذر فيه هذا الكم الهائل من الغيبيات والخرافات والسلفيات ويتدهور بوتائر سريعة تحت وطأة العامل الديني. دون تجريد قلمه لمحاربة الخرافات في نصوصها المقدسة.

نعود الى السيد حمادي بلخيش الذي وقع ضحية تدليس دون ان يدري... فمن اجل اصدار شهادة براءة لنبيه واسلامه اورد مقتطفات لكتاب ومفكرين اوربيين بالاضافة الى ادونيس حول الاسلام ونبيه...فاولآ اذا كان ادونيس يحاول التوفيق بين الحداثة والاسلام فهو هنا واحد من كثير من نفس المدرسة التي كما اسلفنا بدأها الافغاني ومحمد عبده قبل اكثر من قرن دون ان تؤتي ثمارها بل ازدادت الردة الظلامية في زمن ما سمي بالصحوة الاسلامية.....اما ما اورده من كلام ادونيس بان القران دعا الى اعمال العقل فهو كلام غير دقيق لان القرآن هنا يخاطب العقل الاسطوري...( لقد نشر الاستاذ محمد البدري قبل ايام في هذا الموقع مقالآ بعنوان ( العرب بين الاسطورة والعقلانية ) يشرح فيه الفرق بين العقل الاسطوري والعقل المتعقل ويمكن الرجوع اليه اختصارآ للوقت ..نعود لنقول ان القرآن عندما دعا الى اعمال الفكر والعقل في كيفية بناء السماء وخلق الابل كان يرمي لحث المكيين واقناعهم بوجود خالق وراء كل هذه الموجودات ومن هنا جاء في علم التوحيد الاسلامي :البعرة تدل على البعير والاثر يدل على المسير والوجود من تدبير عزيز خبير.....ولان القرآن لم يتجاوز العقل الاسطوري فان المسلمين ما انفكوا اسرى له منذ الف واربعمائة سنة

اما مقولات مايكل هارت وكارليل ولامارتين حول عظمة محمد التي اوردها السيد بلخشين فهي من المقولات المنتشرة بكثافة في فضاء الانترنيت مضافة اليها اسماء اخرى مثل تولستوي وبرنارد شو وغيرهما....وهي بلا شك فاكهة العقل الاسطوري الذي تقدم اليه مثل هذه الحلوى المقطوعة من سياقها لانه لن يسأل بطبيعته..اصحيح ما قيل؟ واين قيل ولماذا قيل؟

فلنتوقف اولآ عند كتاب مايكل هارت الذي اختار له مترجمه الكاتب المصري انيس منصورهذا العنوان ( الخالدون مائة اعظمهم محمد رسول الله ) ...في عموده الراتب بصحيفة " الشرق الاوسط " التي تصدر في لندن قال منصورانه هو الذي اختار هذاالعنوان..وهو ترجمة غير امينة كليآ وغير صحيحة وتعد تحريفآ كاملآ لفكرة الكاتب الموضحة في المقدمة...واظنه اختار هذا الاسم لاغراض تجارية لترويج الكتاب.....فاسم الكتاب الحقيقي هو ( The 100 a Ranking of the Most Influential Persons in the History اي ( مراتب الاشخاص المائة الاكثر تأثيرآ في التاريخ ) ...يقول مايكل هارت في مقدمة كتابه بالحرف الواحد I must emphasize that this is a list of most influential persons in history, not a list of the greatest وترجمته (( ينبغي ان اشدد على ان هذه القائمة هي قائمة الاشخاص الاكثر تأثيرآ في التاريخ وليست قائمة للعظماء )) انتهى.....وبعد ان يوضح هارت المعايير التي وضعها لترتيب المائة الذين اختارهم يقول ( ان ترتيب محمد لهو نموذج ساطع لتلك المعايير لانه في اعتقادي كان له تأثير شخصي في تشكيل الاسلام اكبر من تأثير المسيح في تشكيل المسيحية..)...ويختتم هذه الفقرة بقوله ( This does not imply, of course, that I think Muhammed was a greater man than Jesus ) وترجمته (( ان هذا لا يدل بالتأكيد على انني اعتبر محمدآ اعظم من المسيح )) انتهى ...فمايكل هارت يعتبر ان بولس الرسول هو الذي وطد المسيحية في حين المسيح واضع قيمها الاخلاقية بينما يرى ان محمدآ هو من قام بالاثنين معآ، تأسيس الدين ووضع قيمه الاخلاقية الى جانب تأليف القرآن الذي يؤمن محمد بانه موحى به من الله حيث يقول More over, he is the author of the Moslem holy scriptures of Islam, the Koran, collections of certain of Muhammad’s insights that he believed had been directly revealed to him by Allah ويضيف ان القرآن يتضمن افكار محمد وتعاليمه بالاضافة الى ان كلماته الى حد كبيرهي نفس الكلمات التى قالها محمد.
حيث يقول: The Koran therefore closely represents Muhammad’s ideas and teaching and to a considerable extent his exact words.....وما فعله انيس منصور هو انه لم يترجم مقدمة مايكل هارت لكتابه رغم اهميتها القصوى في توضيح افكاره وسبب كتابته لكتابه هذا والمعايير التي وضعها ولماذا اختار هذا العنوان وكيف انه لا يقصد ان يضفي وصف العظمة على المائة المختارين وانه لا يعتبر محمدآ اعظم من المسيح .. قام انيس منصور بكتابة مقدمة من ( عندياته ) واورد فيها بعض ما ورد في مقدمة هارت وتجاهل كل الفقرات المهمة التي تفضح تدليسه بما فيه عنوان الكتاب...انظروا كيف ترجم انيس منصور الفقرات الواردة اعلاه ((( كما ان القرآن نزل عليه وحده. وفي القرأن وجد المسلمون كل ما يحتاجون اليه في دنياهم وآخرتهم...والقرآن الكريم نزل علي الرسول صلي الله عليه وسلم كاملآ وسجلت آياته وهو ما يزال حيآ وكان تسجيلآ في منتهى الدقة فلم يتغير منه حرف واحد ))) انتهى.....اي تدليس وتلفيق هذا؟!..لم يقل مايكل هارت شيئآ من هذا الذي كتبه انيس منصور....والادهى انه كتب كلامآ على لسان هارت لا يمكن ان يقوله الا امثال محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية وحسن البنا وسيد قطب وكل السلفيين ومن على شاكلتهم حيث كتب (( وفي القرأن وجد المسلمون كل ما يحتاجون اليه في دنياهم وآخرتهم ))..ليس ثمة ذرة من المصداقية.لكاتب كان استاذآ للفلسفة بالجامعة...واذا كان هذا هو استاذ الفلسفة (!) فلماذا لا تغرق مصر في السلفية.

فلا جدال اذن في ان التدليس والتحريف والتلفيق طال اسم الكتاب ومتنه...وكل ما في الامر ان هارت ينظر الى محمد ويقيمه من منظور سياسي محض... فهو يقول انه رجل شب يتيمآ وفقيرآ معدمآ واميآ في بيئة صحراوية شحيحة متخلفة ومعزولة ونجح نجاحآ كاملآ في تأسيس احد الديانات العظيمة في العالم وفي ان يصبح قائدآ سياسيآ ذا تأثير كبير وما يزال تأثيره فاعلآ بقوة واتساع رغم وفاته قبل ثلاثة عشر قرنآ بعد تأسيس دولة تحولت الى امبراطورية بعد وفاته تمتد من المحيط الاطلسي الى اطراف الهند في حين ان بقية الاسماء الاخرى في قائمة المائة نشأت في بيئات ثقافية مدنية بمراكز الحضارات مما يؤكد ان محمدآ كان شخصآ يشار اليه بالبنان كما يقول هارت.

اما الكاتب الاسكتلندي توماس كارليل الذي قال عنه السيد بلخيش متهكما ( بائع فجل كان قد زور شهادة ـ على سنة سيد القمني ـ يدعي فيها بانه احد اعظم فلاسفة الغرب ) فان كتابه Sartor Resartus بعنوان فرعي On Heroes and Hero Worship اي ( في الابطال وعبادة الابطال ) هو اهم مؤلف في مؤلفاته وفيه يدرس دور البطل في صناعة التاريخ ويرى ان هناك نوعين من الابطال التاريخيين: البطل الاله اي الذي يتم تأليهه وهذا جرى في عصور بعيدة والبطل النبي المعبود..وهنا يدرس شخصية محمد كنبي معبود ولا تخرج رؤيته لمحمد ايضآ عن زاوية المنظور السياسي كرجل صحرواي فقير يتيم وامي تمكن من توحيد البدو الشرسين وتكوين دولة كاساس لامبراطورية ضخمة....والكاتب الفرنسي لامارتين لايختلف منظوره عن منظور هارت وكارليل...ونصل الى حقيقة انه لاشئ في كتابات هؤلاء مما يرمي اليه الاسلاميون الذين يملأون الفضاء الاسفيري بمقتطفات منها اي الايحاء بانهم يمتدحون الدين الاسلامي وتعاليم محمد وشريعته.

فحقيقة محمد السياسية... وكونه سياسيآ بارعآ بالفطرة لا جدال فيها وقال بها ايضآ المستشرقون الذين محصوا تاريخه وقرآنه واحاديثه تمحيصآ ولكن النقد ينصب على مزاعم النبوة والمهام الرسالية التي كانت الغطاء لطموحاته السياسية لشن الحروب على قبائل الجزيرة العربية واخضاعها بسبي نسائها ونهب اموالها وقتل كل من لا يعترف بانه رسول الله دون ان يقدم الدليل على ذلك..بالاضافة الى ابادة اليهود وطرد من تبقى خارج يثرب والاستحواز على اراضيهم وبساتينهم واموالهم ونسائهم وبحسب تعبير مايكل هارت نفسه في كتابه المذكور اعلاه ليصبح ديكتاتور يثرب.

ولمايكل هارت عبارة في كتابه عن سبب اختياره لمحمد على رأس قائمة الاكثر تأثيرآ في التاريخ وهي ان تأثيره ما يزال قائمآ وفاعلآ بقوة واتساع رغم وفاته قبل ثلاثة عشر قرنآ...ومن حيث لا يدري وضع هارت يده على اس المشكل الذي يعصف بالبلدان الاسلامية ويبقيها في قاع التخلف حيث ان تأثير محمد الهائل القائم حتى اليوم هو الذي يسد امامها الافق ويعطل اية امكانية للحاق بقطار الحداثة .....فالحركات الاسلامية في كل البلدان الاسلامية تدغدغ مشاعر الجماهير المكبلة بقيود الفقر والتخلف والامية باحلام العودة الى ما يسمى العصر الذهبي للاسلام في يثرب...وبعد ان كانت الشريعة الاسلامية مطبقة فقط في بلد المنشأ السعودية انجرفت بلدان اخرى الى قلب الظلام بتطبيق شريعة القرن السابع وتنفيذ حدود الرجم وقطع الاطراف واضطهاد النساء وارهاب المخالفين بحد الردة ...وتلك البلدان هي ايران والسودان واليمن وغزة والصومال وشمال نيجيريا..وهناك بلدان اخرى مهددة بالوقوع في قبضة الاسلاميين مثل مصر وباكستان والجزائر وافغانستان

والحكومات في البلدان الاسلامية دخلت في منافسة مع الحركات الاسلامية وفتحت صحفها واذاعاتها وفضائتها للخرافات والدجل والفتاوى والشعوذة لمزيد من تغييب الجماهير المغيبة اصلآ بجرعات مكثفة من الافيون الديني...فهناك الدكتور الجيولجي (!) زغلول النجار واضرابه الذين يسوقون الخرافات القرآنية ويؤلونها الى علوم ورياضيات بزعم انها كانت مختزنة في القرآن منذ القرن السابع...وهناك القرضاوي وامثاله الذين يبثون الكراهية ضد كفار العالم والجوار كفتواه على سبيل المثال بعدم تهنئة المسيحيين في اعيادهم تمشيآ مع السنة المحمدية والنصوص القرآنية المقدسة التي تقول بعدم مولاة الكفار والتضييق عليهم.....ووسط هذه الاجواء الظلامية الخانقة كان من الطبيعي ان ينتشرالنقاب وظاهرة ضرب النساء في الشوارع بدعوى عدم الاحتشام وان تنتشر حلقات الدروشة وحفظ القرآن بدلآ من استثمار الوقت في ما يفيدهم وينهض باوطانهم....والاخطر اتجاه الشباب الى جبال تورا بورا وجبال اليمن للتدرّب على فنون التفجيرات واستخدام الاحزمة الناسفة لترويع العالم وقنل الكفار في كل مكان اعلاء لراية الجهاد الذي قال عنه الفقهاء انه سنام فرائض الاسلام واحياء لما كان يفعله محمد الذي يحدث كل هذا بسب تأثيره القائم الى يومنا هذا بقوة وفاعلية....وبعد كل هذا تجد من ينتقد نقد الاسلام ويسفهه.....هذا يزعم ان النقد يحتاج الى نقوش اركيلوجية...وذاك يدعي انه تحقير لعقيدة المسلمين وسوف يعزز الاتجاهات الاصولية..وثالث يقول انه يشغل الناس عن موضوعات الصراع الطبقي....وكان الاوجب ان يوجهوا سهامهم الى الآفة التي تعصف بالمجتمعات الاسلامية اذا كانوا حقآ تنوريين بدلآ من محاولة تثبيط همة الذين يقومون بالعمل المناسب في الوقت المناسب..(.وكل نقد لا يبدأ بنقد الدين ) في هذه الاجواء الظلامية الخانقة هو عرض خارج الحلبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تفاعلات زوبعيه
مصلح المعمار ( 2010 / 6 / 10 - 05:50 )
تحيه للأستاذ احمد القاضي على هذه المقاله العلميه المفيده الرائعه وقد تمكنت بجداره من اصابة طائرين بحجر واحد ، مع التقدير


2 - مجرد رأي
شامل عبد العزيز ( 2010 / 6 / 10 - 06:05 )
السيد أحمد - تحياتي - لقد تناول الكثير من السادة موضوع الدكتور طارق حجي والذي أخذ حجماً اكبر من حجمه الطبيعي - المهم ومع ملاحظة أخرى أن الدكتور لا ينتمي إلى مدرسة الإصلاحيين من الأفغاني ومحمد عبدة وهو الأقرب إلى طه حسين - مجرد رأي - مع التقدير


3 - اين موقف جماعة وفاء سلطان من الكنيسة المصرية
نادية فارس ( 2010 / 6 / 10 - 06:19 )
الكنيسة القبطية مازلت تفرض قوانين احوال شخصية بالية تعود الى الفي سنة وتجابه الحداثة والتحرر بمواقف اقذر من الازهر , لم ارى موقفا من - علماني - جماعة وفاء سلطان تدين موقف الكنسية ورفضها زواج الثاني للاقباط في انتهاك صارخ لحقوق الانسان
العلمانية برأيهم هي فصل الاسلام عن الدولة وليس فصل الدين عن الدولة. اي عدائهم لدور دين معيين
بئس العلمانية تلك!!!!!!! وانها ليست الا نفاق مغطى بتعصب ديني


4 - توضيح للسيدة المعلقه رقم 3
مصلح المعمار ( 2010 / 6 / 10 - 07:16 )
الأخت ناديه ، اعتقد بأن اغلب الأخوه الأقباط في مصر يؤيدون تطبيق القانون المدني بشرط ان يكون القانون خالي من التأثير الديني لأي دين ، ولا اعتقد أن الكنيسه تخشى او تعارض تطبيق القانون المدني ومن يرغب الزواج وآلطلاق تحت ظل احكامه فله مطلق الحريه ولكن الكنيسه ليست مجبره ان تباركه وتؤيده روحيا ، والمشكله في مصر ان القضاة يحكمون بقضية طلاق للمسيحيبن ويفرضون على الكنيسة على تعديل قوانينها الدينيه بالموافقه على زواج المسيحي مره اخرى تنفيذا لهذه القرارات المدنيه وهذا بمثابة التدخل في خصوصيات الأديان الأخرى ، فآلمسيحي يستطيع التمتع بحقوقه مدنيا فلماذا يتحرش بآلكنيسه ؟ هذا ولو كان هناك نظام علماني وقانون مدني يساوي بين المواطنين لأستطاع المسيحي الزواج من مسلمه تحت ظل القانون المدني وهذا ما يخشاه المتشددون وخوفهم من العلمانيه لأنها تحصر الدين في اماكن العباده مع الشكر وآلتقدير ،


5 - السيد أحمدالقاضي المحترم والمحترمة ناديا فارس
قارئة الحوار المتمدن ( 2010 / 6 / 10 - 10:43 )
ما سأعلق به لن يضيف شيئا إلى مقالك الممتاز ,أعلق لإعجابي بما تفضلت به, أخي: ربط القيم والأخلاق بالدين خطير. تلاقيها مع الأديان في المحتوى في بعض النواحي طبيعي أما ربطها بالدين فيعني نزع صفة الحرية عنها ودخولها تحت هيمنة الأديان وهذا مرفوض لأن بقية الأديان لن ترضى ارتهان الأخلاق والقيم لدين معين الذي سيدعي التفوق والاستعلاء على بقية الأديان كما هو حاصل الآن مع الإسلام وهذا أقرب للفكر الصهيوني, ثم إن القيم تتغير وتتحرك من عصر لآخر بينما الدين ثابت أزلي فإما اعتبارها نتاج الحراك الاجتماعي أو أن القيم ثابتة وهذا ضد حركة التاريخ .وعوضا عن أن ينصح السيد حجي أحد الكتاب بالغوص في التلمود اليهودي الشريعة التي تركها أصحابها للعرب وأعطوهم كارت بلانش لينزلوا بالإهانات بها ليعلو اليهود عليها وتبقى شريعتهم حية على أيادي العرب البيضاء على الفكر اليهودي عوضا عن ذلك ليتفضل السيد حجي ويغوص ويفند شريعته نفسها, وللسيدة ناديا فارس أقول عندما ينفصل الاسلام عن الدولة ستنفصل كل الأديان اللي في بالك وتنفرط لأن الاسلام فعل في حين بقية الأديان رد فعل عليه حينذاك نستطيع أن نتزوج من عشرة وليس الزواج الثاني فحسب


6 - مقالة ممتازة
يوسف المصري ( 2010 / 6 / 10 - 11:18 )
الاستاذ/ احمد القاضى
دائما تتسم مقالاتك بالجودة العالية والمهنية الحرفية بالاضافة إلى المنهج العلمى الموثوق فيه
الى السيدة / نادية فارس #3
مادخل الكنيسة بموضوع المقال ثم ان الذى يريد فرض القوانين على الكنيسة هم المتأسلمين وليس العكس وعندما ترفض الكنيسة هذا الانصياع نقول عنها انها ضد حقوق الانسان... عجبى !!
تحياتى للجميع


7 - الكنيسة المسحية لاتقل اجراما من الوهابية
نادية فارس ( 2010 / 6 / 10 - 11:27 )
علمانية البعض تتحول الى تعصب ديني مقيت عندما يتعلق الامر بقوانين قروسطية تريد الكنيسة المصرية فرضها على - اقباط - مصر.
الكنيسة المسحية لاتقل اجراما من الاسلام الوهابي


8 - كانت زوبعة
رعد الحافظ ( 2010 / 6 / 10 - 11:54 )
في ظنّي كان الكاتب الأستاذ / أحمد القاضي , قاضياً عادلاً حول الضجة والزوبعة الحجيّة
وردود الأفعال حولها
نعم مايكل هارت , لم يعتبر نبي الإسلام عبقرياً بالمعنى الإيجابي للكلمة , كما حاول الأستاذ الكبير أنيس منصور أن يوحي للعالم بذلك , وقد ناقشتُ هذهِ الجزئية في مقال سابق لي حول عبقرية محمد / حوار
أمّا الأستاذ حجي فهو ما فتأ يشرع الأبواب مع القوم لإحتمالات المستقبل الواسعة
***
تأييدي الوحيد له هو / من الأفضل والأكثر تأثيراً تجنب الشتائم والسباب الذي يثير الآخرين
دون فائدة تُرتجى
لكن كتاب ومفكرين كبار مثل الدكتورة وفاء والدكتور كامل النجار ود. صلاح محسن وأخرون
يلتزمون بطريقة البحث العلمي المقبولة ويأتون بالمعلومة والنص من نبعها الأصلي
أمّا من يُحاول شراء شهرة سريعة من الكتاب الجُدد فهم يجذبون الأنظار بشتائمهم الكثيرة أملاً في ضوء , ربّما يكشف تسرعهم أكثر مما يكشف جهل القوم
***
تحياتي للكاتب المبدع العقلاني / أحمد القاضي وكل السادة المعلقين


9 - العلمانية تعني فصل كافة الاديان عن الدولة
نادية فارس ( 2010 / 6 / 10 - 14:57 )
انا كأمرأة ارى ان حقوقي مسلوبة سواء في الاسلام او المسحية او اليهودية
لذا سؤال لكم ايها العلمانيين !!!!! المدافعيين عن الكنسية
هل القانون المدني المصري اكثر تحررا ام قوانين بابا شنودة وكنسيته القرووسطية التى عفا عليها الزمن , كونا صادقيين مع علمانيتكم وليس مع تعصبكم الديني المتستر ب - بعلمانية مزيفة - معادية للاسلام فقط.
الاديان السماوية الثلاث تنافس بعضها في الجرائم البشعة التى ارتكبتها بحق البشرية ومازالت

سادتي العلمانية تعني فصل كافة الاديان عن الدولة , تعني فصل الجامع , الكنيسة , الكنيس , ... الخ عن الدولة وليس دين معيين


10 - ما هذا يا إدارة الحوار؟
سفير ( 2010 / 6 / 10 - 14:57 )
ما هذا يا إدارة الحوار؟
ما دخل الكنيسة بموضوع المقال؟
وكيف ينشر تعليقان ل نادية فارس فيه احتقار لمعتقدات شهب باكمله؟ وفيه سباب واضح؟
وما هي المعايير التى تنشرون على اساسها؟


11 - لماذا تنشرون تعليقات بذيئة ل نادية فارس؟
سفير ( 2010 / 6 / 10 - 14:59 )
لماذا تنشرون تعليقات بذيئة ل نادية فارس؟


12 - أصبت
سناء ( 2010 / 6 / 10 - 16:03 )
كل نقد لا يبدأ بنقد الدّين هوّ عرض خارج الحلبة. نعم أصبت .فكلّ علاج سطحي دون تلمّس أصل الدّاء ودون تشخيص علّته فهو كمن يحرث في البحر.لك كلّ الشّكر والتّقدير


13 - كومة الفحم 1
المنسي القانع ( 2010 / 6 / 10 - 17:41 )
الأستاذ أحمد القاضي المحترم
لطالما وجدت في كتاباتك ضالتي التي أنشد . فيها من المنطق والرصانة والعلمية وتسلسل الأفكار ، ما يجعل الفكرة تصل بمنتهى السلاسة وتكون قمة في الإقناع . أشكرك وأشكر الدكتور طارق حجي الذي جاء ووجد كومة من الفحم وقد علتها جمرات شديدة الإتقاد ( وهذا ما يحصل دوماً عندما توقد فحماً فالفحمات التي على قمة كومة الفحم هي التي تتقد أولاً ) . حاول الدكتور حجي إسقاط تلك الجمرات وفعل فلامست باقي الفحم الذي أخذ عنها وبدأ بالإتقاد . وكان هذا ما يجب فعله لنشر النار وإيصالها لكل الفحم والذي تحول الآن الى أتون عظيم لم تعد السيطرة عليه ممكنة ، لقد أصاب الدكتور بفصد أو بدون قصد له الشكر . وكان إعتراضه على تحقير الإسلام دون غيره والواقع أن التحقير شامل لكل الأديان حيث أن الإسلام هو إمتداد لكل ما سبق ونتيجة لها . أما لماذا التركيز على الإسلام فلأن اليهودية قد إنحسرت وإن الكنيسة قد إنزوت في حين تغول الجامع ونتيجة لذلك كان النقد للجامع أكثر وهو الذي بدأ الهجوم والتكفير والقتل وتطبيق حد الردة فتصاعد الموقف ليتحول الى سباب متبادل ذهبت عنه عقلانية المنتقدين وأشهر الإسلاميون سيوفهم كما


14 - كومة الفحم 2
المنسي القانع ( 2010 / 6 / 10 - 17:45 )
كما هي عادتهم ( فالسيف أصدق انباءً من الكتب ) . ولعل مقالة الدكتور حجي جاءت لفض الإشتباك ، قصد الدكتور أم لم يقصد ، والآن نزل الى ساحة الحوار العديد من المتفرجين وإتسع الجدل ومن لم يكن يقرأ رأي المتنورين الذين ما كانوا يفعلون سوى فتح كتب السلف الصالح وإخراج الحقائق التي قام الأتباع بطمسها لقرون عديدة مضت . والأمر الذي لا أفهمه هو لماذا يغضب الإخوة الإسلاميون عندما يقال أن هذا الكلام في القرآن وذاك أورده البخاري وإبن مسعود والطبري ومسند أحمد وإبن ماجة و—و غيرهم كثير كانوا يعرفونه وبقوا على إسلامهم فما مبرر خوف المتأسلمين منه وهل هناك شيء كامل ونقي دون شوائب إنه ضعف في إيمانهم بقدر ما قوة حجة في ناقديهم فمحمد بشر قالها هو والقرآن ، يشر يرغب ويشتهي وليست له قدسية فهو مجرد ناقل في نظر كل المسلمين ( حتى عندما قيل بأنه جمع القرآن ورتبه إنبرى رجال الدين المتشددين الى القول بأن جبريل هو الذي قام بذلك ) . فأين الفعل المحمدي . كنت في تعليقات سابقة قد طلبت من الإخوة مناقشة وتفنيد فكرة الخلق وما تحمله من تناقض مع المعطيات العلمية وصولاً لإستحالة وجود خالق لهذا الكون غير المحدود الحجم بما يفوق أي


15 - كومة الفحم 3
المنسي القانع ( 2010 / 6 / 10 - 17:51 )
بما يفوق أي تصور . وبإقتناع الناس علمياً نصل إلى ركوب مركبة التقدم ونجاري البشرية بل ونفاخر بأن الإسلام قد قال وعلمنا الإنسان ما لم يعلم وهذا معناه أنه لزاماً على المسلم الصحيح أن يقبل بكل ما يثبته العلم من حقائق حتى لو بدا منها مايتناقض والدين . وبنفس منطق المتدينين ( ومن كل الأديان ) إذا كانوا مؤمنين بأن الله خالق كل شيء وعلمه يفوق إدراك أي منهم فهل يجوز لهم الكفر بخلق الله . ألا يسحب هذا المنطق البساط من تحت أقدام رجال الأديان الذين يرفضون كل تطور لا خوفاً على الدين ولا على الرب القادر على كل شيء إنما خوفاً على مكاسبهم ومصالحهم فقد صور لهم خوفهم بأن المعابد سوف تغلق ويلقون هم في الشارع . أبداً فالإنسان الذي إخترع الغيبيات يبقى بحاجة لها ولتتحول دور العبادة للعبادة وعيادات نفسية تقدم النصح وتطمن الخائف وتصلح بين المختلفين وتترفع عن المهاترات فيجب ان يكون دورها أكبر من ذلك والله قادر ولايحتاج الناس و( للكعبة رب يحميها ) .
إحترامي الشديد لكل الآراء ما إختلف معي منها وما إتفق . وأظن أن هذا هو لب الحوار المتمدن .
دمتم بخير


16 - ايهما اهانة واحتقار؟؟؟
سالار احمد ( 2010 / 6 / 10 - 22:04 )
تحية لرأي نادية فارس...هذه هي الحقيقة مع الاسف ..وعجبي للسفير في تعليقه رقم 14 فهو يعتبر تعليقا بسيطا احتقارا لشعب بينما لا يعتبر كل هذه الكتابات الغير العلمية اهانة واحتقارا لربع البشرية على حد قول الاستاذ الحجي


17 - الازهر والكنيسة وجهان لعملة واحدة قذرة
نادية فارس ( 2010 / 6 / 10 - 22:14 )
الازهر والكنيسة وجهان لعملة واحدة قذرة
التعصب القبطي والدفاع عن سياسايت بابا شنودة الداعمة للحكم الدكتاتوري في مصر هو لايختلف بشيء عن توجهات الاخوان المسلمين في فرض حكم رجعي اسلامي في مصر
الذي تقوم به الكنيسة الان هو نوع من فرض الحكم الديني وسلب الحرية الفردية للاقباط في مصر
واكرر تساؤلي - للكتبة العلمانيين !!!! - الذي اما التزموا الصمت تجاه التسلط الديني للكنيسة القبطية او هبوا وفقا لتعصبهم الديني للدفاع عن بابا شنودة وعن سلطة الكنيسة


18 - اسعدني مرورك
احمد القاضي ( 2010 / 6 / 11 - 04:00 )
الاخ مصلح المعمار شكرآ على كلماتك الطيبة وارجو ان اكون عند حسن ظنك


19 - اصلاحي توفيقي
احمد القاضي ( 2010 / 6 / 11 - 05:06 )
الاخ شامل عبد العزيز
مع تقديري لوجهة نظرك الا ان قراءتي لمقالات الدكتور حجي عن قضية الهوية بالاضافة الى مقاله (بماذا اؤمن ) الى جانب مقالاته الاخرى تظهر لي انه من الذين يحاولون التوفيق بين الاسلام و الحداثة علي غرار الشيخين الافغاني الشيخ محمد عبده....الدكتور طه حسين لم يكن توفيقيآ ابدآ موقفه الحقيقي من الاسلام واساطيره منعكس في كتابه ( في الشعر الجاهلي ) ...وموقفه من قضية هوية مصر كان انحيازآ كاملآ للهوية الفرعونية والانتماء لحوض البحر المتوسط وكان يرى ان الاسلام مسألة طارئة على مصر وانها بمثاب قشرة خارجية وان مصر من الممكن ان تعود الى فرعونيتها...وفي مسألة الحداثة والتحديث كان يرى ان على المصريين ان يتبعوا خطوات الحضارة الغربية ..وقف ضد ادراج اي مادة في الدستور تشير الى ان مصدر التشريع هو الشريعة الاسلامية...لم يتراجع د. طه حسين عن جوهر افكاره وان ارغموه بالقمع والحصار على المهادنة والمصانعة....ولا المس مثل هذه الآراء الساخنة في كتابات الدكتور حجي وهو مثلآ يرى ان هوية مصر ذات ابعاد عربية اسلامية قبطية دون تغليب جانب على جانب لم يذكر الفرعونية..شكرآ على اثراء الحوار.


20 - تعليق غير منصف
د. عبدالرؤوف الشرباصي ( 2010 / 6 / 11 - 17:23 )
أليس من التدليس أيضا القول بأن طارق حجي لم يغلب أحد ابعاد (او مكونات) الهوية المصرية . فكتاباته عامرة بما يفيد انه يؤمن بأن الهوية المصرية وان دخلت فى تكوينها ابعاد مصرية قديمة وابعاد قبطية وابعاد عربية وابعاد اسلامية وابعاد تتعلق بالموقع (حوض البحر المتوسط) ، الا ان اقوي واعلى تلك الابعاد والمكونات هو بعد الموقع . فمصر فى كتابات طارق حجي (رغم تعقد مكونات هويتها) مجتمع بحر أوسطي أساسا . وما اكثر ما اقتبس طارق حجي من كتاب طه حسين - مستقبل الثقافة فى مصر - ليدلل على ان الهوية الأساس لمصر تنبع من موقعها كمجتمع من مجتمعات البحر المتوسط . وأضيف ان انتقادات طارق حجي لفكر جمال الأفغاني ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا معروفة لكل من طالع كتابه -سجون العقل العربي- الذى صدر بالعربية والآنجليزية والإيطالية والفرنسية . أخيرا ، فإن كتاب طارق حجي -الشرنقة العربية- (*) والذى كتب ونشر بالإنكليزية فقط قاطع فى إرجاع تخلف المجتمعات العربية لعدم نجاحها فى إيجاد مجتمعات مدنية علمانية تفصل بصرامة بين الدين والدولة (*) THE ARAB COCOON, LONDON, 2010


21 - سؤال لدكتور حجي
احمد القاضي ( 2010 / 6 / 11 - 17:53 )
الاخت قارئة الحوار المتمتدن
تحليلك صائب..اذا كانت الاديان هي مصدر القيم فانها تصبح بالضرورة مقدسة وعلينا ان نبجلها ويبقي الحق مع الانظمة الثيوقراطية في ان تبقي وتدوم لانها تحكم بموجب الدين الذي هو مصدر القيم والاخلاق ..وفي هذه الحالة ما الفرق بين من يؤمن بهكذا رأي وان ادعى الانتساب الى قكر التنوير وبين محمد بن عبد الوهاب وحسن البنا....وبهذه المناسبة لدي سؤال : هل يري الدكتور حجي ان الاديان منزلة من السماء لتكون لها هذه القدسية؟؟ّ
وشكرآ على اثراء الحوار


22 - للتشويش
احمد القاضي ( 2010 / 6 / 11 - 18:12 )
الاخ يوسف المصري
تحياتي الطيبة...وشكرأ على حسن طنك فيّ
ماعايك، البعض يدخل فقط للتشويش وافتعال قضية بطريقة استفزازية ودون ان تكون لها علاقة مباشرة بموضوع المقال.


23 - تلفيق بسبق الاصرار والترصد
احمد القاضي ( 2010 / 6 / 11 - 21:02 )
اخي العزيز رعد الحافظ
شكرآ على كلماتك الطيبة وارجو ان اكون عند حسن ظنك
اكثر ما هالني ان الكاتب المعروف انيس منصور قد تجاهل عمدآ مع سبق الاصرار تحذير مايكل هارت وتشديده في مقدمة كتابه على ان قائمة المائة ليست قائمة للعظماء بل للاكثر تأثيرآ في التاريخ وانه لايعتبر محمدآ اعظم من المسيح واتى بعنوان بعكس ما اراد الكاتب..وتجاهل مقدمته واخذ منها ما يريد في مقدمة كتبها (بمزاجه ) ..الى جانب تلفيق كلام لم يقله هارت في عدد من الفقرات المعتبرة...فالقارئ العربي المسلم المسكين قرأ في تلك الفقرات آراء انيس منصور وليست آراء مايكل هارت
مع خالص الود


24 - اصل الداء
احمد القاضي ( 2010 / 6 / 11 - 21:47 )
الاخت سناء
كل الهرج الذي يدور حول الحداثة منذ النصف الاول من القرن الماضي لف ودوران حول اصل الداء..الوحيد الذي امسك بيده اصل الداء هو التنويري الكبير الدكتور طه حسين ولكن امسكوا برقبته قبل ان يكمل
خالص الود


25 - اخشى ان يكون
احمد القاضي ( 2010 / 6 / 11 - 22:58 )
الاخ المنسي القانع
تحية وشكرآ على تعليقك الضافي السديد
اخشى ان يكون مقال الدكتور طارق حجي الاخير الذي عبر فيه عن غضبه من ما اسماه بتحقير الاسلام وادانته وهو اكثر المقالات صدقآ في التعبير عما يضمره من آراء وافكار لانه يقال ان الانسان يكون صادقآ وتلقائيآ في ما يقوله لحظة الغضب......وكما تفضلت ان نقدنا للاسلام والتركيز عليه لانه الان يحاصرنا في جميع المجتمعات الاسلامية اما بانظمة اسلامية دينية قامعة او بحركات اصولية اسلامية ارهابية تحكم بالموت على كل من يرفض شرائع القرون الوسطي ويجاهر بنقدها والاعتراض عليها
مع خالص الود


26 - عدم تغليب جانب على جانب
احمد القاضي ( 2010 / 6 / 12 - 04:23 )
عزيزي الدكتور عبد الرؤوف الشرباصي
لم اجئ بشئ من عندي هذا كلامه حرفيآ في مقاله -ثلاث معضلات متداخلات
حيث يقول (( وخلاصة القول أن موقع مصر الجغرافي هو الذي تسبب في تركيبية هويتها (أي كونها هوية ذات عدة رقائق) . وغرس اليقين بتركيبية الهوية المصرية بأبعادها العربية والمسلمة والقبطية والبحر متوسطية هو البديل الوحيد لإنحراف عربة الهوية المصرية إلى طريق تماثل الطريق التي سارت عليه عربة الهوية الباكستانية )) ..ويضيف (( ان مصر بحاجة لصلح مع نفسها فيما يتعلق بمسألة الهوية وهذا الصلح لا يمكن الوصول اليه بتغليب جانب من جوانب الهوية المصرية على الجوانب الاخرى ))..اليست هذه هي التوفيقية بعينها..ثم انظر الى نص المحاضرة التي القاها في الامم المتحدة ومنشورة هنا بعنوان ( رحلة صعود الاسلام المحارب وانزواء البدائل ) حيث يعتفد بوجود اسلام سمح واسلام وهابي...ويظن ان الاسلام السمح يتعايش مع الحداثة..اليست هذه هي التوفيقية التي تناقض أراء د. طه حسين التنويرية في عنفوانها...وشكرآ على اثراء الحوار


27 - رأي وتساؤل
فاهم إيدام ( 2010 / 6 / 12 - 15:41 )
تحت أي منطق يوصف كاتب فارغ مثل أنيس منصور بالكاتب الكبير؟؟؟؟؟

أمّا عن هذه المدرسة ـ التوفيقية ـ فتشمل سيد القمني ونصر حامد أبو زيد.... وهي مدرسة واضحة المعالم ومحكومة ـ برأيي المتواضع ـ بالفشل.. لأنّ علّة الاسلام في نصوصه ونبيه ورواده وتابعيه، وليس فقط بطريقة تفسيره..! ولا أعتقد أن هؤلاء الأساتذة الافاضل سيتمكنون من اصلاح شيء

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد